الشارع اللبناني يشتعل رفضاً لمشاورات “طبخ الحكومة على نار “حزب الله” وعون

النشرة الدولية –

لا تحمل المشاورات المعلنة وغير المعلنة التي يتولاها “حزب الله” بالدرجة الأولى بشأن تشكيل الحكومة، هذه “البدعة” غير المسبوقة والمخالفة للدستور، أي مؤشرات إيجابية على صعيد تأليف الحكومة، في الوقت الذي تناسى العهد أنّ تشكيل الحكومة الجديدة يبدأ بتحديد موعد لاستشارات نيابية ملزمة لتسمية الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة العتيدة، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية ميشال عون، وكما أكدت أوساط سياسية وقانونية لـ”السياسة”، يخالف الدستور في عدم تحديد موعد لهذه الاستشارات، وإن كان الدستور لم يحدد وقتاً زمنياً لإجرائها، لكن التفسير الدستوري يقول بضرورة المباشرة بتحديد موعدها، فور استقالة الحكومة وهو الأمر الذي لم يحصل، مؤكدة أنّ تولي الرئيس عون وأطراف سياسية أخرى، مشاورات عملية التأليف، بذريعة تسهيل الطريق على الرئيس الذي سيكلف، مخالفة دستورية أخرى لا يمكن تصورها، وهي كلام حق يراد به باطل.

وإذا كانت الأيام القليلة المقبلة، حاسمة على صعيد الملف الحكومي، فإن المعطيات المتوافرة ل”السياسة”، تشير إلى أن الرئيس سعد الحريري، لم يلحظ أنّ “حزب الله” مستعد للتجاوب مع طلبه تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية، بحجة خوفه على مصيره، بعد التشدد الأميركي تجاه الأذرع الإيرانية في المنطقة، وهذا ما يؤشر إلى أن هناك صعوبات في قبول الحريري المهمة، حتى ولو جرت تسميته من قبل النواب، الأمر الذي يتحمله “حزب الله” وحلفاؤه في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، في موازاة تعاظم المخاطر الاقتصادية والمالية التي جرت مناقشتها في اجتماع اقتصادي مالي في قصر بعبدا ترأسه رئيس الجمهورية، وبغياب الرئيس الحريري، بحث في سبل الخروج من الأزمة.

وأشار القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش، الى ان “هناك تكتماً شديداً من قبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عمّا يحصل”.

وأكد، أن “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري لم يتوصلا الى شيء ايجابي، وهذا سيء لأن البلد لم يعد يحتمل عدم وجود قرار”.

وقال: “خيار تنحي الحريري وارد إذا لم يقبلوا معه بالتوازن الذي يقبل به الناس، بما معناه حكومة اختصايين مطعّمة بسياسيين”.

وفي السياق، اعتبر النائب انور الخليل ان “لبنان يمر بأخطر مراحله الاقتصادية والمالية والمصرفية”.

وقال: “لم يواجه لبنان في تاريخه بعد الإستقلال فترة أكثر خطورة وأعمق تجذرا من اليوم، لما نشهده من تدهور سحيق ومقلق لفقدان الثقة في أوضاعه الإقتصادية، والمالية، والمصرفية”. واضاف: إن التأخر في تشكيل حكومة جديدة ذات مصداقية وملبية لمطالب الحراك الشعبي المتنامي يوما بعد يوم سيكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على اقتصاد لبنان ووضعه المالي والمصرفي، واستقراره السياسي والأمني”.

وتابع الخليل: “ندائي للسيد رئيس الجمهورية وبكل احترام: سر على ما نصه الدستور وابدأ اليوم قبل الغد بتحديد موعد للاستشارات الملزمة، فالتأجيل مهما كانت أسبابه ومصادره لن يكون أهم من الإسراع في التكليف والتأليف”.

وزاد “مصير لبنان بأيديكم، لا تستهينوا بالأوضاع المحيطة والقلق المحلي والدولي على هذا المصير، أنجدوا لبنان قبل فوات الأوان”.

وقال الوزير السابق اشرف ريفي، عبر “تويتر”، قائلاً: “سلطة الفراغ تتمهل في تشكيل الحكومة، وتُشيطِن ثورة الناس وتُحمّلها مسؤولية الأزمة، هذا حافزٌ إضافي للثورة كي تطيح بأنانياتكم السلطوية”.

واعتبر ان “المصاهرة أصبحت كُلفتها إنهيار البلد”.

وفي تغريدة معبرة، توجه بها إلى الرئيس الحريري دون تسميته، قال النائب زياد أسود، “ان تطلب ثقة وتنالها فيجب أن تكون على قدر الثقة والأمانة لتنالها”. وأضاف:”انسى حبيبي”.

وفي إطار المواكبة الدولية لما يجري في لبنان، يتوجه مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر في النصف الثاني من نوفمبر الجاري أي بين 18 و22 منه الى فرنسا وايطاليا، للبحث في تطورات لبنان خصوصا في ضوء الزيارة التي سيقوم بها نظيره الفرنسي مسؤول الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو لبيروت منتصف الاسبوع المقبل، في مسعى لحل ازمة الفراغ الحكومي.

وسط هذه الأجواء السياسية والاقتصادية القاتمة، واصل اللبنانيون انتفاضتهم الشعبية والطالبية، حيث من المنتظر أن يشهد اليوم الذي أطلق عليه، “أحد الطلاب”، اعتصامات شاملة في العديد من المناطق اللبنانية، رفضاً لاستمرار الواقع القائم، في مقابل رفض العهد تحديد موعد للاستشارات النيابية، وعدم إبداء الاستعداد لتشكيل حكومة اختصاصيين.

وتحت شعار “الوزارة منّا مرفق عام بخدمة الوزير وجماعتو”، نفذ، أمس، عدد من المحتجين، وقفة احتجاجية امام مبنى وزارة الخارجية والمغتربين وسط انتشار أمني كثيف.

ونظمت تظاهرة ضمت عشرات تلامذة المدارس أمام مدخل المركز التربوي للبحوث والإنماء في الدكوانة، فأعطت رئيسة المركز ندى عويجان التوجيهات إلى الحراس لفتح البوابات أمامهم واستقبالهم في باحة المبنى حيث أطلقوا شعاراتهم.

وفي طرابلس، تواصلت المسيرات الطالبية التي انطلق بعضها من مستديرة المنار في منطقة ابي سمراء، تحت عنوان “الثورة تجمعنا”، وجابت الشوارع والاحياء الداخلية وصولا الى ساحة النور، ورفع المشاركون الاعلام اللبنانية وسط الصرخات والهتافات المطالبة بتشكيل حكومة انقاذية، ومحاربة بؤر الفساد واسترداد الاموال المنهوبة، وانشدوا النشيد الوطني لمرات عدة، فيما اعلنت المصارف والمدارس والجامعات اقفال ابوابها امام المواطنين والطلاب.

وفي القلمون، جاب تلامذة المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية شوارع البلدة، حاملين رايات الجيش والعلم اللبناني.

وفي مدينة بعلبك، نظمت مسيرة طالبية وشبابية شارك فيها إلى جانب مجموعات من “حراك أبناء بعلبك”، تلامذة معهد الأبرار التقني وقسم من تلاميذ تجمع المدارس، جابت أحياء المدينة وشوارعها، وتوقفت رمزيا أمام مركز “أوجيرو”، وأكملت في اتجاه ساحة الشاعر خليل مطران قرب قلعة بعلبك.

وفي راشيا،انطلقت مسيرة نسائية حاشدة من مثلث ضهر الاحمر، واتجهت نحو مفترق الست سارة حيث نقطة التجمع والاعتصام بمؤازرة الاجهزة الامنية ودوريات للجيش.

و تجمع بعض المتظاهرين امام مدخل مصرف لبنان في بيروت، ضمن التحركات التي تشمل عددا من المؤسسات الرسمية والقطاعات الحيوية في البلاد.

واعلن المعتصمون ان تواجدهم يهدف للضغط على الدولة لمنع الانهيار المالي القائم ويرفعون لافتات تدعو الى اسقاط الهندسة المالية القائمة وينتقدون دور حاكم المصرف في الأزمة.

وعقد المجلس التنفيذي لنقابة موظفي المصارف في الشمال إجتماعا طارئا بحضور معظم مديري وموظفي المصارف، للتداول في الأوضاع الراهنة وما يتعرض له موظفو هذا القطاع من تهديدات وإهانات وإعتداءات من قبل بعض المودعين.

ورأى المجتمعون في بيان، أن الأيام الماضية شهدت تجاوزات غير مسبوقة وغير مقبولة تحول من خلالها عدد من الموظفين الى مكسر عصا وفشة خلق علما أن كل المصارف وإداراتها وموظفيها ينفذون سياسة مصرف لبنان ويتقيدون بالتعليمات التي تصدر في هذا الصدد.

إلى ذلك، وفي التداعيات الاقتصادية لأزمة فقدان الدولار الاميركي من الأسواق، أقفلت بعض محطات المحروقات في بيروت والضاحية الجنوبية أبوابها، فيما اعتمد البعض الآخر مبدأ التقنين، وذلك بعدما توجهت نقابتا أصحاب المحطات وأصحاب الصهاريج في لبنان وموزعو المحروقات، في بيان، إلى الرأي العام اللبناني، قال فيها أصحابها أنهم مستمرون ببيع المحروقات حتى نفاد الكمية الموجودة في الأسواق.

واشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، الى “أن 60 في المئة من محطات لبنان نفدت لديها المحروقات وأقفلت، في حين أن 40 في المئة فقط تستمر ببيع المحروقات.

وشدد على أن الكمية الموجودة في الأسواق تكفي ليومين فقط.

من جهتها، دقت نقابة الممرضات والممرضين ناقوس الخطر، داعية المعنيين من الجهات الرسمية والمؤسسات الاستشفائية الى تحمل مسؤولياتها والمحافظة على حقوق الممرضات والممرضين المشروعة، والا ستضطر النقابة الى اتخاذ إجراءات تصعيدية لن تحمد عقباها لأن القطاع التمريضي لم يعد يحتمل المزيد من النزف والإجحاف”.

واوضحت “زيتونة باي” في بيان أنه: “ردا على الاخبار الكاذبة التي مفادها أن الزيتونة باي تتعدى على الاملاك البحرية بإستئجارها متر الارض من الدولة اللبنانية ب 2.500 ل.ل. في السنة وتؤجرها ب 10 الاف دولار، بأن الشركة هي شركة خاصة وليس لها أي عقود إيجار، او إستثمار أو حتّى بيع لا من قريب ولا من بعيد مع الدولة اللبنانية، وقامت الشركة بشراء العقارين المذكورين آنفاً منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما من سوليدير بمبلغ وقدره 31.6 مليون دولار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button