بالأمس القريب…* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
بالأمس القريب فقدنا فنانا في مقتبل العمر، ورغم صغر سنه إلا أنه أثرى هو ووالداه ـ رحمهم الله ـ السينما المصرية والعربية، هو الفنان هيثم أحمد زكي.
لن تكون سطورنا رثاء للفقيد ولن تكون إحياء لذكرى والديه الفنانة هالة فؤاد والعملاق أحمد زكي، رحمهما الله، لكن ستكون لتسليط الضوء على مشكلة المغفور له بإذن الله تعالى الراحل هيثم أحمد زكي التي كان يعاني منها، والتي يعاني الكثيرون منا منها وهم على قيد الحياة، وهي مشكلة «الوحدة».
بعد الوفاة المفاجئة لهيثم، والذي نسأل الله أن ينزله خير المنازل ويسكنه فسيح جناته هو ووالديه، قرأت الكثير من التصريحات للعديد من الفنانين والإعلاميين عما كان يعانيه المغفور له بإذن الله، من إحساس بالوحدة، ثم تأكدت تصريحاتهم بما حدث مع تأخر عملية الدفن حتى أن من تسلم جثمان الفقيد هو نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي.
«اللهم أحسن خاتمتنا»، هذا ما يؤكد أن الفنان الراحل كان يتألم من «الوحدة» والشعور بأنه لا يوجد من يسأل عنه.. ما أصعب هذا الإحساس! وما أشد ألم أن نحيا دون أن نجد من يشعر بنا أو يتذكرنا ولا أن تكون هناك أياد تدق بابنا للسؤال عن حالتنا وصحتنا! إحساس مؤلم أن تشعر بأنك وحيد في هذه الحياة.
مهما كتبت من سطور عن الوحدة فلن أضع الصورة الكاملة لوصف شعور من يعيشها، فالوحدة برأيي الشخصي ما هي إلا شبح الموت، تترقب الكلمات وتشتاق للوجوه وتنتظر لسماع الأصوات، ومن هذا وذاك لا تمتلك في نهاية الأمر إلا فضاء واسعا لا يحتوي إلا نواقيس تدق أجراس الوحدة وتذكرك على الدوام بأنك بمفردك.
ومع ذلك فإنه، ومن واقع معاش، من يملك الإيمان في قلبه يجد الله عز وجل هو الأنيس والصديق والحبيب والمعين له في وحدته وشدته، فهو الغني عن الناس والسؤال منهم وعنهم.. سبحانك ربى أنت العظيم والمجيب والقريب لكل من سألك أجبته وآنست وحدته وأحببته كما أحبك سبحانك ربي الرحمن الرحيم.
٭ مسك الختام: قال تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيل). «الإسراء: 110».