شكراً* د. سمر المقرن

النشرة الدولية –

عوّدت نفسي منذ عدة سنوات، أن أول شيء أفعله عندما أستيقظ منذ النوم هو شكر الله -عز وجل- على بداية يوم جديد، وتعوّدت في نهاية يومي عندما أقترب من لحظة النوم أن أشكره أن أمضيت يوماً سعيداً. قد تختلف مقاييس سعادة اليوم من شخص لآخر، وقد يرى -بعضهم- أن لا جديد في هذا اليوم يستحق الاحتفاء، أنا شخصياً عندما أمضي يوماً ألتمس فيه أصغر التفاصيل وأكون بين أسرتي وأحبتي وإن لم يكن يحمل أي شيء جديد، هو بالنسبة لي قمة السعادة.

الشكر هو شجرة البقاء في مأمن ورخاء، ومن أضاع الشكر فقد خاطر بدوام النعم، ومن الأشياء الجميلة أن نهدي الآخرين زهور الشكر والامتنان، بل ونداوم على شكر الآخرين فله مفعول السحر فهو الذي ينبت ورود النجاح ويخلق سلاما اجتماعيا بين كل البشر. فمن شكر والديه وُفِّق في حياته، ومن شكر معلمه فالنجاح حليفه، ومن شكر زوجته أو شكرت زوجها فالسكينة جائزتهما، ومن شكر حكامه نعم بالأمن والرخاء. شكر الجميع يُنبت السعادة في حياتنا وهو زهور الحياة يسمعه الأصم ويراه الكفيف بقلبه.

مدينة الشكر لا يوجد بها غش ولا خداع، فقط أشجار الحب والسعادة تحميها وسحب الراحة تظللها، ومضاد الشكر الجحود والنكران وبدونه لن نكون حتى كالشجرة العارية التي تُنقي 25 كيلو جراما من الملوثات سنويا بل سنلوث حياتنا بالتيه في فيافي الحياة حتى نصير نسيا منسيا!

تناول الكثير من علماء النفس في كتبهم «الشكر» ومنهم الدكتور جون غراي الذي وزعت كتبه ملايين النسخ وكتب عن أهمية الشكر للإنسان الناجح بأنه وقود حياته وأن الامتنان أساس العلاقات القوية المثمرة للخير. كما أكدت عدد من الدراسات على أن الشكر يسبب السعادة ويقلل الاكتئاب ويزيد المناعة ضد الأمراض ويحفز الطاقة الإيجابية للدماغ، وهو ما أكدته أيضا دراسة صادرة عن جامعة كاليفورنيا بأنه يؤدي لاستقرار الحالة العاطفية والصحية والنفسية والجسدية للشاكر ويجعله أكثر تفاؤلا. ولمن يطلب الثروة في عمله عليه التزام الشكر وهو ما نصح به رجل الأعمال العالمي النجاح (لي برو) مؤسس شركة تفعيل الثروة، في وصفته تحول الإنسان لمليونير.

هذه الأمثلة أضعها لأن هناك من قد يقول: (لا تنتظر الشكر من أحد) ولأصحاب هذه الفكرة وجهة نظر لا أتفق مع عدد كبير من جزئياتها، لأن عدم انتظار الشكر يؤدي إلى عدم الإحساس أو الاكتراث بالغير!

أنا متأكدة، أن شكر الآخرين ليس ضعفا ولا ذلا بل عزة وكرامة وقوّة، الشكر قيمة إنسانية عظيمة، فالشكر يشبه الأزهار وتأثيرها علينا وفرحتنا بها.

شكراً من القلب، لكل من يهديني وردة الشكر، وشكراً من القلب لمن يستحق مني وردة الشكر.

نقلاً عن الجزيرة السعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى