تعز اليمنية.. بين ضنك الحرب والأوبئة
اليمن – محمد المياس / مراسل النشرة الدولية –
يعاود فيروس حمى الضنك طرق أبواب مدينة تعز للمرة الرابعة والذي بدأت نتائجه الكارثية بالظهور منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري وسط مخاوف يعيشها السكان .
تتفاقم معاناة السكان يوما بعد آخر ويدق ناقوس الخطر أبواب المدينة مرة تلو أخرى على هيئة فيروس أصاب الآلاف من أبناء المدينة .
احصائيات
منذ مطلع العام 2019 بلغ عدد الحالات المصابة بفيروس حمى الضنك في محافظة تعز (6467) حالة اشتباه بالحميات فيما بلغ عدد حالات الوفاة (9) حالات حسب تصريحات مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز .
كما رصد مكتب الصحة في المحافظة (3243) حالة اشتباه إصابة بفيروس حمى الضنك فيما بلغ عدد حالات الوفاة (4) حالات من بينهم نساء وأطفال .
وشملت الاحصائيات المديريات التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية ناهيك عن أعداد المصابين والوفيات ممن هم في المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن “حمى الضنك” يصيب نحو 390 مليون شخص سنوياً، ويقتل منهم أكثر من 22 ألفاً، غالبيتهم من الأطفال، ويظهر المرض في المناطق المدارية وتحت المدارية في قارات أمريكا الجنوبية، وأفريقيا، وآسيا، ومن الممكن أن يهدد المرض 2.5 مليار نسمة.
أسباب ومخاوف
تزداد مخاوف المواطنين من تفاقم الكارثة الصحية في المدينة إلا أن السلطة المحلية في المحافظة متنصلة عن دورها ومسؤليتها في حماية المواطنين .
تيسير السامعي نائب مدير مكتب الإعلام والتثقيف الصحي في مكتب الصحة بالمحافظة يذكر للـ النشرة الدولية أسباب تفاقم الكارثة الصحية في المحافظة بقوله ” تعود أسباب تفاقم الكارثة الصحية وانتشار الحميات في مدينة تعز إلى سوء تخزين المياة من قبل المواطنين بالإضافة إلى تكدس النفايات في معظم أحياء وشوارع المدينة لاسيما شحة الامكانات لدى مكتب الصحة في المحافظة الأمر الذي جعل المكتب يبذل جهود ذاتية لاتتناسب مع حجم الكارثة “.
أعراض الحمى وأنواعها
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن حمى الضنك مرض فيروسي يصيب الإنسان عن طريق لدغات البعوض وينتقل من الشخص المصاب إلى الأشخاص غير المصابين ويصاب المريض بزيادة مفاجئة في درجة حرارة الجسم، وصداع حاد وألم خلف العين، وآلام شديدة في العضلات والمفاصل ويتفاقم المرض أحياناً ليصبح قاتلاً.
كما تنقسم حمى الضنك إلى نوعين نوع خفيف معتدل وهذا النوع ليس لديه أي مضاعفات خطيرة أما النوع الآخر فهو الحمى النزفية قد يكون هذا النوح من حمى الضنك خفيف في البداية ولكنه يرتفع تدريجياً بعد عدة أيام فيما يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج في الوقت المناسب.
وذكر أمين عام نقابة الأطباء بتعز الدكتور صادق الشجاع في تصريح سابق له “أن هناك نوعين من حمى الضنك النوع النزفي وهو نوع مميت وتسجل سنويا في مدينة تعز اصابات من هذا النوع وهي اصابات مميتة وهناك نوع اخر من حمى الضنك وهو النوع الشائع الذي يظهر بأعراض الحمى والاعراض الاخرى وقد يحتاج للاستشفاء ايضا”
حملات مكافحة الضنك
يحاول مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة مكافحة الفيروس المنتشر بالتعاون مع المنظمات العاملة في القطاع الصحي في المدينة من خلال حملات توعوية وتثقيفية تقوم بها فرق التثقيف والارشاد في مكتب الصحة وحملات رش ضبابي تستهدف أماكن تواجد البعوض في المدينة .
وفي تقرير نشره مكتب الصحة في المحافظة بأن فرق الرش الضبابي المكافحة للبعوض الناقل استكملت يوم السبت عملها في مديريات المدينة وستليها حملة الرش الرذاذي التي تهدف إلى رش المصادر المائية وأماكن البؤر التي تحتاج إلى رش الأثر الباقي لقتل يرقات البعوض في الماء.
ستظل تعز قطاعا منفصلا عن الحياة في ظل وجود شرعية غير مسؤولة وسلطة محلية منشغلة بالمحاصصة وتقاسم الإيرادات ولا منقذ لسكانها من المعاناة سوى الموت .