جيوش الكترونية تهاجم إعلاميين لبنانيين بنشر أرقام هواتفهم* سوسن مهنا

النشرة الدولية –

منذ بدء الانتفاضة اللبنانية يتعرض إعلاميون وكتاب وصحافيون لبنانيون إلى حملة هجوم واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من شتائم وتخوين، إلى تعميم أرقام هواتفهم وصولاً للاتصال بعائلاتهم.

وأصيبت والدة الإعلامية في قناة إل. بي .سي. ديما صادق بجلطة دماغية بسبب الضغوط والمضايقات التي تعرضت لها في الأيام الماضية، بعد موقف صادق من الانتفاضة. فكتبت صادق على “فيسبوك”: “كل يوم تهديدات كل يوم مسبات كل يوم شماتة ولا شي أثر فيي بس وصلو لإمي. أسبوعين ما هدي تلفونها ولا هديوا أعصابها. بنتك هيك وهيك وهيك يقولولها”.

وتضامناً مع صادق صدر عن “إعلاميون من أجل الحرية” بيان، جاء فيه، “إن أعمال الجيوش الإلكترونية ضد الصحافيين والإعلاميين والكتّاب بسبب آرائهم هي إرهاب ممنهج، وهي فعل جرمي يستوجب العقاب القانوني لكل من يشارك فيه ويأمر به”.

ودعا البيان القضاء إلى “التحرك تلقائياً ومعاقبة من يرتكبون هذا الفعل الجرمي. فأسماء هؤلاء الوهمية والحقيقية معروفة، والمطلوب استدعاؤهم إلى التحقيق، إلا إذا كانت الملاحقة محصورة بمن يبدون رأياً مناهضاً للسلطة وأربابها…”.

إلى ذلك عرض الإعلاميون في قناة “الجديد” نانسي السبع ورامز القاضي وراشيل كرم وغيرهم لائحة بأرقام الهواتف التي اتصلت بهم ولم يجيبوا عنها.

وقالت السبع في تغريدة، إنها عينة من الأرقام التي اتصلت بها، مشيرة إلى أنها ستقدمها إلى القضاء. وفي تغريدة أخرى قالت “تعميم رقمي على السفهاء مش قوّة ولا ترهيب وبما إنو صار رقمي عندكن احفظوه، وبس تعوزوه لما يذلوكن عبواب المستشفيات أو تكونوا بحاجة لحدا يوصل صوتكن… أنا عالسمع وبكل محبة جاهزة للمساعدة”.

وقال رامز القاضي، في تغريدة له، “مرتين تعمم رقمي بالانتفاضة! أول مرة من الدواعش وجبهة النصرة عندما قلت إن السيد حسن نصرالله قائد مقاومة ولم يشارك بالفساد، وإذا كان من مسؤولية سياسية للحزب فليتحملها. وهلق المرة الثانية، وهاي عينة رفضت منطق تعميم الرقم والسب مشكورين! وللسفهاء نقول: يا غيروا الصور يا غيروا منطقكن”.

وكان جواد نصرالله، نجل الأمين العام لحزب الله، قد تدخل عبر تويتر لوقف تعميم أرقام الإعلاميين. وعبر تغريدة له قال، “الأزمة سياسية معيشية الخ… لكن ما ببرر لحدا أي حدا تهديد أي إنسان مختلف معه بعياله وببيته أو توزيع رقم صحافيات كرمال تنشتم أعراضهم”.

الجدير ذكره أن بعض متابعي تويتر يعرضون أسماءهم وصورهم الحقيقية. فيعترف أحدهم أنه من عمم رقم صادق، قائلاً “المجد لإزعاجها”.

يقول الباحث السياسي مكرم رباح، الذي تعرض هو نفسه لحملة عبر صحيفة “الأخبار” اللبنانية، لـ”اندبندنت عربية”، “بكل بساطة إن هذا التعرض هو تهويل وتخويف للجسم الإعلامي كي يتوقف عن عرض الحقيقة وقولها. فبعدما ألقيت محاضرة عبر سكايب بثّت على موقع معهد واشنطن، طالبت عبرها بفرض عقوبات على شبكة مالية من دون أن أحرض ضد أحد، تمّ تحوير كلامي وعرض بطريقة لهدر دمي”.

يضيف رباح “للأسف إن من عليهم حماية الإعلاميين، أي نقابتي الصحافة والمحررين والقوى الأمنية، هم جزء من السلطة. لكن دولة القانون والقضاء العادل والنزيه التي نطالب بها هي سند الجسم الإعلامي”.

ويرى رباح، أن المحطات التلفزيونية كما المواقع والصحف لها كامل الحرية في ما خص السياسات التحريرية، لكن هناك تدخل من بعض السياسيين كجبران باسيل مثلاً، في عمل المحطات، ذلك أنه يتدخل في عمل القضاء. فهو “يحمي بيار الضاهر صاحب قناة إل.بي.سي في معركته ضد الدكتور سمير جعجع، كما يحمي تحسين خياط مالك محطة الجديد في معركته أمام الرئيس نبيه بري، إضافة إلى تدخله في المعركة القضائية ما بين غابريال المر وابنه ميشال”.

الجدير بالذكر أن مراسلات قناة “أو. تي. في”، التابعة للتيار الوطني الحر، تعرضنَ لمضايقات عديدة أثناء قيامهنّ بعملهنّ.

نقلاً عن “اندبندنت عربية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button