أبرز ما كشفته شهادات المسؤولين بإجراءات عزل ترامب على مدار 35 ساعة في خمسة ايام
النشرة الدولية –
على مدار 35 ساعة في خمسة أيام، استمع مجلس النواب الأميركي إلى 12 شاهدا في قضية اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط على أوكرانيا لدعم جهوده للفوز بولاية ثانية في انتخابات 2020.
وسعى الديمقراطيون من خلال هذه الشهادات إلى إثبات أن ترامب سعى لربط تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار ودعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى البيت الأبيض بحصوله على تعهد بفتح تحقيق بحق جو بايدن، نائب الرئيس السابق، وابنه هانتر الذي شغل سابقا منصب عضو في مجلس إدارة شركة نفطية أوكرانية.
وهذه أبرز تطورات الأيام الأخيرة:
أبرز الشهود:
غوردون سوندلاند: سفير الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي، ومعروف بقربه من ترامب.
بيل تايلور: القائم بالأعمال الأميركي في كييف وكبير الدبلوماسيين في أوكرانيا.
ديفيد هولمز : الموظف في سفارة الولايات المتحدة في كييف الذي كشف عن مكالمة هاتفية بين سوندلاند وترامب.
ماري يوفانوفيتش: السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا.
فيونا هيل: المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي والخبيرة في شؤون روسيا.
كيرت فولكر: المبعوث الخاص السابق لأوكرانيا.
جينيفر وليامز: معاونة مايك بنس نائب الرئيس الأميركي وتعمل في مكتبه، وسمعت الاتصال بين الرئيسين الأميركي ونظيره الأوكراني في 25 يوليو.
لورا كوبر : مسؤولة البنتاغون المكلفة بشؤون أوكرانيا.
اللفتنانت كولونيل الكسندر فيندمان: مسؤول في مجلس الأمن القومي.
ديفيد هيل: مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية.
ومنذ أن بدأت جلسات الاستماع في 13 وحتى 21 نوفمبر، تابع الأميركيون عبر شاشات التلفزة جلسات الاستماع العلنية الطويلة التي عقدتها لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
الجلسة الأولى
كانت بداية جلسات الاستماع مع كبير الدبلوماسيين الأميركيين في أوكرانيا، والقائم بالأعمال حاليا، بيل تايلور الذي قال إن أحد موظفيه سمع مكالمة هاتفية بين سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، وترامب في 26 يوليو أي بعد يوم من الاتصال الذي تم بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والذي تتم بسببه بدء التحقيق ضمن إجراءات العزل.
القائم بالأعمال الأميركي في كييف السفير بيل تايلور أثناء جلسة استماع لعزل الرئيس ترامب
القائم بالأعمال الأميركي في كييف السفير بيل تايلور أثناء جلسة استماع لعزل الرئيس ترامب
لم يقع اختيار الديمقراطيين عليه عشوائيا، فروايته التي أدلى بها في أكتوبر هي من بين تلك التي تؤكد بوضوح الشكوك حول “ابتزاز” ترامب لأوكرانيا.
وقال تايلور إن الموظف الذي تم تسميته فيما بعد ديفيد هولمز، وهو مستشار للشؤون السياسية في السفارة الأميركية في أوكرانيا، سمع ترامب يسأل سوندلاند عن “التحقيقات”، في إشارة إلى الادعاءات بشأن عائلة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن والذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وكان هانتر بايدن نجل نائب الرئيس عضوا سابقا في مجلس إدارة شركة النفط الأوكرانية بوريسما. وقد ادعى ترامب أن جو بايدن استخدم منصبه كنائب للرئيس لإلغاء تحقيق حول شركة بوريسما من دون تقديم أي أدلة.
الموظف يكشف مزيدا من التفاصيل
ديفيد هولمز، الذي سمع المكالمة، قال إنه تم استبعاده من اجتماع في 26 يوليو في كييف بين سوندلاند و أندري ييرماك، أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني، لكن بعد ذلك الاجتماع انضم إلى سوندلاند وآخرين لتناول غداء في مطعم في العاصمة الأوكرانية كييف.
وتابع هولمز أن سوندلاند أجرى اتصالات هاتفيا مع ترامب على هاتفه المحمول على الطاولة، مضيفا أنه سمع الرئيس ترامب يسأل، “إذن، هل سيجري التحقيق؟ وأن السفير سوندلاند أجاب أنه “سيفعل ذلك”، وأن زيلينسكي سوف يفعل “أي شيء تطلبه منه”.
من جانبه قال المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى أوكرانيا كيرت فولكر إن آخرين في إدارة ترامب سعوا إلى إجراء تحقيق في عائلة بايدن وأنهم أخبروا الحكومة الأوكرانية أن الملايين من المساعدات العسكرية سترتبط بالتحقيق.
“خط مباشر مع الرئيس”
في شهادة مدوية نقلها التلفزيون في جلسة استماع، قال سفير الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، حليف ترامب، إن الرئيس أوعز إليه وإلى اثنين من المسؤولين الأميركيين هما وزير الطاقة ريك بيري والمبعوث الخاص لأوكرانيا كيرت فولكر، بالعمل مع محاميه الشخصي رودي جولياني الذي شن حملة ضغوط على حكومة الرئيس الجديد زيلينسكي.
سوندلاند الذي كان يعمل في تطوير الفنادق وعينه ترامب سفيرا بعد أن تبرع لحفل تنصيبه بمليون دولار، كان في صلب الجهود لإقناع زيلينسكي بالامتثال لمطالب الولايات المتحدة بإجراء تحقيقات للحصول على لقاء مع ترامب، وكذلك للافراج عن 391 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا تم تجميدها في يوليو.
أكد سوندلاند في شهادته المكالمة التي سربها تايلور، والتي أجراها مع ترامب في 26 يوليو، مشيرا إلى أنه كان لديه خط مباشر مع الرئيس.
“نفذنا أوامر الرئيس”
أشار سوندلاند إلى أن جولياني أراد من زيلينسكي أن يحقق في أمر بايدن وفي نظرية المؤامرة التي يتبناها ترامب بأن أوكرانيا ساعدت الديمقراطيين ضده في انتخابات الرئاسة 2016.
وقال سوندلاند إن “طلبات جولياني من أوكرانيا كانت مقابل ترتيب زيارة للرئيس زيلينسكي إلى البيت الأبيض”.
وقال أثناء شهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب “لقد نفذنا أوامر الرئيس” بالعمل مع جولياني.
وقال سوندلاند للجنة إنه تم الربط صراحة بين عقد القمة في البيت الأبيض واجراء التحقيقات التي تستهدف شركة بوريسما للطاقة والتي كان هانتر ابن بايدن عضوا في مجلس إدارتها.
وأضاف سوندلاند إنه “لم يتلق إجابة واضحة أبدا” حول سبب تعليق الولايات المتحدة المساعدات الأمنية لأوكرانيا التي تقاتل الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد، لكنه “يعتقد” أن ذلك مرتبط أيضا بالتحقيقات التي طلبها ترامب.
وأضاف “لقد عارضت بشدة أي تعليق للمساعدات لأن الأوكرانيين بحاجة إلى هذه الأموال لمواجهة العدوان الروسي”.
وتابع “في ظل عدم وجود أي تفسير موثوق به لتعليق المساعدات، توصلت في وقت لاحق إلى الاعتقاد بأن استئناف المساعدات الأمنية لن يحدث حتى يتم إصدار بيان علني من أوكرانيا تلتزم فيه التحقيقات في انتخابات عام 2016 وشركة بوريسما كما طلب جولياني”.
وأضاف “لم أسمع من الرئيس ترامب نفسه أن المساعدات مرتبطة بالاعلان” عن فتح تحقيقات في أوكرانيا.
وأكد أن ما قام به لم يكن عملية خارجة عن القنوات الدبلوماسية الأميركية المعتادة، إذ أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض من بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، كان يتم اطلاعهم باستمرار على العملية.
وأضاف سوندلاند أنه أبلغ نائب الرئيس مايك بنس مباشرة بقلقه من احتمال وجود صلة بين إطلاق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإعلان التحقيقات، لكن بنس نفى إجراء هذه المحادثة من خلال كبير موظفيه مارك شورت.
قالت الشاهدة جينيفر وليامز، وهي معاونة لنائب الرئيس مايك بنس، إن إشارة ترامب إلى بايدن في المكالمة الهاتفية التي أجريت مع الرئيس الأوكراني في 25 يوليو كانت “غير اعتيادية” لناحية غوصها في شؤون السياسة المحلية الأميركية.
واستمعت وليامز إلى المكالمة، وقالت في إفادتها “وجدت المكالمة الهاتفية غير اعتيادية … فقد تخللتها مباحثات لما يبدو أنه قضية سياسية داخلية”، مضيفة أن “الإشارة إلى بايدن بدت لي سياسية”.
وأضافت “أعتقد أنها سلطت بالنسبة إلي بعض الضوء على دوافع أخرى محتملة خلف حجب المساعدة الأمنية”.
فيما قال مسؤول في مجلس الأمن القومي، الشاهد اللفتنانت كولونيل الكسندر فيندمان إنه شعر بقلق بالغ إزاء ما سمعه خلال المكالمة وإنه أبلغ “بدافع الواجب” محامي مجلس الأمن القومي بالمحادثة “غير اللائقة”.
قال فيندمان أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب “من غير اللائق أن يطلب رئيس الولايات المتحدة من حكومة أجنبية ان تفتح تحقيقا بحق مواطن أميركي وخصم سياسي”.
وتابع “من شأن هذا الأمر أن يحمل تداعيات كبيرة إذا أصبحت هذه المعلومات متاحة للعامة وأن تعتبر عملا منحازا”.
تخويف الشهود
اتهمت السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، مساعدي الرئيس بتقويض سياسة واشنطن الخارجية في أوكرانيا. وأفادت السفيرة السابقة أنها تعرضت لحملة تشهير “مؤلمة” قبل أن يتم استدعاؤها بشكل مفاجئ من كييف.
خلال إدلاء يوفانوفيتش وهي دبلوماسية منذ 33 عاما أقالها ترامب، بإفادتها في مجلس النواب، وجه ترامب إليها انتقادات على تويتر.
وكذلك وجه انتقادات لوليامز بعد إدلائها بإفادتها التي وصفت فيها جهود ترامب لممارسة ضغوط على أوكرانيا بأنها “غير لائقة”.
وتطرق فيندمان إلى الانتقادات في إفادته قائلا إن “الهجمات على هؤلاء الموظفين مدانة”.
ركز العديد من الشهود على الدور البارز لجولياني محامي الرئيس ترامب.
وبجانب دوره في الضغط على أوكرانيا، فإنه قام بحملة تشهير بالسفيرة الأميركية السابقة في أوكرانيا ماري وفانوفيتش.
وشهدت السفيرة يوفانوفيتش أمام الكونغرس بأن جولياني شوه سمعتها وشكك بولائها على الأرجح لأنها كانت غير راغبة في الضغط على الأوكرانيين للتحقيق في أعمال متعلقة ببايدن ونجله هانتر في أوكرانيا.
محاولات الجمهوريين
استخدم الجمهوريون في لجنة الاستخبارات مرارا وتكرارا الوقت المخصص لاستجواب الشهود خاصة مع فيندمان، وذلك للضغط عليهم حول ما إذا كانوا قد تواصلوا مع المبلغ من فريق الاستخبارات الذي لم يتم الكشف عن هويته.
وفي خضم الجلسة، أبدى البيت الأبيض على تويتر شكوكا حيال فيندمان، الذي لا يزال مستشاره. كما قال نواب من الحزب الجمهوري أن بعض زملائه يشتبهون في أنه قام بتسريب معلومات.
وألمح الجمهوريون إلى أنه يمكن أن يكون أحد مصادر المخبرين عن مكالمة ترامب.
وقال فيندمان إن الأوكرانيين عرضوا عليه أن يصبح وزيرا للدفاع، لكنه أكد أنه رفض ذلك فورا.
البنتاغون يشهد
أفادت مسؤولة البنتاغون المكلفة شؤون أوكرانيا، لورا كوبر بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، مشيرة إلى أن موظفيها تلقوا رسائل بريد إلكتروني من الأوكرانيين في 25 يوليو، بعد ساعات من تعليق المساعدات العسكرية، وهو نفس اليوم الذي تم الاتصال بين الرئيسين.
وأضافت أنه لم يتم اطلاعها شخصيا على هذه الرسائل إلا بعد أن قامت بعملية بحث استعدادا لشهادتها أمام مجلس النواب.
وكانت الرسائل تشير إلى قلق كييف من تعليق المساعدات.
وذكرت كوبر أنها تلقت رسائل بريد الكتروني في 25 يوليو تقول إن السفارة الأوكرانية في واشنطن، ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب سألتا عن المساعدات.
لم ينته دور لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بشكل رسمي بعد في التحقيق، إذ يرجح أنها تنتظر حكما قضائيا مرتقبا الاثنين قد يمنح أعضاءها السلطة لإجبار كبار مساعدي ترامب على الإدلاء بشهاداتهم.
لكن يبدو أن الديمقراطيين عازمون على التصويت في مجلس النواب على عزله بحلول نهاية العام، ما قد يفضي إلى محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ في يناير.
وتقدم لجنة الاستخبارات تقريرها للجنة القضائية، تصاغ مواد العزل، ثم تصوت عليها اللجنة القضائية التي ترسلها بدورها للمجلس كله للتصويت عليها، لتمرر إذا تمت الموافقة عليها بأغلبية ضئيلة.
وسيترأس المحاكمة رئيس قضاة المحكمة العليا بينما ستتشكل هيئة المحلفين من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم مئة. أما أعضاء مجلس النواب، فسيتولون دور المدعين فيما يدافع محامو الرئيس عنه.
إلا أن إدانة ترامب ستكون صعبة، إذ تتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ حيث يحظى الجمهوريون بـ53 من مقاعد المجلس البالغ عددها مئة.