كیف كان ینظر الحسین لنتانیاھو؟* رجا طلب
النشرة الدولية –
كنت قد كتبت مقالا في 27 اكتوبر من عام 2017 تحت عنوان «عقد نتانياهو النفسية» أشرت فيه إلى أن السلطة بالنسبة له هي حاجة
وجودية وليست حاجة مؤقتة أو مرحلية كما لدى بقية السياسيين في العالم، واوضحت في ذلك المقال ان نتانياهو كان ومنذ طفولته
محكوما بعقدتين اساسيتين وهما عقدة شقيقه «يوني» الذي قتل في عملية عينتيبي في اوغندا قبل 42 عاما وهي الحادثة التى زرعت في نفسه كراهية دفينة وخوفا دائما تجاه كل شيء فلسطيني، اما عقدته الثانية فهي عقدته بسبب والده «بن صهيون نتانياهو» المؤرخ اليميني المتعصب الذي زرع في نفسية ابنه التعصب والخوف من الآخر.
وكان نتانياهو يشعر ان المجتمع الاكاديمي في اسرائيل لم يقدر والده التقدير المطلوب وتفاعل العاملان معا وزرعا في نفس وعقل نتانياهو مزيجا من الخوف والانتقام، وانتج هذا المزيج شخصية مراوغة و«كذابة وشكاكة» حسب وصف عالم النفس الاسرائيلي أريئيل هارتمان وهو ما يفسر سلوكه القائم على الانتقام بدافع الخوف من اي شيء فلسطيني والعمل بكل ما أوتي من قوة وجشع من اجل الامساك بالسلطة التى تعوضه عن الشعور بمظلومية والده وعدم تقديره.
اشرت الى ما سبق لاعطاء اضاءة على خلفية تصريح جلالة الملك الذى قال فيه إن علاقتنا بإسرائيل هي في أسوأ حالاتها، والسبب الرئيسي في هذا السوء هو نتانياهو شخصيا الذي انتهج سياسة الكذب والمراوغة مع الاردن منذ فترة ولايته الاولى اي منذ عام 1996 حيث اشرف شخصيا على محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان عام 1997 لكي يجهض معاهدة السلام، وحاول الانتقام من الاردن بعد حادثة الدقامسة في الباقورة، اما في ولايته الثانية والمستمرة منذ 2009 فقد مارس كل انواع واشكال العداء للاردن سواء من خلال استباحة المسجدين الاقصى وقبة الصخرة، او من خلال الاستفزاز المتعمد مع الاردنيين كحادثة القاضي رائد زعيتر او حادثة السفارة في عمان التي راح ضحيتها كل من محمد الجواودة وبشار حمارنة او الاعتقالات الانتقامية – الاستفزازية للاردنيين مثل التي جرت لهبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي.
في الاسبوع الماضي وبمناسبة الذكرى 84 لميلاد الحسين رحمه االله اجريت حوارا تلفزيونيا مع الدكتور سمير مطاوع استحضرت خلاله محطات عديدة للراحل الكبير مع الدكتور مطاوع الذي كان مستشار إعلاميا لجلالته منذ 1985 حتى عام 1990 بالاضافة لعمله كوزير للاعلام لاحقا، وفي سياق الحوار سألته عن رأي الحسين بنتانياهو، فأجاب قائلا: بانه لم يكن يثق به لأنه مخادع على العكس من شخصية إسحاق رابين الذي كان صادقا في صناعة السلام وانهاء الصراع.
نقلاً عن الرأي الأردنية