سامي كليب يستقيل اعتراضا على تغطية “الميادين” لاحتجاجات لبنان والعراق وإيران* سوسن مهنا
النشرة الدولية –
“انسجاماً مع أفكاري وقناعاتي وضميري، استقلتُ اليوم من قناة الميادين متمنياً لها دوام التقدم والنجاح”. بهذه الكلمات، أعلن الإعلامي اللبناني سامي كليب عبر “تويتر”، خبر استقالته من “الميادين”، التي أسهم في تأسيسها مع الإعلامي غسان بن جدو عام 2011.
وكان كليب قد غرد قبل ساعتين تقريباً من إعلان استقالته، “لا يوجد دولة في العالم تتعايش فيها انتفاضة شعبية مع استمرار الشرعية… فقط في لبنان كل شيء قابل للتأقلم”، بعد أيام على محاورته رئيس الجمهورية ميشال عون إلى جانب الصحافي نقولا ناصيف.
كليب إلى الانتفاضة
وفي تغريدة صباح السبت، أعلن كليب مشاركته في ندوة الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة بيروت. وبعدما كانت أسباب الاستقالة غير معروفة، جاءت مشاركته لتقول ربما إنه يريد أن يكون إلى جانب الانتفاضة. وقد حاولت “اندبندنت عربية” الاتصال بكليب، لكنه لم يكن متوفراً.
ويقول مصدر إعلامي إن استقالة كليب جاءت اعتراضاً على طريقة تعاطي “الميادين” مع التحركات الاحتجاجية في لبنان والعراق وإيران، علماً أنه لم يكن يخفي قربه من فريق حزب الله، وهو من الإعلاميين العرب القلائل الذين قابلوا رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال الحرب السورية.
ويشير المصدر ذاته إلى أن “كل من يعرف كليب جيّداً، يعلم مدى قربه من الخط القومي العربي واعتزازه بقربه من النظام السوري، إذ لا يمكن لصحافي بقامته أن يقبل أن تُملى عليه حواراته كما حصل في مقابلته مع الرئيس عون، وهو ما عبر عنه شخصياً في مقابلة له مع قناة إم.تي.في اللبنانية، إضافة إلى أن عون وجه لوماً لكليب خلال إحدى الوقفات الإعلانية قبل انقطاع البث، قائلاً له “انت لطشتني”، بعد سؤال وجّهه عن مدى موضوعية قول الرئيس إن الحق على الآخرين وعدم تحمله القليل من المسؤولية في الأخطاء التي ارتُكبت”.
ويعتبر المصدر الإعلامي أن “استقالة كليب تأتي امتداداً لاستقالة عددٍ من الصحافيين في صحيفة الأخبار اللبنانية، وبالتزامن مع حملة ضد كثيرين من الإعلاميين عبر السوشيال الميديا، يشنّها مناصرون لحزب الله وحركة أمل”.
بث “الجديد”
ويدخل إيقاف بث قناة “الجديد” في خانة الحملة الممنهجة ضد الإعلام، الذي يغطّي أخبار الانتفاضة، إذ قُطع بث المحطة يوم الخميس الماضي في عدد من المناطق في بيروت والضاحية الجنوبية للعاصمة، إضافةً إلى مناطق في الجنوب وبعلبك والهرمل، احتجاجاً على المقدمة الإخبارية التي تناولت مناصري حزب الله.
وكان مناصرو حزب الله تجمعوا أمام مبنى القناة في منطقة وطى المصيطبة، غرب العاصمة بيروت، مردّدين هتافات مؤيدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وتقول نائب رئيس مجلس إدارة المحطة كرمى خياط لـ”اندبندنت عربية” إن “القناة مستقلة، ومنذ نشأتها كانت خير ممثل لوجع المواطن وهمومه. ومنذ انطلاقة الثورة، وقفنا إلى جانب المواطنين في الشارع. لذا، لا نقبل أن يملي علينا أحد موقفه أو رأيه، لا من الأحزاب التي قاطعتنا ولا من سلطات أخرى”.
وتشير خياط إلى أن “الجديد” هي المحطة العربية الوحيدة التي تخصّص جزءًا من نشرتها للصحافة الاستقصائية، موضحةً أن ملفات الفساد التي دفعت المواطنين إلى النزول للشارع، سبق للمحطة أن أثارتها.
تضيف خياط “نسبة مشاهدة القناة هي الأعلى بين كل المحطات المحلية، خصوصاً في مجال تغطية الثورة. كما أن الجديد تتمتع بمصداقية لدى الجمهور، بما في ذلك جمهور المقاومة. فلماذا الخوف من شاشتنا؟ هذا السؤال لا يُوجَّه إلينا، بل إليهم”.
وترى خياط أن “قطع البث جزء من الترهيب والتهويل. كما أنها ليست المرة الأولى التي يُقطع فيها بثنا، إذ سبق أن قطعت حركة أمل البث لمدة ستة أشهر بعد عرضنا لبعض ملفات الفساد، وحاول مناصروها حرق المحطة بقنابل المولوتوف، وتهجّموا على العاملين فيها، وخسرنا أموالاً وإعلانات ولم نفاوض، لكنهم أعادوا البث بناءً على ضغط جمهورهم. وما يحصل الآن، لا يمكن أن يحصل إلاّ بأمر حزبي من حزب الله بالاتفاق مع حركة أمل، فقد حضر إلى المحطة بعض أصحاب موزعي الكابلات، قائلين إنهم يهدّدونهم بقطع أرزاقهم. وكلنا نعلم أن أحزاب السلطة هي من تحمي المخالفين ولم تنظم هذا القطاع لتستفيد منه”.
وتؤكد أن ما يحصل “لن يدفع قناة الجديد إلى تغيير نمطها وخطها الذي اعتمدته منذ بدايتها”، مضيفةً “إذا حارب السيد نصرالله الفساد كما أعلن سابقاً ورأينا مسؤولين فاسدين يذهبون إلى السجن، فسنكون أول المؤيدين له. وبدل التلهّي بايقاف بث القناة، فليجتمعوا ويحاولوا حل أزمات البلد، خصوصاً أن قطع بثنا لن يؤثر فينا، إذ فتحنا Live Streaming مجاناً”.
نقلاً عن “اندبندنت عربية”