«شيماء نبيل الملا» تصدر «حياة عبدالعزيز… في الكويت»
النشرة الدولية –
صدر مؤخراً عن دار شيماء نبيل الملا للنشر والتوزيع كتاب «حياة عبدالعزيز… في الكويت»، لمؤلفته وموثقته شيماء نبيل الملا، وهو كتاب يوثق حياة مؤسس السعودية في الكويت حتى استرداده الرياض من 1892 إلى 1902.
تكمن أهمية كتاب «حياة عبدالعزيز… في الكويت»، للمؤلفة وصاحبة دار النشر شيماء نبيل الملا، في قلة وندرة المراجع والكتب العربية التي تتناول السير التوثيقية والموثقة لشخصيات كان لها دور بارز في التاريخ العربي، وفي نهضة الدول العربية المعاصرة بشكل عام، ودول مجلس التعاون بشكل خاص، حيث إن السير الذاتية والأحداث الكبرى ليست إلا مقتطفات وأقوال مبعثرة في المراجع والكتب الأجنبية أو العربية أو حتى الصحف والمجلات!.
خمسة أبواب
ويضم الكتاب خمسة أبواب بعد الإهداء ونبذة عن الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية، والذي وضع لبنات مؤسسات الدولة على قواعد عصرية حديثة، حتى شرع في تنفيذ أكبر مشروعٍ حضاري ساعده في تحقيق قدر كبير جدا من الاستقرار، وهو مشروع توطين البدو الرحل في تجمعات سكنية، أطلق عليها آنذاك اسم «الهجر»، وعمل على مدّها بالخدمات الأساسية كالماء والتعليم والصحة، ثم عمد إلى تأمين طرق الحج، وأتبع ذلك إجراء تحسينات وترميمات واسعة في المسجد الحرام، وأحدث توسعة في المسجد النبوي الشريف.
كما تتطرق النبذة إلى أقوال وآراء العديد من رجال السياسة والرحالة الغربيين الذين تحدثوا عن شخصية الملك عبدالعزيز، ومنهم الرحالة والسياسي البريطاني جون فيلبي وآرمسترونغ والمستشرق المجري جومانوس وكنت ويلمز وجواهر لال نهرو ود. ستانلي ميليريا من الإرسالية الأميركية في الكويت والبحرين ود. بول هاريسون وغيرهم.
الباب الأول
وتتناول المؤلفة في الباب الأول الدولة السعودية الأولى التي بدأت منذ عام 1157هـ (1744مـ)، أي في العام ذاته الذي اتجه فيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الدرعية قادما من العينية، بعدما يئس من أهلها في عونه ومناصرته، ووجد الشيخ ابن عبدالوهاب كل الترحاب والمناصرة من أمير الدرعية محمد بن سعود، واتفقا على تنقية العقيدة الإسلامية من كل الشوائب التي لحقت بها.
وامتدت هذه الحقبة السياسية لمدة 57 عاما، تلتها الدولة السعودية الثانية التي بدأت عام 1240هـ-1824مـ في ذات العام الذي فتح فيه الإمام تركي بن عبدالله مدينة الرياض، بعد معارك شرسة دارت رحاها مع الضابط عبوش الذي كان يرابط مع جنوده في مدينة عنيزة، الذي تمكن من الأمير مشاري بن سعده فقتله، غير أن الأمير تركي دحره، وأبعد قوات محمد علي، وأخضع نجد والإحساء والقطيف لإمارته، لتستمر الدولة الثانية حتى عام 1309هـ – 1891مـ.
الباب الثاني
وتبحث المؤلفة في الباب الثاني ميلاد الملك ودراسته في الرياض والرحيل منها إلى يبرين، إضافة إلى نبذة عن والدة الملك سارة السديري، ثم وصول الملك عبدالعزيز إلى البحرين، ومفاوضاته مع متصرف الإحساء وبعدها وصوله إلى الكويت ثم قطر.
الباب الثالث
وتفرد المؤلفة الباب الثالث للإمام عبدالرحمن، والد الملك عبدالعزيز، وتنقلاته حتى استقر به الحال بالكويت في بيت العامر، حيث استقبل أمير الكويت الشيخ محمد الصباح، سفن عبدالعزيز بن سعود وأسرته في ميناء الكويت، وأوكل إلى زوجته الشيخة مريم حمد الصباح مهمة استقبال سارة السديري.
كما تناول الباب دراسة عبدالعزيز في الكويت وزياراته للدواوين وعلاقته مع الشيخ مبارك الصباح وحنينه إلى الرياض، وزواجه الأول من شريفة صقر الغجري من قبيلة بن خالد، والتي وافتها المنية بعد 6 أشهر من زواجها، إضافة إلى علاقة عبدالعزيز المميزة، مع أخته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي كانت مصدر إلهام وتشجيع له.
كما تناول الباب زواج عبدالعزيز الثاني من وضحى بنت محمد آل عريعر من قبيلة بن خالد أيضا، والتي أنجبت له تركي وسعود ومنيرة.
الباب الرابع
وتعنون المؤلفة الباب الرابع بـ «عبدالعزيز… قبل معركة الصريف»، حيث خرج الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز من الكويت مع مقاتليهم في النصف الأول من عام 1900مـ، إلى إقليم «سدير» في نجد، وأغار على قبيلة قحطان الموالية لأمير حائل عبدالعزيز بن رشيد، ونجح في غزوه وكسب الغنائم.
ثم توجه عبدالعزيز إلى الرياض بهدف استردادها، حيث اجتاز ما بين الشوكى والرياض في يومين، وهي مسافة تستغرق أكثر من يومين للوصول إلى الرياض، سيرا عاديا، لكنه هنا وضع خطة تعتمد على السرعة والمفاجأة، بخلاف زحفه إليها في العام التالي، فسبق الريح حتى لا تحمل أخبار زحفه إلى مسامع حامية الرياض، فتأخذ أهبتها للدفاع.
وتحققت المفاجأة ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها، ومن حاميتها، فلجأت الحامية للمصمك محتمية به، ودافع الأهالي قليلا، لأنهم ظنوا القادم جيش مبارك، ثم استسلموا عندما علموا انه ابن سعود، وبعدها تتطرق المؤلفة إلى انسحاب عبدالعزيز من الرياض لأن بن رشيد سيصل إليها بقواته.
الباب الخامس
ويتناول الباب الخامس استرداد الرياض، حيث خرج عبدالعزيز من الكويت بقوة صغيرة قوامها 40 مقاتلا، بما «يوحي بأنه دبر الأمر ورتبه من كل النواحي، بل توحي بأنه فضل الخروج بتلك القلة القليلة، لكي يكون سريع الحركة والوثب والكر والفر، فيما لو واجهته قوات بن رشيد»، واسترد عبدالعزيز الرياض بعد طول انتظار ومعاناة وتفاصيل كثيرة.