هل تسهم بطولة “خليجي 24” في قطر بإنهاء الأزمة الخليجية؟

النشرة الدولية –

وصلت منتخبات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في النسخة 24 من بطولة كأس الخليج “خليجي 24″، ويرى البعض أن هذه المشاركة قد تكون خطوة مهمة في طريق إنهاء الانقسام الخليجي.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية نبأ وصول منتخبي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى مطار حمد الدولي، اليوم الاثنين، للمشاركة في البطولة، “وسط استقبال رياضي رسمي” من مسؤولين قطريين.

ونشر حساب المنتخب السعودي على موقع تويتر صورا لبعثة المنتخب السعودي عقب وصوله إلى مطار الدوحة.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة يرجح أن تكون علامة مهمة في مسار حل الأزمة الخليجية، التي بدأت منذ أوائل يونيو/حزيران عام 2017.

وقد نقلت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية منذ أيام عن مصدر خليجي لم تسمه، أن جهود الوساطة “تحاول الاستفادة من هذا الحدث الرياضي الذي تستضيفه الدوحة” من أجل إصلاح العلاقات بين قطر والسعودية بشكل أساسي، ثم قطر والإمارات لاحقا.

وأضاف المصدر أن دولة الكويت تعتبر صاحبة الدور الرئيسي في جهود الوساطة لإنهاء الأزمة الخليجية.

وقال أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الأمة الكويتي في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن استمرار الخلافات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لم يعد مقبولا، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).

وأضاف أمير الكويت أن بلاده “تتابع بكل قلق وألم هذا الشقاق”، مؤكدا على ضرورة تجاوز الخلافات في مجلس التعاون الخليجي.

وقال السفير السعودي في الكويت، سلطان بن سعد بن خالد آل سعود، على هامش احتفال السفارة العمانية في الكويت بيوم السلطنة الوطني، إن “الرياضة دائما تصلح ما أفسدته السياسة”، مشددا على أن هذه المشاركة تعد “علامة جيدة”.

هل تشهد الأزمة انفراجة؟

يقول البعض إن هناك مؤشرات تدل على قرب حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية، وذلك بعد أن أعلن “اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم” في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن مشاركة منتخبات كل من السعودية والإمارات والبحرين في بطولة كأس الخليج، التي تقام في قطر في الفترة من 26 نوفمبر/تشرين الثاني إلى الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وذلك بعد قرار سابق من الدول الثلاث بمقاطعة البطولة.

ونشر عبد الخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، والمقرب من دوائر صنع القرار في بلاده، تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر، يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، قال فيها إن هناك “قرارا بوقف الحملات الإعلامية المسيئة”، بين أطراف الأزمة الخليجية.

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، منذ أيام إن مشاركة تلك المنتخبات في بطولة كأس الخليج 2019، تعد “مؤشرا مهما على وجود تقدم نحو حل الأزمة بين الأشقاء”.

بدايات الأزمة

بدأت الأزمة الخليجية على إثر تصريحات بثتها وكالة الأنباء القطرية للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعرب فيها عن “تأييد” إيران وحزب الله وحماس، بينما تقول قطر إنها تصريحات “مفبركة” نشرها قراصنة على موقع وكالة الأنباء القطرية بعد اختراقهم له.

وبعدها برزت تصريحات من السعودية والإمارات والبحرين تنتقد الموقف القطري من عدة ملفات، مثل إيران وسوريا، ثم أعلنت الدول الثلاث بالإضافة إلى مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.

وتتهم الدول الأربع قطر وقناة الجزيرة بدعم الجماعات المتشددة في المنطقة، وهو الأمر الذي تنفيه الدوحة باستمرار معتبرة أن دول المقاطعة تسعى للتدخل في سياستها الخارجية.

 

ومنذ ذلك الحين، زادت حدة التوترات بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين سياسيا واجتماعيا وإعلاميا، بل ورياضيا. ولم تفلح مبادرات عربية سابقة بقيادة الكويت وسلطنة عمان، في التوصل لحل للأزمة الخليجية.

كما رافق قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر إجراءات اقتصادية وصفها البعض بأنها “قاسية”، منها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية مع قطر، ومنعها من استخدام المجال الجوي لدول الأزمة، وفرض قيود على تنقلات القطريين عبر هذه الدول. كما أغلقت السعودية مكاتب قناة “الجزيرة” القطرية في الرياض.

ويرى البعض أن “مقاطعة” هذه الدول لقطر، والتي تسميها قطر “حصارا”، قد ساهمت في تراجع “الدعم القطري” لمنظمات تعتبرها هذه الدول “إرهابية”.

وفي 22 من يونيو/حزيران 2017، عرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر قائمة من 13 نقطة، وحددت لها مهلة عشرة أيام لتنفيذها.

وكان من ضمن المطالب إغلاق قناة الجزيرة، والحد من علاقات قطر مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على أرضها، إلا أن قطر قالت إن “اللائحة غير واقعية” وغير قابلة للتطبيق.

بعدها نشرت السعودية وحلفاؤها “لائحة سوداء” تضم من وصفتهم بشخصيات وكيانات “إرهابية” ضمت مجموعة من شخصيات ورموز ومؤسسات قطرية.

فهل تسهم بطولة كأس الخليج 2019 في حللة الأزمة الخليجية القطرية، أما ستكون مجرد حدث رياضي بعيد عن تغيير أي واقع سياسي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى