رجل أعمال لبناني- سويسري يشتري مقتنيات تعود لهتلر
أكد رجل أعمال لبناني- سويسري الأحد أنه قام بشراء مقتنيات تعود للزعيم النازي أدولف هتلر من دار للمزاد في ألمانيا ليمنحها إلى منظمة يهودية، وذلك بهدف مكافحة معاداة السامية.
ودفع عبد الله شاتيلا حوالي 600 ألف يورو في مزاد علني نظم في 20 نوفمبر في ميونيخ الألمانية، مقابل ثماني قطع من مقتنيات هتلر. وبين المقتنيات قبعة قابلة للطي كان يرتديها الزعيم النازي.
وسيقدم شاتيلا المقتنيات إلى متحف “الكارثة والبطولة” “ياد فاشيم” في القدس.
والتقى شاتيلا الأحد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مقر إقامته في القدس، كما زار في وقت لاحق مركز المحرقة النازية التذكاري “ياد فاشيم”.
استضفت الصباح عبد الله شاتيلا، رجل الأعمال الذي اشترى ممتلكات أدولف هتلر، الطاغية النازي، في المزاد الشهر الماضي. أعربت له عن شكري وقلت له أنه في حين يحاول الكثيرون إنكار الحقيقة التاريخية، فإن إسهامِهُ في غاية الأهمية لأنه يُعبر عن رسالة بسيطة إلى العالم أجمع – #NeverAgain
وقال شاتيلا خلال مؤتمر صحفي في مكتب منظمة “كيرن هيسود” في القدس إن قراره كان “سهلا للغاية بعدما رأى أنه من الظلم أن تقع هذه المقتنيات في الأيدي الخطأ”.
وأضاف “شعرت أنه ليس لدي خيار آخر سوى محاولة تقديم المساعدة، وأن الطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي شراء بعض المقتنيات”.
و”كيرن هيسود” منظمة إسرائيلية لجمع التبرعات قررت أن تسلم المقتنيات التي اشتراها شاتيلا إلى “ياد فاشيم”.
وقال شاتيلا الذي ولد في بيروت لعائلة من صائغي المجوهرات المسيحيين وانتقل إلى سويسرا في سن الثانية، إن تبرعه يمثل يعد عملا رمزيا في مواجهة معاداة السامية المتزايدة.
وأشار خلال حديثه للصحفيين ان “ما حدث في السنوات الخمس الماضية في أوروبا أظهر لنا أن معاداة السامية والشعبوية والعنصرية تزداد قوة ونحن هنا لمحاربتها ولنقول للناس أننا لسنا خائفين”.
وقامت الرابطة اليهودية الأوروبية بلفت انتباه شاتيلا إلى عملية البيع، بعدما علمت بالمزاد شبه السري وسعت إلى التأثير على الرأي العام.
وقال رئيس الرابطة الحاخام مناحيم مارغولين إن تصرف شاتيلا المفاجئ أثار الانتباه إلى مثل هذه المزادات.
وبالنسبة للحاخام فإن خطوة شاتيلا تمثل موقفا قويا ضد العنصرية وكراهية الأجانب خصوصا وأنها تأتي من شخص غير يهودي لبناني الأصل.
وأضاف مارغولين مخاطبا شاتيلا “لا شك أن الرسالة التي تأتي منك أقوى بعشرة بل 100 مرة من تلك التي تأتي منا”.
ونوه الحاخام إلى أن الرسالة لا تتعلق فقط بالتضامن بين الناس وإنما أيضا “كيف يمكن لشخص واحد القيام بمثل هذا (…) هناك مكان للتفاؤل”.
وبحسب مدير مركز “ياد فاشيم” أفنير شاليف فإن المقتنيات لا تزال في ميونيخ وسيتم تسليمها لاحقا للمركز.
وشاتيلا بين أغنى 300 شخص في سويسرا. وبين الأسباب التي دعته للإقدام على هذه الخطوة هو تلاعب هتلر بالرأي العام ووسائل الإعلام عند صعوده إلى السلطة، وفق قوله.
وقال شاتيلا “اليوم، وفي ظل وجود وسائل الإعلام والأخبار المزيفة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن لأي شخص آخر استخدام تلك النافذة الصغيرة للتلاعب بالجمهور”.