الديمقراطيون يجهزون لائحتي اتهام ضد الرئيس دونالد ترامب حول سوء استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس.

أفادت وسائل إعلام أميركية بأنه من المتوقع أن يعلن الديمقراطيون، الثلاثاء، عن لائحتي اتهام ضد الرئيس دونالد ترامب.

وقالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن 3 مسؤولين مطلعين على القضية ان لائحتي الاتهام ستركزان على سوء استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس.

وقالت “سي ان ان” إن هناك اتهاما ثالثا حول عرقلة العدالة ما زال قيد المناقشة، وحذّرت مصادر الشبكة من أن لوائح الاتهام لا تزال قيد الإعداد.

وجاءت هذه التقارير بعد جلسة استماع في مجلس النواب استمرت لساعات الاثنين، حيث طرح الديمقراطيون قضيتهم من أجل مساءلة ترامب، واصفين الرئيس الأميركي بأنه “خطر حاضر وجلي” على الأمن القومي.

وبعد 4 أشهر على شهادة احد المبلّغين عن المخالفات التي أطلقت التحقيقات بحق ترامب، لسعيه إلى الاستعانة بدولة أجنبية ضد منافس سياسي محلي، أعلن الديمقراطيون ان هناك أدلة وافرة على ارتكاب ترامب مخالفات مثل الرشوة، واساءة استخدام السلطة وإعاقة العدالة.

لكن ترامب يعتبر التحقيق الرامي إلى عزله من منصبه مجرد “عار” و”خدعة”.

ومن جانبه قال جيرولد نادلر، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، إن سلوك الرئيس دونالد ترامب يشكل تهديدا للولايات المتحدة ويستوجب بوضوح المضي قدما في إجراءات مساءلته.

وأضاف نادلر، في ختام جلسة استماع انعقدت الاثنين، إن ترامب عرض الانتخابات الأمريكية والنظام الديمقراطي لمخاطر، مؤكدا أن لجنته سوف تمضي قدما في إجراءاتها الرامية إلى عزل الرئيس.

لكن النواب الجمهوريين انتقدوا بشدة إجراءات مساءلة ترامب، قائلين إن العملية برمتها تقف وراءها دوافع سياسية.

ولا يحوز الجمهوريون أغلبية تمكنهم من وقف إجراءات مساءلة ترامب داخل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، لكنهم يتمتعون بأغلبية في مجلس الشيوخ حيث يفترض أن يحاكم الرئيس حال المضي قدما في إجراءات المساءلة.

ووصف نادلر ضغط ترامب على أوكرانيا للتحقيق في قضية تتعلق بخصمه السياسي جو بايدن بأنه “واضح ويشكل خطرا على الأمن الوطني والانتخابات المقبلة”.

وتخلل جلسة الاستماع في مجلس النواب، التي استمرت لتسع ساعات، صياح وانتقادات من قبل الجمهوريين الذين أظهروا استياء شديدا من الاستمرار في إجراءات المساءلة.

وأكد رئيس اللجنة القضائية بالمجلس أن هناك أدلة كثيرة على مخالفات ترامب، قائلا: “الحقائق واضحة تماما”، وذلك أثناء البيان الختامي لجلسة الاستماع.

وأضاف: “هذا السلوك يستوجب بوضوح توجيه اتهامات، وعلى ذلك سوف تستمر اللجنة في إجراءاتها وفقا لذلك”.

وحال تمرير مجلس النواب مواد اتهام الرئيس، كما هو متوقع، ستنقل القضية برمتها إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

ويتطلب عزل ترامب مواقفة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهو ما يعد أمرا مستبعدا.

ويبدو بان إجراءات عزل الرئيس الأميركي ترامب تدخل مرحلة جديدة في الكونغرس المنقسم هذا الأسبوع، حيث يواصل الديمقراطيون اتهام ترامب بإساءة استخدام سلطاته وذلك بربطه المساعدات العسكرية لأوكرانيا وعقد قمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زينليسكي بفتح كييف تحقيقا حول منافسه السياسي جو بايدن.

ووصف ترامب التحقيق بأنه “خدعة” إلا أن الديمقراطيين يعتقدون، كما قال رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر أن لديهم “أدلة قوية” تظهر أن ترامب وضع مصالحه السياسية الشخصية فوق مصلحة البلاد.

والأحد قال نادلر لشبكة “سي إن إن”، “لدينا قضية قوية”، مضيفا “لو عرض هذا الملف على هيئة تحكيم، فإن حكما بالإدانة سيصدر في غضون ثلاث دقائق”.

وأطلق الديمقراطيون في نهاية سبتمبر إجراءات العزل بحق الرئيس الأميركي، مستندين إلى الغالبية التي يملكونها في مجلس النواب.

وأعلن دونالد ترامب براءته في هذه القضية، ويندد بما يصفه تحقيقا غير دستوري و”مهزلة”.

وبعد نحو شهرين من التحقيق في غرفة الكونغرس الأولى، ستبدأ اللجنة القضائية في المجلس خلال الأسبوع الجاري بصياغة لوائح الاتهام ضد الملياردير الجمهوري.

وكتم البيت الأبيض قد اعلن عن سعيه للدفاع عن الرئيس أمام اللجنة.

ولم يكشف نادلر عن لائحة الاتهامات التي ستوجه إلى ترامب، إلا أنه من المتوقع أن تشمل إساءة استخدام السلطة والفساد وعرقلة سير أعمال الكونغرس والعدالة.

إلا أن نادلر قال إن الاتهام الرئيسي لترامب هو “السعي للتدخل الخارجي في انتخاباتنا عدة مرات في 2016 وفي انتخابات 2020، وأنه سعى إلى التغطية على ذلك … ما يشكل تهديدا حقيقيا لنزاهة الانتخابات” التي ستجري في نوفمبر المقبل.

وصرح آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات والذي يدير التحقيق بشكل عام لشبكة “سي بي إس” الأحد أن “هناك أدلة دامغة على أن الرئيس سعى إلى إجبار أوكرانيا على التدخل في انتخاباتنا” والأخطر من ذلك أنه “سعى إلى عرقلة التحقيق في ذلك”.

دعم الجمهوريين

دعم معظم الجمهوريين ترامب أثناء التحقيق لعزله، وقالوا إنه لا يوجد دليل واضح ومباشر على أنه ضغط على أوكرانيا لتحقيق مكاسب سياسية.

وكتب النائب الجمهوري ستيف سكاليس على تويتر “لا توجد قضية قوية كافية لعزل” الرئيس “الأمر كله سياسي”.

وبالنظر إلى الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب، فإن ترامب سيكون ثالث رئيس تصدر بحقه لوائح اتهام عن الكونغرس، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون.

واستقال الرئيس ريتشارد نيكسون قبل التصويت على عزله.

وقال ترامب الأحد إن الديمقراطيين يحاولون “تغيير قواعد” العزل، في إشارة واضحة ولكن غير مفسرة إلى تقرير من 52 صفحة حول التاريخ والأسس القانونية للعملية التي أطلقها الديمقراطيون.

وطالب الجمهوريون بأن يشهد كل من هنتر بايدن، وكذلك شيف والشخص الذي تسبب في إطلاق التحقيق من خلال إبلاغه عن الواقعة، لكن نادلر رفض ذلك وقال إن الثلاثة “غير مهمين” في هذه المرحلة.

ورفض حجة الجمهوريين بأن الأدلة المباشرة التي تورط ترامب في أي مخالفات غير متوفرة.

وقال “السبب في عدم امتلاكنا لدليل مباشر أكثر هو أن الرئيس أمر الجميع في السلطة التنفيذية بعدم التعاون مع الكونغرس في تحقيق العزل، وهو الأمر غير المسبوق في التاريخ الأميركي ويعد ازدراء للكونغرس نفسه”.

غير أن السيناتور ليندسي غراهام، وهو رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وحليف بارز لترامب، توقع الأحد أن تنتهي محاكمة العزل بسرعة لأن عزل الرئيس يتطلب تصويتا بأغلبية الثلثين.

وقال “فور أن (يقول) 51 عضوا من بيننا أننا سمعنا ما فيه الكفاية، فإن هذا الإجراء سينتهي. الرئيس سيبرأ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى