الرئيس ترامب يكرر تهكمه على المراهقة السويدية “شخصية العام” الناشطة في مجال البيئة

دونالد ترمب، الملياردير ورئيس أكبر دولة بالعالم، كاره علني كبير ومبغض شهير لمراهقة سويدية، اعتاد مطاردتها بالسوء اللفظي كلما علم بأنها حققت إنجازا ما، كأنه يغار منها، إلى درجة لا يبدو متمنيا لها الخير على الإطلاق، وهي الناشطة البيئية في مجال التغيّر المناخي Greta Thunberg البالغة 16 سنة.

ولما نشرت المجلة صورتها على الغلاف، انتزع ترمب رأسها فوتوشوبيا ووضع رأسه مكانه، في إشارة إلى أنه يستحق اللقب أكثر منهاولما نشرت المجلة صورتها على الغلاف، انتزع ترمب رأسها فوتوشوبيا ووضع رأسه مكانه، في إشارة إلى أنه يستحق اللقب أكثر منها

أمس هاجمها من جديد، حين علم أن مجلة TIME الأميركية اختارتها “شخصية العام” وأبرزتها على غلافها، المنشورة صورته أدناه. كما هاجم المجلة أيضا، ووصف اختيارها بأنه “سخيف جدا” ثم مضى إلى منصته “التويترية” حيث له 68 مليون متابع، وعبر عن غيظه الغريب من المراهقة بتغريدة تهكمية، يصعب على من كان بعمره ومركزه أن يكتبها في حقها.

“اهدئي يا غريتا اهدئي”

لماذا يكره ترمب الفتاة “التي دقت ناقوس الخطر حول علاقة الإنسان المفترسة بالموطن الوحيد الذي نملكه” وفق ما قرأت “العربية.نت” مما ذكرته المجلة من أسباب اختيارها لمن أصبحت الأصغر سنا بين كل من فازوا بلقب “شخصية العام” منذ بدأت “تايم” بهذا التقليد في 1927 للآن، ومنهم في 2016 ترمب نفسه.

قد يكون كرهه لها، بسبب الكلمة التي ألقتها في “قمة العمل المناخي” التي عقدتها الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بمقرها في نيويورك، وفيها خاطبت الناشطة السويدية الحضور، من رؤساء وغيرهم، وقالت بحسب ما نسمعها في الفيديو المرفق: “لقد سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم ووعودكم الفارغة. ومع أني واحدة من بين المحظوظين، إلا أن الناس يعانون ويموتون. النظم الإيكولوجية بأكملها تنهار، ونحن على مشارف حالة انقراض جماعية، وكل ما يمكنكم الحديث عنه هو المال والقصص الخيالية عن نمو اقتصادي أبدي. كيف تجرأون”؟ وفق تعبيرها.

واعتبر ترمب أن كلامها موجه إليه وحده، لكثرة ما يتحدث عن المال، ولعدم اقتناعه بوجود مشكلة تغيّر مناخي، لذلك حقد عليها، واستغل ما نلاحظ أيضا في الفيديو أعلاه، من أنها كانت متوترة جدا إلى حد البكاء تقريبا، وهي تلقي كلمتها، ويصعب عليها السيطرة على عصبيتها، والسبب أن غريتا تونبرغ تعاني من مرض لا يتيح للمعتل كبح ردات الفعل لديه، لذلك فلما علم ترمب باختيارها “شخصية العام”، أمس الخميس، هاجمها انطلاقا مما تعانيه بصحتها، على حد ما نراه أدناه بصورة تغريدته “التويترية” عنها، وردها عليه.

وردت على تغريدته بتغيير النبذة المختصرة عنها في تويتروردت على تغريدته بتغيير النبذة المختصرة عنها في تويتر

كتب في التغريدة” عن اختيارها للقب: “يجب على غريتا أن تتحكم بمشاكل الغضب لديها، ثم تذهب لمشاهدة فيلم قديم مع صديق، اهدئي يا غريتا! اهدئي” فردت هي بعد ساعات، بتغيير النبذة الشخصية عنها في “تويتر” الذي يتابعها فيه 3 ملايين و300 ألف، فأصبحت النبذة: “مراهقة تعمل على مشكلة إدارة الغضب.. مسترخية الآن، وتشاهد فيلما جيدا وقديما مع صديق” لذلك بدت الأمور بين رئيس الدولة العظمى والمراهقة الناشطة بيئيا وكأنها خصام بين زميلين مراهقين.

إلى درجة أنها “لاكت” لسانها داخل فمها

ومن المجلة، جاءتها نجدة ضد ترمب، عبر قول أحد محرريها، إن تونبرغ “هي أكبر صوت في أكبر قضية تواجه الكوكب هذا العام، حيث تقود حراكا بيئيا عالمي” فيما قام كثيرون بكتابة تعليقات في مواقع التواصل، أو وسائل إعلام أتت على خبر اختيارها “شخصية لعام” للتذكير في كيف سخر الرئيس الأميركي في أكتوبر الماضي من إمكانية حصولها على جائزة نوبل للسلام. كما أعاد آخرون الذاكرة إلى ما قام به نحوها قبل شهرين من إهانة واضحة، نراها تعرض لها في الفيديو أدناه.

في 23 سبتمبر الماضي، تعمد ترمب أن يخطف الأضواء من المراهقة، بحسب ما أجمع كثيرون في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ممن شاهدوا فيديو ظهر فيه يمر قربها في ردهة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حين شاركت في قمة التغير المناخي، فتجاهلها ولم يصافحها، وانعكس ما فعل على ملامحها، فبدت بعد الثانية 25 من الفيديو المعروض، حانقة غاضبة، مع غيظ منه شديد، إلى درجة أنها “لاكت” لسانها داخل فمها، وضغطت به على خدها حقدا على الرئيس الذي كان عالما بوجودها على بعد مترين في المكان.

الفيديو شاهدته البريطانية Patti Wood الخبيرة بلغة الملامح وتعابير الوجه وردات الفعل، وقالت ذلك الوقت لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن المراهقة السويدية: “تغير وجهها (حين دخل ترمب) ونراها تنتظر أن يقوم أحدهم بتقديمها إليه، ثم تظهر الحيرة عليها، وبعدها نراها ترمقه بعينيها” واعتبرت المحللة أن ردة فعل الناشطة كان مبالغا فيه إلى حد كبير، لأنها تعاني مما يسمونه متلازمة Asperger المسببة صعوبات للبعض في السيطرة على ردة فعل الحالة العاطفية، وهو ما عابها عليه ترمب.

العربية ووكالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى