بوتقة الـ 20* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
بالأمس البعيد كتبت سطورنا بالمدح والثناء على ندوة الأستاذ كامل العبدالجليل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحت عنوان «بوتقة الثقافة والفنون والآداب»… ليس عيبا أن نثني عندما نسمع عن آمال وأفكار بناءة ترتقي بمجتمعنا ثقافيا وفنيا وأدبيا، ولكن عندما نجد أنفسنا أمام كلمات نطقت حروفها بخيال وهمي لا تمت للحقيقة بصلة هنا لابد أن نقف أمامها ونقول لمن قالها بالأمس عفوا: نقطة نظام ! ماذا تعني «بوتقة» التي تحدثت بها بالأمس؟ ولم نر شيئا منها اليوم؟
بعيدا عن آلية المهرجان، ولن تسلط كلماتنا الضوء على رفض المجلس للكثير من الشركات الفنية الخاصة بالمشاركة في المهرجان الكويتي المسرحي الـ20، ولكن حروف مقالتنا اليوم تسلط الضوء على النظرة الأولى أو The First Glance.
بدأت القصة عندما اقترحت على بعض أصدقائي من أهل الإمارات ممن يزورون الكويت بأن نذهب لمهرجان الكويت المسرحي الـ 20 ليشاهدوا أحد العروض المشاركة في المهرجان، وبالفعل راقت لهم الفكرة وعلى حسب قولهم «بأنهم متشوقون لرؤية مسرح الكويت»، ويا ليتني ما اقترحت عليهم تلك الفكرة! المهم، اتجهنا لمسرح الدسمة وباق على بدء العرض دقيقة… فإذا بأحد المنظمين يتجه لي ويقول: أستاذة الصالة ما في مكان تفضلي نقعدكم فوق «بلكون» وقمنا بالصعود والدخول إلى البلكون وجلسنا لنشاهد العرض، ولكننا لم نستطع مشاهدة العرض من أصوات منظمي المهرجان!
أقل من الساعة «وقت العرض»، ومنظمو المهرجان يتحدثون في بهو المسرح بأصوات عالية وضحكات صاخبة لم نتمكن معها من سماع حوار الممثلين، فتوجهت أكثر من مرة إليهم وتحدثت معهم بأن يكفّوا عن الحديث والضحك لتتسنى لنا مشاهدة المسرحية، ولكن مثل ما قال أهلنا: «عمك أصمخ»… بل قاموا عمدا برفع الصوت أكثر وازدياد الضحكات وعندما نحدثهم ونعترض عما يفعلونه… كانت جملتهم الوحيدة: إحنا منظمين المهرجان… خوش بوتقة يا أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
* مسك الختام: بعيدا عن البوتقة التي إلى الآن لم نر إناءها… ولم نر انصهار ولا مزج ولا انتقاء للثقافة والفنون والآداب، لا نريد بوتقتكم، بل نريد الارتقاء بثقافة وفنون وآداب الكويت لترجع لنا سفينة عروس الخليج وتحل في مرسى الكويت.. والله من وراء القصد.