“ضحى عاصي” مبادرة عام 2020 قد تتيح أيضا للقراء في مصر والعالم العربي الاطلاع على الإنتاج الأدبي المعاصر للكتاب الروس (مرفق فيديو)

النشرة الدولية –

حثت الكاتبة المصرية ضحى عاصي الدولة وهيئاتها الثقافية على تشجيع ترجمة النصوص الأدبية للغات الأجنبية، وذلك بعد أن نالت تكريما رفيعا من روسيا بفوزها بميدالية الأوليمب الأدبي الدولية.

لم تكن الكاتبة تتوقع أن تلقى ترجمة مجموعتها القصصية الثانية (سعادة السوبر ماركت) هذا الصدى لدى القراء والدوائر الأدبية والثقافية في روسيا، مما جعلها تلتفت إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الأدب في تعزيز مكانة مصر الثقافية في العالم.

وقالت ضحى عاصي، في مقابلة بعد عودتها من موسكو، إن كل دول العالم المهتمة بنشر ثقافتها ترعى برامج لترجمة آدابها والإنتاج الفكري لمثقفيها وإن الوقت حان كي يكون لمصر مشروع ضخم مماثل.

Image may contain: 1 person

صدرت مجموعة (سعادة السوبر ماركت) في القاهرة عام 2009، وتمت ترجمتها إلى الروسية ونشرها من خلال مكتبة الثقافات الأجنبية في أواخر/أكتوبر تشرين الأول.

وفي حفل توقيع الطبعة الروسية للمجموعة، التي صدرت تحت عنوان (لوجي يجب أن تُعاقب)، فوجئت الكاتبة بحجم اهتمام القراء والمثقفين الروس.

قالت “الصحافة الروسية والمستشرقون استقبلوا المجموعة بهذا الاهتمام لأنها أتاحت لهم الفرصة للاطلاع على الإنتاج الجديد من الأدب العربي عامة والمصري خاصة”.

أوضحت أن ترجمة المجموعة ونشرها كان بجهود فردية ومن خلال علاقاتها المباشرة بالمترجمة منى خليل، وهي مصرية تعيش في روسيا أسست مركز التعاون المصري في موسكو. والمركز دار نشر لترجمة الأدب المصري في محاولة للترويج للإنتاج الثقافي والمصري، لكن التجربة لم تصمد لأنها لم تلق الدعم الكافي.

وأضافت ضحى عاصي أن ترجمة المجموعة “أتاحت الفرصة للتواجد في الدوائر الثقافية والأدبية الروسية”، وكان هذا أحد أسباب منحها ميدالية الأوليمب الأدبي الدولية التي تقدمها رابطة كتاب أوراسيا واتحاد الكتاب والمترجمين في روسيا واتحاد كتاب موسكو واتحاد كتاب ضواحي موسكو التابع لاتحاد كتاب روسيا.

وجاء في حيثيات القرار أن منحها الميدالية جاء “تقديرا لقيمة أعمالها الإبداعية والإضافة التي قدمتها في المشهد الثقافي الحديث وما تتميز به أعمالها من رؤية حقيقية للروح الإنسانية”.

وأشارت الكاتبة إلى أن معرفتها باللغة الروسية التي درستها في موسكو قبل 30 عاما مكنتها من التفاعل المباشر مع القراء الروس وفتحت لها مساحات للتواصل والمشاركة في لجان تحكيم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية والمشاركة في صالونات أدبية مثل مهرجان تشيخوف للأدب.

وقالت “لمست اهتماما من القراء الروس بالأدب العربي. لكن الأعمال الأدبية لا تصل، والفرص تكون غالبا فردية وغير متاحة للجميع… الأدب التركي مثلا أكثر انتشارا لأن هناك مؤسسات تروج له وتشجع على ترجمته”.

وعبرت عن أملها في أن يكون إعلان عام 2020 “عام الثقافة المصرية-الروسية” فرصة لإطلاق مثل هذه المبادرة للترويج للأدب والثقافة المصرية من خلال برامج دائمة لدعم الترجمة والنشر. وكان الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين قد اتفقا في قمة انعقدت في أكتوبر تشرين الأول 2018 على أن يكون 2020 عام الثقافة المصرية الروسية.

لعل أهم ما لاحظته الكاتبة من تعليقات القراء الروس على مجموعتها القصصية أن كثيرا من الهموم مشترك. قالت “الإحساس بالهموم واحد. وما استطعت أن أجسده في هذه المجموعة هو الشعور، وما وصل إليهم هو الشعور، رغم اختلاف طبيعة المشكلات في المجتمعين المصري والروسي”.

ومضت تقول إن جزءا من ذهول القراء الروس هو “اكتشاف المجتمع الشرقي والمرأة خصوصا. المشاكل والأحاسيس واحدة وهي أحاسيس إنسانية مشتركة ومن ثم فإن المجموعة لمستهم”.

ولاحظت أيضا تشابها كبيرا بين العقبات والمعوقات التي يعاني منها الكتاب والمبدعون في المجتمعين. وقالت ” المعاناة واحدة”.

وأضافت أن مبادرة عام 2020 قد تتيح أيضا للقراء في مصر والعالم العربي الاطلاع على الإنتاج الأدبي المعاصر للكتاب الروس وهو إنتاج ثري ومبدع لكن نقله إلى اللغة العربية تأثر بالتحولات التي شهدتها روسيا.

وستصدر قريبا ترجمة باللغة الروسية وأخرى باللغة الألمانية لروايتها (104 القاهرة) التي صدرت عام 2016 وحظيت باهتمام كبير في مصر والعالم العربي الأمر الذي شجع الأديبة، التي نشرت مجموعتها القصصية الأولى (فنجان قهوة) في عام 2007، على الانتقال إلى كتابة الرواية. وستُطرح روايتها الأحدث (غيوم فرنسية) في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير/كانون الثاني. واستغرقت كتابة هذه الرواية ثلاثة أعوام سافرت خلالها إلى فرنسا وزارت المتحف الحربي في باريس وقرأت عشرات الوثائق والكتب التي تؤرخ للثورة الفرنسية والحملة الفرنسية على مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى