كيف اغتال عملاء الموساد الاسرائيلي القيادي الفلسطيني علي سلامة في بيروت 1979

النشرة الدولية –

أجاز جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد” لعميله الرئيسي الذي نفذ مهمة اغتيال قيادي المخابرات الفلسطينية في بيروت، علي سلامة، الحديث لأول مرة عن تلك العملية التي نُفّذت في 22 يناير 1979، حيث ظهر مساء أمس الاثنين في حديث تلفزيوني جرى فيه اخفاء وجهة والإشارة إليه باسم “العميل دال D”.

في البرنامح التلفزيوني الوثائقي  الذي تبثه القناة الاسرائيلية “13” ، كشف “العميل د” أن الموساد أرسله الى بيروت عام 1974 من أجل اغتيال علي (أبو حسن) سلامة في نطاق تصفية الذين اشرفوا أو شاركوا في عملية ايلول الأسود بميونخ 1972.

صديق وقاتل في نفس الوقت

ويروي “العميل د” كيف أن الموساد حذّروه بشدّة من أن يقيم علاقة شخصية مع ضحيته المستهدفة (علي سلامة)، لكن الأمور أخذت منحى مختلفاً على ارض الواقع حيث أصبح صديقاً مقرباً جداً من سلامة وزوجته ملكة جمال العالم السابقة جورجينا رزق.

نتيجة بحث الصور عن جورجينا رزق وعلي حسن سلامة

فبموجب معرفة الموساد أن “أبو حسن سلامة”، وكان يُعرف بلقب “الأمير الأحمر” لشدة بطشه وطموحه بأن يخلف ياسر عرفات في القيادة الفلسطينية، كان يتردد باستمرار على نادي الجيم في فندق “بيروت انتركونتنتال”، أقام “العميل د” في الفندق تحت غطاء وظيفة التدريب على اللياقة البدنية، وذلك من أجل أن يرصد حركات سلامة.

وقد حصل أن عميل الموساد التزم بعدم الاقتراب أو الحديث مع سلامة، إلا أن الأخير هو الذي بادر بذلك. كانت البداية أن سلامة نادى على “د” وأبلغه أن ما يقوم به غير مهني، وعرض أن يعلمه التدريب الصحيح على اللياقة البندية وهو ما حصل، حيث تطورت العلاقة بينهما وتحولت الى صداقة دعاه فيها سلامة الى منزله وعرّفه على زوجته لتبدأ صداقة خالفت تعليمات الموساد ثم قبلوا بها بعد أن عرفوا تفاصيلها.

وتضمنت صداقة سلامة و “العميل د” مشاركة في لعبة السكواتش، وتعريف العميل بمحتويات غرف منزل سلامة، مع تبادل للهدايا وتعريفه على شقيقة جورجينا رزق.

وقد أتاحت هذه الصداقة “للعميل د” أن يرافق سلامة في سيارة الأخير لمكتبه ويتعرف على منعرجات الطريق وصولاً الى درج بناية المكتب واين يجري توقيف السيارات، وهو ما سهّل في النهاية عملية الاغتيال بسيارة مفّخخة على باب البناية.

العميلة ايريكا تشامبرز

وعندما قرر الموساد اغتيال علي سلامة دخل على الخط عميل جديد للموساد هو المرأة التي أصبحت لاحقاً تُعرف باسم “ايريكا تشامبرز”، وهي التي كُلّفت بتشغيل صاعق تفجير السيارة من نافذة شقتها في الجهة المقابلة من الشارع.

ايريكا بريطانية الأصل، عُرفت فيما بعد باسم تشامبرز، ثم جرى تغيير إسمها عندما عادت لاسرائيل بعد العملية وأعطوها إسم “آنا” وهو الذي ظهرت به يوم امس في برنامج القناة “13” بدون الكشف عن صورة وجهها.

وفي اليوم المحدد وهو 22 يناير 1979 غادر علي سلامة منزله، كالمعتاد، مرفوقاً بسيارتي حماية، حتى إذا وصل البناية أوقف سيارته في الزاوية المعتادة يومياً. وفي الأثناء كانت العميلة تشامبرز تراقب المشهد من شقتها المقابلة حيث ضغطت على زر الصاعق وأشعلت التفجير الذي قتل الحراس الأربعة فيما اصيب علي سلامة إصابات حرجة أفقدته الحياة في المستشفى.

مباشرة بعد تنفيذ العملية غادر عميلا الموساد “د” وتشامبرز الى اسرائيل وعاشا حياة سرية بأسماء غير حقيقية، ولم يسمح الموساد لأي منهما أن يتحدث إلا يوم أمس في البرنامج التلفزيوني المُسمى “قائمة المطلوبين للاغتيال”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button