تقرير: خيارات اردوغان العسكرية مكشوفة وعلاقته مع روسيا تزداد هشاشة… واندفاعه الى ليبيا مجازفة قاتلة
النشرة الدولية –
استكملت القوات الروسية في شمال سوريا، يوم أمس الأربعاء، سيطرتها المشتركة مع القوات السورية، على محافظة إدلب وعطلت بذلك جهوداً كانت تبذلها القيادة التركية من أجل توسيع مجالات المقايضة بينها وبين موسكو على الوضعين السوري والليبي معاً.
وكانت قوات للحكومة السورية مدعومة من روسيا، بدأت عملية عسكرية في محافظة إدلب التي تعتبر آخر معاقل المعارضة والمتطرفين وتضم عدة مئات من القوات التركية كانت نشرتها أنقرة في إدلب كجزء من عمليتها العسكرية المسماة “نبع السلام”.
إدلب وليبيا .. اوراق تركية مكشوفة
ولاحظت صحيفة “تشاينا اورغ” الصينية تزامناً في توتر العلاقات التركية الروسية بشأن إدلب السورية، مع توتر في علاقات البلدين بشأن ليبيا،قدّرت له أن يتفاقم في ضوء مغامرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان يندفع بها الان في ليبيا وهو يفتقد للخيارات والاوراق القوية.
وكان الرئيس التركي أعلن في ختام زيارته المفاجئة لتونس، يوم أمس الأربعاء، أن بلاده تستكمل الإجراءات المسوّغة لإرسال قوات عسكرية الى ليبيا إذا طلبها فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني.
وجاءت هذه النقلة في الدور التركي بالأزمة الليبية الشائكة، في أعقاب اتفاقين وقعتهما تركيا مع السراج مؤخراً، تضمّنا ترسيماً للحدود البحرية وُصف بأنه غير قانوني ومخالف للمواثيق الدولية، مع اتفاق عسكري لم تُعلن تفاصيله وإن أعقبه عرض تركي لإرسال قواب الى ليبيا.
ونقلت الصحيفة الصينية الرسمية عن وكالة الأنباء الحكومية شينخوا تقديرات الخبراء الاستراتيجيين أن هذا التوجه التركي في ليبيا يفتح مجالات توتر منظورة بين موسكو وأنقرة قد لا تصل حد المواجهة العسكرية، كون روسيا تلعب دوراً مُعلناً في دعم قوات قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر التي تحاول الآن دخول العاصمة طرابلس.
ونقلت شينخوا عن كريم هاس، المحلل في الشؤون الروسية المقيم في موسكو أن “التوجه التركي بشأن ليبيا مؤشر قوي على توتر متصاعد في العلاقة بين موسكو وأنقرة” متوقعاً أن دعم موسكو للمشير حفتر لن يتراجع.
ورحج هاس ان الخلافات الروسية التركية بشأن ليبيا يمكن أن تجعل العلاقات الهشة بينهما أكثر هشاشة. وأوضح أنه “من غير المرجح رؤية مواجهة بين الجنود الأتراك والروس في ليبيا، إلا أن الاتفاقات الحدودية والعسكرية بين طرابلس وأنقرة أثارت التوترات التركية – الروسية” كما قال.
نقاط الضعف التركية
وبتقدير المحلل هاس أن “تركيا تواجه سيناريو ربما تنخرط خلاله عسكرياً في منطقة بعيدة وأجنبية خالية من اللوجستيات أو اي رابط بينهما، وهو ما يحمل في طياته مخاطر كبرى”.
موضوع المجازفة القاتلة التي يلعبها اردوغان في ليبيا، يؤيده كساب اوغلو، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز بحوث “إيدام” باسطنبول، الذي يعتقد أن تركيا قد تبعث قريباً الى ليبيا بفرقة عسكرية مشتركة من قوات النخبة.
ويبرر اوغلو هذا الخيار، بكون الخيارات التركية محدودة في المجال الجوي باستثناء نشر طائرات مُسيّرة تكتيكية حيث أنها “لا تمتلك قدرة طيران بحري كافية للتدخل في الصراع الليبي”.
ويربط اوغلو بين محدودية الخيارات التركية في ليبيا وخياراتها المتقلّصة في إدلب بشمال سوريا حيث لجأت خلال الأيام القليلة الماضية الى تبادل الاتهامات مع موسكو بسبب دخول القوات الروسية بقوة كبيرة لدعم قوات النظام السوري في سرعة السيطرة على محافظة إدلب.
المقايضة التي لم تتم
وكانت تركيا بعثت بوفد الى موسكو قبل أيام للتفاوض بشأن إدلب والشريط الحدودي السوري مع إشارات الى أن القيادة التركية تسعى الى صفقة مقايضة تشمل دور أنقرة في ليبيا، إلا أن سرعة روسيا في حسم موضوع إدلب عطّل الخطة التركية وترك خيارات أنقرة في ليبيا ضيقة ومحفوفة بالمخاطر القاتلة، كما قال المحلل كريم هاس.