الأولويات* د. مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
ها نحن نختم عاما كان مزدحما بالإنجازات والتحديات والحزن والفرح على المستوى الفردي والمجتمعي، ونستقبل عاما جديدا لا نعلم ماذا ينتظرنا خلاله.
درست وادرس حاليا نظريات الإعلام والاتصال، وإحدى هذه النظريات «نظرية الأولويات»، تعجبني هذه النظرية، إذ جاء فيها بشكل عام ومختصر.
إن هناك تأثيرا وتحكما من قبل وسائل الإعلام والاتصال على موضوعات وقضايا واحداث محددة، مما ينعكس على تركيز واهتمام وقلق وتفكير الجمهور المتلقي لهذه الموضوعات التي أصبحت أولوية عند وسائل الإعلام.
وبما أن وسائل الإعلام تحدد أولوياتها «هنا لا اقارن بين وسائل الإعلام والانسان ولكن علينا التعلم من كل ما يدور حولنا من علم وتعلم واستثماره للمصلحة الخاصة والعامة». واجبنا نحن نحو أنفسنا ايضاً، تحديد اولويتنا في حياتنا بشكل عام، وفي العام القادم بشكل خاص، ولمن يمتلك العقل والفكر يحدد أولوياته، وخاصةً في ظل الظروف والأحداث المتغيرة وبشكل متسارع.
علينا تحديد أهدافنا تبعاً للأولوية، وليس بشكل عشوائي، ضمن فترة زمنية محدده، ومعرفة الطرق والسبل التي تساعدنا في تحقيقها واستمراريتها، وما التحديات التي يمكن ان تواجهنا وكيفية مواجهتها، وما الدروس المستفادة مما مررنا به خلال حياتنا.
كذلك تحديد البيئة المحيطة المحفزة الايجابية، التي تعمل على دعمنا واعطانا الفرص للتمكن بكافة المجالات على الصعيد الشخصي والعملي. وعدم تكرار الأخطاء السابقة التي مررنا بها، بالعكس نتعلم منها، ونستفيد من تجاربنا التي خيبت امالنا وطموحتنا احياناً.
ومع كل ما مررنا به من خيبات واحزان ونجاحات، لتكن أهم اولويتنا مع بداية العام، رضانا عن ذاتنا بعد رضى الله، وصفاء النفس، والاحساس بالسلام الداخلي، بالرغم، انه صعب الحصول والوصول إليهم بسهولة.
وكل عام وأنتم بخير وصحة، إن شاء الله يعم السلام قلوبنا وفي العالم أجمع.
نقلاً عن جريدة الدستور الأردنية