هذه هي قصة ميرنا الصوفانية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – بولين أبو شقرا –
شهر كانون الثاني يكون خاصا في وجدان وقلب كل من يحيا من بركة الله. ففيه ولادة النور، ومنه شع ايمان البشرية حين كانت ولادة المخلص يسوع المسيح. اما مريم المقدسة التي تفردت باعجوبتها فلا تزال زائرة لكل بيت وهي تخص اصحاب وصاحبات الايمان المطلق ببركتها في كل زمان ومكان، حين ترى ان رسالتها يجب ان تستمر الى ابد الابدين.
في ازقة الشام ، بمنطقة الصوفانية بدمشق كانت البركة العظيمة حين منحت السيدة العذراء “ميرنا”خصوصيتها في22 تشرين الثاني عام 1982. وقبل ايام من اليوم كانت الراهبات الايطاليات تحيين ايامهن ولياليهن في محيط ميرنا وفي حديقتها.
قبل شهر من عيد الميلاد المجيد بدات رحلة ثماني راهبات ايطاليات الى باب توما وهن الحبيسات منذ 40 عاما. واخترن ان تكون بركة هذا العام في رحاب”ميرنا”. تبدأ حياة الراهبات بالوصول الى فندق “بيت المملوكة” الهادئ المريح الذي توقف عن استقبال زائريه، في حياة خاصة لها طابع الزهد والابتعاد عن عالم الضوضاء. فالزيارة محددة للصلاة واقامة القداديس والتقرب اكثر مع ميرنا وتتويج حياة الزهد بمناسك كاملة، حيث المأكل والمشرب خاص في الفندق والانقطاع تام عن العالم الخارجي الا خلال التنقل من الفندق الى منزل ميرنا الذي لا يبعد امتارا عنه. الحديث مع الراهبات الايطاليات صعب جدا ” فالرسالة هي الهية ولا ضرورة للتعبير عنها، والايمان مباشر مع الرب فلا داعي للتعبير عنه بالكلام. 35 يوما من طقوس العبادة بين الفندق وميرنا ومغادرة هادئة فجر نهاية شهر كانون الاول الى ايطاليا.
قصة ميرنا الصوفانية ربما يعرفها الكثيرون الا ان قلة تعرف أن ميرنا ستقبل كل من يقصدها، وهي لا تقدم نفسها على انها قديسة بل ممن اختارتهم السيدة العذراء لتكون استكمالا لنور العالم وتجسيدا لحقيقة المسيح.
برداء ابيض وغطاء على رأسها ظهرت السيدة العذراء لميرنا خمس مرات في غيبوبتها وأعطتها رسائل لكل العالم، وكانت ميرنا ترددها ببطء بعد سماعها، وأوصتها أن يصلوا بأستمرار ويكون لهم ركب ساجدة وحياة مملوءة بالمحبة والسلام وقالت لهم “لا تدعوا قلبى ينقسم على انقسامكم”.
ميرنا تحمل رسالة المحبة والسلام، ولمسات السيد المسيح وبركة السيدة العذراء، ويبقى الايمان افضل سلاح لمواجهة المصاعب وظلام وظلمات الحياة…فبالايمان وحده يحلّ السلام الداخلي.