الدولار في لبنان “يطير”: مضاربة وانسداد الأفق

النشرة الدولية –

نداء الوطن –

حقق الدولار الأميركي رقماً قياسياً جديداً إزاء الليرة اللبنانية أمس، فسجل قفزات صاروخية وصلت في تداولات قبل الظهرالى 35600 ليرة قبل أن يعاود تراجعه إلى حدود 34800 ليرة بعد الظهر ثم الى 34600 ليرة في فترة المساء.

وكما في كل مرة تتباين التقديرات حول أسباب الارتفاع السريع والمفاجئ لسعر صرف الدولار، خصوصاً وسط الاختلاف في السعر بين تطبيق الكتروني وآخر. وتؤول التحليلات الى أن السبب وراء ذلك هو المضاربة وازدياد التشنّج السياسي وانسداد الأفق الإصلاحي والاقتصادي والمالي في البلد، والتطبيقات غير الشرعية التي لها تاثير على سعر صرف الدولار، فضلاً عن لجوء تجار المحروقات الى السوق السوداء لتأمين نسبة الـ75% من أسعار البنزين التي سحب مصرف لبنان دعمه منها، بعد وقف احتسابها وفق سعر «صيرفة» للمحافظة على ما تبقى من الإحتياطي الإلزامي، وبالتالي باتت تحتسب وفق سعر صرف السوق السوداء.

صحيح أن موسم الصيف أصبح وراءنا والمغتربين الذين أدخلوا الدولار النقدي الى البلاد لفترة شهرين قمعوا الى حدّ ما المنحى التصاعدي المستمر للدولار، الا أنه من الناحية التقنية كما اوضح مصدر مالي لـ»نداء الوطن» فإن منصة صيرفة لا تزال تعمل كالمعتاد في مصرف لبنان ولو أن بعض المصارف يجري تقييدات عليها ويحدّ من قيمة السحوبات بموجبها مع تحديد وقت قصير للتعامل بها. وسجّلت تداولاتها ليوم أمس 95 مليون دولار بمعدل 27600 ليرة لبنانية للدولار الواحد . و»منطقياً»، يقول المصدر، كان يجب ان ينخفض الدولار اذ ترتفع تحويلات المغتربين بالدولار الاميركي من الخارج مع بداية كل شهر. يضاف الى ذلك تقاضي الموظفين رواتبهم بداية الشهر وسحب موظفي القطاع العام والمتقاعدين والعسكريين رواتبهم على سعر منصة «صيرفة» نقداً بالدولار الاميركي وكذلك المساعدات الاجتماعية كافة وأخيراً منح التعليم للعسكريين والقطاع العام.

وحول وضع حدّ للتطبيقات الإلكترونية المتلاعبة بالدولار، قال المصدر «تتم ملاحقتها قضائياً وامنياً ولكن بعضها يدار من خارج الحدود اللبنانية ولا يمكن ضبطها، عازياً الهدف من التلاعب بالدولار الى تحقيق ربح واستغلال السوق في هذه الظروف».

وأدت تقلبات سعر صرف الدولار أمس الى وقف بعض الصرافين بيع العملة الخضراء، كما عمد بعض أصحاب المحطات الى اقفال أبوابه بسبب «ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء ووصول الفرق الى اكثر من 70 في المئة من الجعالة التي لا تصل كلّها أصلاً ولا تكفي لسد حاجات المحطات»، كما اعلن تجمع أصحاب المحطات. وكان التجمع نبه في 23/8/2022 الى أن «الإقفال سيكون قسرياً، لذلك بدأت غالبية المحطات تغلق أبوابها لوقف النزف الذي بدأ منذ بداية الأزمة في ظل عدم اكتراث من المعنيين».

واستدعى هذا الترنّح أو التلاعب بسعر الدولار الى إصدار وزارة الطاقة تسعيرة صباحية لأسعار المحروقات بزيادة أسعار البنزين 2000 ليرة قبل أن تضاف زيادة بقيمة 13 ألف ليرة لتصل صفيحة البنزين 95 أوكتان الى 616 ألف ليرة جرّاء ارتفاع سعر صرف الدولار.

Back to top button