باعتمادك في نهر الأردن* مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
تتوالى الأعياد المجيدة المباركة بذكرى معمودية السيد المسيح على الضفة الشرقية لنهر الأردن» وادي الخرار»، عند قدومه من الناصرة وتعمده على يد يوحنا المعمدان « يحيي».
تحتفل الكنائس المسيحية، الكنيسة الكاثوليكية «الطقس الغربي» بذكرى معمودية السيد المسيح بتاريخ 6 كانون الثاني، اما الكنيسة الارثوذكسية « الطقس الشرقي» 19 من الشهر ذاته. وجرت العادة منذ سنوات ان تحتفل الكنائس المسيحية في الأردن بمعمودية السيد المسيح في المغطس، ويتوافد الحجاج من عدة دول للاحتفال ايضاً. ويعد العماد من اهم اسرار الكنيسة، الذي يصبح به الشخص المعمد مسيحياً.
مر على هذه الأرض العديد من الحضارات والعصور المختلفة، وحضنت العديد من الأنبياء، كهارون وموسى وايليا « الياس» الذي عرج في العربة النارية الى السماء. وكانت ملجا ليوحنا المعمدان عندما هرب من اورشليم القدس بسبب الظلم، ومكاور التي تحتضن روح يوحنا المعمدان، وانطلق منها النبوات كنبوت بني يعقوب من على ضفاف سيل الزرقاء.
بمعمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في المغطس بعمر الثلاثين عام، حلت البركة على هذه الأرض، وورد في إنجيل مرقس (3:7-8): « فانَصَرَفَ يسوعُ إِلى البَحرِ ومعَه تَلاميذُه، وتَبعَه حَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الجَليل، وجَمعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهوديَّة، ومِن أُورَشليمَ وأَدومَ وعِبرِ الأُردُنّ ونَواحي صورَ وصَيدا». وهذه الآية تعني ان يسوع مر على عدة مدن وقرى أردنية ولو كانت على فترات بسيطة.
ويعد موقع المغطس الذي يأتون اليه الحجج والزوار والسياح من كافة ارجاء العالم المكان الثالث في الأهمية بالنسبة للديانة المسيحية.
وكذلك حج الباباوات الاربعة الى موقع المغطس في الجهة الشرقية لنهر الاردن: البابا بولس السادس عام 1964، الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني عام 2000، بابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس الأول عام 2014، دليل على أهمية موقع المغطس الروحية للديانة المسيحية.
واعلان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بعد زيارته التاريخية للأردن، بي اعتماد المغطس وقلعة مكاور، وجبل نيبو في مأدبا، ومزار سيدة الجبل في عنجرة ومزار النبي أيليا في منطقة الوهادنة من أماكن الحج المسيحي. يعزز السياحية الدينية، ويعد قطاع السياحة من انشط القطاعات واكثرهم دخل في الاردن.
إذاً كانت وستبقى هذه الأرض المباركة مهد الديانات والحضارات، وتحملنا المسؤولية جميعاً بالمحافظة عليها، فما تمتلكه من ثروات متعددة ومختلفة يبشر بمستقبل مزدهر.
عن الدستور الأردنية