بنس: نتلقى معلومات استخباراتية مشجعة بأن إيران تبعث برسائل لتلك الميليشيات بألاّ تتحرك ضد أهداف أميركية
النشرة الدولية –
أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن الولايات المتحدة تلقت معلومات بأن إيران طلبت من ميليشيات حليفة لها ألاّ تهاجم أهدافاً أميركية. وقال بنس في مقابلة مع شبكة “سي.بي.أس نيوز” الأربعاء “نتلقى معلومات استخباراتية مشجعة بأن إيران تبعث برسائل لتلك الميليشيات بألاّ تتحرك ضد أهداف أميركية أو مدنيين أميركيين، ونأمل في أن تجد تلك الرسالة صدى”.
في المقابل، نقلت الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء عن سفير طهران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي قوله اليوم الخميس إن بلاده تعتقد أن ما وصفه بدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتعاون “لا يمكن تصديقها” في ظل فرض واشنطن عقوبات على طهران.
وفيما بدا أنه أول رد فعل رسمي من إيران على خطاب ترمب بعد هجوم صاروخي إيراني على قاعدتين تضمان قوات أميركية في العراق، قال تخت روانجي إن واشنطن “بدأت سلسلة جديدة من التصعيد والعداء تجاه إيران” بقتل الجنرال قاسم سليماني.
في موازاة ذلك، ذكر البيت الأبيض في بيان أن ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ناقشا قضايا ثنائية وإقليمية حساسة” في اتصال هاتفي أجرياه الأربعاء، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، في حين سقط صاروخان مساء الأربعاء قرب محيط السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، وفق ما أفاد التلفزيون العراقي، في ثالث هجوم من نوعه منذ مقتل قاسم سليماني بغارة جوية الأسبوع الماضي.
وعقب دويّ الانفجارين في المنطقة الخضراء سُمع صوت صفارات الإنذار، وذلك بعد 24 ساعة من هجوم صاروخي شنّته إيران على قاعدة “عين الأسد” التي تضمّ جنوداً أميركيين في غرب العراق. وأفاد شهود عيان بأن الانفجارين هما الأقوى في سلسلة الهجمات على المنطقة الخضراء.
في المقابل، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأربعاء إن “الأزمة التي عانى منها العراق انتهت”، داعياً الفصائل العراقية المسلحة إلى عدم تنفيذ هجمات.
وطالب في بيان بتشكيل حكومة عراقية قوية قادرة على حماية سيادة واستقلال البلاد خلال الـ 15 يوماً المقبلة وإجراء انتخابات مبكرة، مضيفاً أن العراقيين ما زالوا يسعون إلى إنهاء الوجود الأجنبي في البلاد.
وتابع “أدعو الفصائل العراقية إلى التأني والصبر وعدم البدء بالعمل العسكري وإسكات صوت التشدد من بعض غير المنضبطين إلى حين استنفاد كل الطرق السياسية والبرلمانية والدولية”.
من جهة أخرى، وضعت الولايات المتحدة في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء، قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في خانة الدفاع عن النفس، متوعّدةً باتخاذ إجراء جديد “إذا اقتضت الضرورة” لحماية جنودها ومصالحها.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت في الرسالة إن واشنطن “مستعدة للدخول من دون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع طهران لمنع تعريض السلام والأمن الدوليين إلى مزيد من الخطر أو للحيلولة دون حدوث تصعيد من جانب النظام الإيراني”.
وكتبت كرافت أن “قتل سليماني في بغداد يوم الجمعة كان مبرراً بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”، باعتبار أن الدول مطالَبة بموجب المادة 51 بـأن “تبلّغ فوراً” مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً بأي إجراءات تُتخذ لدى ممارسة حق الدفاع عن النفس. واستخدمت الولايات المتحدة المادة 51 في تبرير اتخاذ إجراء في سوريا ضد مسلحي تنظيم “داعش” عام 2014.
في سياق متصل، قال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون اليوم الخميس في حديث للصحافيين إن القوات الأسترالية ستبقى في العراق لمواصلة مهمتها. وأضاف أن سفينة حربية أسترالية ستبحر كما هو مخطط إلى مضيق هرمز هذا الأسبوع للمساعدة في حماية الملاحة في المنطقة.
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أعلن الأربعاء أنّه باغتيال سليماني في غارة جوية أميركية في بغداد الأسبوع الماضي، فإنّ الولايات المتحدة “استعادت مستوى من الردع” بمواجهة إيران.
وقال إسبر للصحافيين “بالضربات التي نفّذناها ضدّ كتائب حزب الله في أواخر ديسمبر (كانون الأول) ثم بعمليتنا ضد سليماني، أعتقد أننا استعدنا مستوىً من الردع معهم”، مضيفاً “لكنّنا سنرى. المستقبل سيخبرنا”.
لكنّ الوزير لم يستبعد أن تشنّ ميليشيات شيعية، “سواء كانت تقودها إيران مباشرة أو لا”، مزيداً من الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق، مؤكداً أنه سيتعيّن على القوات الأميركية “الردّ بحزم لضمان الحفاظ على هذا المستوى من الردع”.
في المقابل، بدا رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أكثر تحفّظاً من إسبر بشأن الأثر الرادع لاغتيال سليماني، إذ صرّح “أعتقد أنّه من السابق لأوانه قول ذلك”، مشيراً إلى أن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون في العراق كان قصفاً “هدفه القتل”.
وأوضح رئيس الأركان الأميركي أن طهران أطلقت 16 صاروخاً باليستياً من ثلاثة مواقع في إيران، أصاب 11 صاروخاً منها القاعدة الجوية في عين الأسد (غرب) وصاروخ واحد قاعدة حرير في أربيل (شمال)، في حين لم تصب الصواريخ الأربعة المتبقية أهدافها. وأضاف ميلي “أعتقد أن هدفها كان التسبّب بأضرار هيكلية، وتدمير مركبات ومعدات وطائرات، والقتل”.
واعتبر أن واقع عدم تسبّبها بإصابات بشرية “مرتبط بالأساليب الدفاعية التي استخدمتها قواتنا أكثر من ارتباطه بنيّة” إيران.