رمزيات تحدّد حجم المعركة بين حزب الله والقواتمع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ايناس كريمة –
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المُقبلة تتّجه الانظار نحو حزب “القوات اللبنانية” الذي يبدو أنه سيكون رأس حربة في مواجهة “حزب الله” في ظلّ انكفاء تيار “المستقبل” بشكل او بآخر وفضّ الاشتباك الحاصل بين “التقدمي الاشتراكي” والثنائي الشيعي”، لذلك فإن القوات تسعى اليوم لأن تصبح الطرف الاقوى في التصدّي للحزب ما يعني أن نتائجها الانتخابية سيكون لها تبعات سياسية كبيرة.
يحاول رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تظهير نفسه باعتباره القيادي الذي يعمل على (وضع حدّ لمشروع حزب الله) في الدولة اللبنانية، وقد بدا تصريحه الأخير لافتاً بأن فوز القوات في الانتخابات النيابية يعني (تحسّناً فورياً في سعر صرف الدولار) أي بمعنى آخر أن خسارة “حزب الله” ستقلّل الضغوط الدولية التي ستؤثر بطبيعة الحال على الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان.
في المحصلة توحي “القوات” بأن فوزها يعني حتماً خسارة “حزب الله” بغض النظر عن شكل البرلمان المُقبل وكيفية توزيع المقاعد النيابية وانقسام الكُتل السياسية بين بعضها، إذ إنه من المرجح أنّ لا أكثرية في الانتخابات القادمة، لذلك فإن “القوات” تركّز على الرمزيّة باعتبار أن فوزها في الشارع المسيحي يعني سقوط مشروع “حزب الله” فيه وبالتالي خسارة الحزب لمشروعه الوطني حتى لو لم يتمكّن الفريق الاخر من السيطرة على الاكثرية النيابية بشكل صريح وواضح.
ترى المصادر أن “القوات” ستجهد للفوز في الشارع المسيحي بنتيجة ساحقة وهذا ما سيمكّنها من احراج “حزب الله”، فبالإضافة الى ما ذكرناه حول خسارته للغطاء المسيحي والوطني سيصبح أيضاً محرجاً في معركة الرئاسة ولن يستطيع خوض أي مواجهة الى جانب حلفائه الذين سيكونون أقلّية مسيحياً، وإذا كان وصول رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى سدّة الرئاسة الاولى وعراً لأسباب كثيرة، فعندها من الممكن التوصّل مع الحزب الى اسم وسط يوافق عليه جعجع زعيم الاكثرية المُفترضة.
الأهم من ذلك أن المعركة الاقليمية ضد الحزب تمثّلت بجعجع، إذ إن السفير السعودي وليد البخاري يخصّص “معراب” بزيارات وتصريحات وبدعم منظور أو غير منظور وهذا ما يُعطي معركة جعجع طابعاً اكثر وضوحاً في السياسة.
من هُنا يمكن القول أن المعركة الانتخابية التفصيلية في بعلبك- الهرمل قد تأخذ طابعاً رمزياً آخر، في حال سعى “حزب الله” الى هزيمة “القوات” بالمقعد الماروني وإيصال مرشح على لائحة الحزب، وهذا ما سيكون واضحاً خلال الاسابيع المقبلة مقابل سعي “القوات” لترشيح شخصية شيعية على لائحتها في جبيل – كسروان لإيصالها الى البرلمان لكسر الحزب. ومن هذه الرمزيات يمكن استخلاص حجم المعركة الانتخابية والسياسية المُرتقبة بين الطرفين