صحف ومواقع تواصل اجتماعي تسلط الضوء على أسباب فشل الدبابة التركية “لميس” في ليبيا

النشرة الدولية –

منذ بداية عملية السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس التي أطلقها المشير خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، انتشرت صور المعارك بين الفريقين، حيث كانت المدرعة التركية “BMC Kipri” حاضرة بكثافة.

و”BMC Kipri” هي مدرعة تركية الصنع أرسلتها أنقرة إلى مقاتلي حكومة الوفاق لصد هجمات قوات حفتر على طرابلس، إلا أنها أصبحت مثار سخرية بين مؤيدي حفتر على الشبكات الاجتماعية، حيث أطلقوا عليها تهكما اسم “المدرعة لميس”.

وقد انتشرت صور على الشبكات الاجتماعية، لأتباع حفتر وبين أيديهم المدرعات التركية من طراز “Kipri” أو”Vuran”، إما مدمرة أو سليمة بعد أن تركتها قوات حكومة الوفاق خلال المعارك، وقد سلطت صحف يونانية وتركية مؤخرا الضوء على أسباب فشل المدرعة التركية في ليبيا.

كما نشر موقع “سول خبر” التركي تقريرا قال فيه إن حسابات تابعة لقوات حفتر تناقلت صورا عدة على الشبكات الاجتماعية تظهر فيها مدرعات تركية من طراز “BMC Kipri” بين أيديهم، بعدما أن استولت عليها من قوات حكومة الوفاق.

وأضاف “سول خبر” أن حسابات مؤيدة لحفتر، سخرت من أداء المدرعة التركية، ونشر مستخدمون للمدرعة التركية بعض النقاط السلبية الخاصة بها، مثل: “البطء في المناورة، والتدريع السيء، ورد الفعل البطيء للبنادق الرشاشة، وضعف محاور الدوران الأمامية، وتسرب زيت علبة التروس، وتعثر الباب الخلفي، وتفويت التروس للنقلات أثناء تغيير السرعات”.

من جانب آخر، رصد موقع “برو نيوز” اليوناني تقريرا نشره حساب “شبه رسمي” تابع لقوات حفتر على حد وصف الصحيفة، يظهر عيوب المدرعة التركية في ميدان المعركة.

وكان حساب يدعى “M.LNA” الناطق بالإنكليزية، والذي ينشر صورا حصرية للمعارك في ليبيا، قد نشر تقريرا يتضمن مراجعة لأداء المدرعة التركية “BMC Kipri” في ميدان المعركة، وبعد فحص النسخ المستولى عليها.

وقال التقرير الذي رصدته الصحيفة اليونانية، إن للمدرعة عيوبا، مثل: ثقلها الشديد وسرعتها القصوى، التي لا تتعدى حاجز 73 كيلومتر في الساعة، وتسارعها البطيء.

وأضاف التقرير المدعوم بالصور أن المدرعة بطيئة في المناورات، كما أن الكاميرات المركبة في الخارج تعطب سريعا بسبب التراب وشظايا الانفجارات، كما أن هناك أعطالا ميكانيكية تتعلق بصندوق التروس.

ولفت التقرير إلى أن قدرات التشويش على المروحيات لا تعمل إطلاقا، مما جعل المدرعات هدفا سهلا، إضافة إلى فشل نظام نفخ الإطارات الذي من المفترض أن يعمل عقب استهدافها.

وأوضحت صور مرفقة بالتقرير إلى خلل في محور دوران المركبة الأمامي جراء الانفجارات وحتى الاصطدامات، إضافة إلى عطل في النظام الكهربائي للمركبة وارتفاع درجة حرارة المحرك بعد فترة من الزمن.

يذكر أن أول ظهور للمدرعة التركية “BMC Kipri” في ليبيا، كان في يونيو 2019، عندما نشرت صحيفة المرصد تقريرا عن طائرات أوكرانية تقوم برحلات جوية بين تركيا وليبيا، وكان على متنها أسلحة ومعدات مقدمة من جانب أنقرة إلى حكومة فايز السراج، تتضمن المدرعات.

أسباب أخرى

تقرير للنسخة التركية من صحيفة “إندبندنت” توجهت بالسؤال لمسؤول عسكري تركي حول سبب فشل المدرعة، مشترطا عدم كشف هويته، قائلا إن “المشكلة الحقيقية تكمن في عدم تمرس المقاتلين الليبيين (التابعين لحكومة الوفاق) في استخدام هذه المركبات.. فقد تم منحهم مركبات تصل قيمتها إلى 200 أو 300 ألف دولار. وعندما يتعثرون يهربون من المدرعة للنجاة بحياتهم”.

الخبير العسكري التركي، أردا مولود أوغلو، قال للصحيفة ذاتها إن هناك سببا آخر وهو أن هذه المدرعات “محصنة ضد الألغام وليس الصواريخ أو المتفرقعات، إذ يمكن مهاجمتها أحيانا بالمتفجرات أو الصواريخ والتي لا تستطيع المركبة تحملها. ولذلك حماية المدرعة محدودة. إن دمار المركبة نتيجة الهجمات الشديدة ليس مؤشرا على جودتها”.

من جانبه، يقول الباحث في السياسات الدفاعية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد حسن، لموقع “الحرة”، إن أعداد المدرعات التركية من طراز “BMC Kipri” التي استولت عليها قوات حفتر تقدر بالعشرات.

وأوضح الباحث الذي يرصد الصراع الليبي عن كثب، أن المدرعة “Kipri لم تثبت كفاءتها في الميدان الليبي، تماما كالميدان السوري، لأنها ضعيفة في المناورة، ومخصصة لمواجهة عناصر ضعيفة التسليح والخبرة القتالية، وغير محصنة تجاه العبوات الناسفة بدائية الصنع، فضلا عن سهولة استهدافها من الجو بالطيران المروحي”.

ويتوقع حسن أن تفقد كيبري قيمة كبيرة من أسهمها، رغم تطوير تركيا لقاعدة صناعتها العسكرية، مقارنة بدول وقوى الإقليم الأخرى عدا إسرائيل، وقد كانت أكبر إنجازات تلك القاعدة هي الطائرة المسيرة من طراز بيراقدار.

ولفت الباحث المصري إلى أن “بيراقدار نجحت في إصابة أهدافها بدقة في ليبيا، رغم محدودية مدى عملياتها وسهولة استهدافها، لكنها لا تقارن بنظيرتها الصينية وينغ لونغ والمنخرطة أيضا في الصراع حيث يمتلكها الجيش الليبي”.

ويخلص حسن في نهاية حواره مع الحرة إلى أن “المدرعة Kipri تهدد الصناعة العسكرية التركية بسبب أدائها السيء في ميدان المعركة في ليبيا”.

من جانبه يقول الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، محمد منصور، إنه يمكن بشكل عام تقييم أداء العتاد العسكري التركي في ليبيا بناء على الأهداف التي تم إرساله من أجل تحقيقها إلى قوات حكومة الوفاق.

ويرى منصور أن الهدف الرئيسي من وراء هذه الخطوة كان مساعدة قوات حكومة الوفاق على عكس الأوضاع على الأرض، وإجبار قوات حفتر على التراجع عن المواقع التي سيطرت عليها جنوبي العاصمة طرابلس في الشهور الأولى لبدء العملية العسكرية في أبريل الماضي. لكن هذا الهدف لم يتحقق على أرض الواقع.

على المستوى التقني، يقول منصور إن “تركيا زودت قوات حكومة الوفاق بنوعين من أنواع ناقلات الجند المدرعة، الأولى: هي العربة المقاومة للألغام Kipri والأخرى ناقلة الجند المدرعة Vuran، كلاهما من إنتاج شركة BMC التركية”.

وأوضح الباحث المختص في الشؤون العسكرية، أن “قلة الهامش الزمني” الذي توفر لتدريب الأطقم الليبية على هذه العربات، و”ضعف المستوى العسكري والانضباطي بشكل عام للقوات المنضوية تحت قيادة رئاسة أركان حكومة الوفاق، والتي هي في معظمها ميليشيات شبه عسكرية، أدت إلى عدم استفادة هذه القوات بشكل نوعي من وجود هذه الآليات، بل وفي أحيان كثيرة كانت تتركها وتفر هاربة”.

كما بين منصور أن مدرعات “Kipri” كانت فريسة سهلة لمنصات “Kornet” المضادة للدروع، والتي تمتلكها قوات المشير خليفة حفتر.

وأوضح الباحث المطلع على الشأن الليبي، أن معظم ما تمت مصادرته من هذه الآليات حتى الآن كان في حالة جيدة، بل وبعضها كان شبه جديد ولم يستعمل، مثل العربات التي تم العثور عليها في مدينة سرت مؤخرا.

أما بخصوص المدرعة “Vuran”، فيقول منصور إنها تعرضت لأعطال فنية خلال المعارك، كانت تتسبب في توقف العربات عن الحركة بشكل تام، يضاف إلى ذلك عيوب في المحرك الخاص بها.

من جانب آخر، يذهب منصور إلى ما ذهب إليه الباحث محمد حسن، من أن طائرات “بيراقدار” المسيرة حققت “بعض النجاحات” على مدار المعارك، خاصة في غاراتها على مدينة غريان وعلى قاعدة الوطية الجوية، لكن “سهولة إسقاطها من جانب الدفاعات الجوية التابعة للجيش الوطني كانت لافتة”، مشيرا إلى إسقاط أعداد كبيرة منها خلال المعارك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى