الأمم المتحدة تتعهد بمواصلة دعم عملية السلام في كولومبيا بما فيها تنفيذ خارطة طريق “إعادة الإدماج”
تعهد الممثل الخاص للأمين العام في كولومبيا كارلوس رويز ماسيو، على مواصلة منظومة الأمم المتحدة دعمها للطرفين المعنيين في كولومبيا، بما في ذلك دعم تنفيذهما لوثيقة خارطة “طريق إعادة الإدماج، الذي تم الإتفاق حولها الشهر الماضي، والهادفة إلى وضع إطارا لعملية إعادة الإدماج للمقاتلين السابقيين على المدى الطويل.
وفي إحاطته أمام الإجتماع الخاص الذي عقده مجلس الأمن حول التطورات في كولومبيا، أشار ماسيو إلى المشاورات الدائرة حاليا بين الحكومة، ولا سيما وكالة إعادة الإدماج والتطبيع، وحركة فارك مثلت مفتاحا لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الوثيقة، لافتا إلى أن كولومبيا واصلت، خلال العام المنصرم، تحقيق تقدم كبير في عملية السلام ذلك رغم التحديات الخطيرة التي لا تزال تواجهها، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الأمن للمجتمعات المتأثرة بالنزاع، والقادة الاجتماعيين، والمقاتلين السابقين.
ونوه إلى أن إن تعزيز المشاركة وتحسين الأمن في الانتخابات الإقليمية في أكتوبر الماضي أظهرا التأثير الإيجابي لعملية السلام على الديمقراطية في كولومبيا، مؤكدا على أن عملية السلام توفر حياة جديدة للمقاتلين السابقين في كولومبيا.
وذكر بان الآلية الشاملة للحقيقة والعدالة وجبر الضرر واصلت عملها القيم، بمشاركة نشطة من الضحايا، مشيرا إلى أن الآلاف من المقاتلين السابقين، بدأوا يعيشون حياة جديدة من خلال الفرص التي يوفرها السلام، على الرغم من العديد من الصعوبات والمخاطر الأمنية، مؤكدا على أن كل هذه الإنجازات والعديد من الإنجازات الأخرى لعملية السلام تحققت بفضل الجهود التي بذلتها كل من الحكومة الكولومبية وحركة فارك، ودعم المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن.
وشدد على أهمية العمل الذي يقوم به الكولومبيون يوميا، في جميع أنحاء البلاد، بمن فيهم القادة الاجتماعيون، والموظفون العموميون والمتطوعون وأفراد قوات الأمن والقطاع الخاص وغيرهم بهدف تعزيز علمية السلام في مجتمعاتهم. وأعطى مثال حي على نتائج العمل الجماعي للمقاتلين السابقين والمجتمعات المحلية قائلا “في يوم السبت الماضي شهدت في إحدى المناطق التي بدأ فيها الصراع قبل نصف قرن في جنوب توليما، عملا جماعيا لكل من المقاتلين السابقين والقوات المسلحة وأعضاء المجتمع بهدف بناء جسر لصالح المجتمعات المحيطة.
وأضاف “لا يمكنني التفكير في مثال أكثر تشجيعا لبدء العام الجديد من صورة أعداء سابقين يعملون معا مع مجتمع محلي لبناء جسر.” ودعا ممثل الأمين العام إلى أهمية صون هذه المكاسب، التي تحققت بشق الأنفس، والحفاظ والبناء عليها، مشيرا إلى أن أفضل سبيل لذلك هو من خلال التنفيذ الشامل لاتفاق السلام.
وحث الممثل الخاص للأمين العام في كولومبيا الطرفين على تعميق حوارهما فيما يتعلق بأي اختلافات حول تنفيذ الاتفاق النهائي، وخاصة من خلال الآليات التي صممها الاتفاق نفسه، مثل لجنة متابعة تنفيذ الاتفاق النهائي وتعزيزه والتحقق منه، قائلا إن التعبئة الاجتماعية التي حدثت منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قد فتحت أيضا فرصة للحوار البناء حول تطبيق عملية السلام.
كما حذر من العنف المتفشي في المناطق المتأثرة بالصراع والذي لا يزال يشكل تهديدا لمسار توطيد السلام، وجدد تحذير الأمين العام في تقريره الأخير حول كولومبيا من خطر اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في مقاطعة شوكو، غربي البلاد، بسبب الأنشطة غير المشروعة للجماعات المسلحة، مؤكدا على أن السلام لن يتحقق بالكامل إذا استمرت عملية إسكات الأصوات الشجاعة للقادة الاجتماعيين من خلال العنف، وإذا استمر تجاهل عملية إدماج المقاتلين السابقين الذين ألقوا أسلحتهم.
وإختتم مؤكدا على أن التنفيذ الكامل لاتفاق السلام بجميع جوانبه المترابطة، يوفر أفضل أمل ممكن لكولومبيا لوضع الأسس لمستقبل أكثر سلاما وازدهارا.