الكاتبة “بيروتي”: بدأت محبتي للكلمة وتعلقي بالكتاب أثناء العطل الصيفية للمدارس حين كانت وسائل الترفيه محدودة والشاشات محصورة بالتلفاز بقناتين اثنتين
النشرة الدولية – حوار طلال السكر –
تقول الكاتبة الأردنية حنان بيروتي، أنها بدات الكاتبة في مرحلة مبكرة وأنا على مقاعد الدراسة؛ كنتُ أكتب الموضوعات المطلوبة في حصة التعبير أو الإنشاء كما كنا نسميها باهتمام واستمتاع وسلاسة، وبدأتُ خلال هذه المرحلة تجربة الكتابة الحرة بأن أكتب لنفسي وأعبر عمّا يجول في خاطري وأحتفظ بالأوراق مثل حرز ثمين.
حاصلة على العديد من الجوائز الأدبية والتربوية.
أختارت لها وزارة التربية الجزائرية مقتطفات من مقالة “أسرى الشاشات” لتكون ضمن منهاج اللغة العربية للسنة الرابعة متوسط.
النشرة الدولية كان لها هذا اللقاء مع الكاتبة حنان بيروتي.
من هي الكاتبة حنان بيروتي؟
تكتب في مجالات أدبية عديدة وهي: القصة القصيرة، والنصوص النثرية، والمقالة.
تخرجت من الجامعة الأردنية تخصص اللغة العربية وآدابها، تُرجم عدد من قصصها إلى اللغة الإنجليزية، حاصلة على العديد من الجوائز الأدبية والتربوية.
*المؤلفات وفق التسلل الزمني لصدورها:
“الإشارة حمراء دائما”
مجموعة قصصية – دار الينابيع للنشر والتوزيع عام 1993
“لعينيكَ تأوي عصافير روحي”
نصوص نثرية – دار أزمنة للنشر والتوزيع عام 1996
3″ فتات”
مجموعة قصصية – دار الفارس للنشر والتوزيع عام
1999
تفاصيل صغيرة-مجموعة قصصية- دار أزمنة 2007
5 فرح مشروخ-مجموعة قصصية- دار أزمنة 2007
ليل آخر”مجموعة قصصية – دار فضاءات للنشر والتوزيع.2012
ذكرى الغريب”-دار أطلس /القاهرة 2013
“لمن أهدي أزاهير العيد؟” – دار فضاءات للنشر والتوزيع 2013.
“أحلام متأخرة” عن الدائرة الثقافية لأمانة عمان الكبرى.
“لأنكَ حِبري وبوحي”نصوص نثرية – دار فضاءات 2015-
“بين بكاءين”مجموعة قصص قصيرة جدا-دار فضاءات للنشر والتوزيع -2015
“ليت للبحر لسانا يحكي” مجموعة قصصية – دار فضاءات للنشر والتوزيع-2017
إصدارات مشتركة:
مُختارات من القصة الأردنية-منشورات وزارة الثقافة – س2008
أفق النوارس-مجموعة قصصية مشتركة – دار جان للنشر – ألمانيا.
من الرحم المتكلم للصحراء – قصص مترجمة لأديبات أردنيات
اختيار وترجمة: رلى قواس.
أزهار متفتحة- مجموعة قصصية مترجمة –سعيد الخواجة
أختارت وزارة التربية الجزائرية مقتطفات من مقالة “أسرى الشاشات” للكاتبة لتكون ضمن منهاج اللغة العربية للسنة الرابعة متوسط.
حصلت على العديد من الجوائز الأدبية والتربوية منها:
جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي/ المعلم المتميز 2014.
مهرجان البجراوية للإبداع الثقافي النسائي العربي الأول -القصة القصيرة – الخرطوم – 2005
الحارث بن عمير الأزدي-ملتقى بصيرا الثقافي –الطفيلة2007-المركز الأول في القصة القصيرة.
ناجي نعمان الأدبية العالمية- جائزة الإبداع-جوائز من خارج المسابقة للعام 2007.
أفضل مجموعة قصصية عربية من مركز عماد قطري للتنمية الثقافية-القاهرة.2012
دار جان للنشر في ألمانيا-2012
محمد طملية افضل مقالة صحفية عربية-صحيفة العرب اليوم 2012
نازك الملائكة- القصة القصيرة-وزارة الثقافة العراقية 2012
شهادة تقدير عن قصة “تصريح صحفي” في مسابقة جليل القيسي للقصة العربية2009-
شهادة تقدير من “مركز التفكير الإبداعي للتنمية الذاتية والبشرية “-2007
شهادة تميز في مسابقة “الأم نهر عطاء”من ملتقى أدباء الحرية عن قصة “وجه”
بعض الملتقيات المُشارك بها:
مهرجان البجراوية للإبداع الثقافي النسائي العربي /2005في ،السودان.
ملتقى عمان الثاني للقصة القصيرة 2010-.والرابع 2015 والخامس 2017
ملتقى فضاءات للإبداع العربي 2012 و 2018
ملتقى ساكب الثقافي الدّولي 2018
الملتقى الثامن للقصة القصيرة جدا –حلب-2010.
البريد الالكتروني: [email protected]
متى بدأت الكتابة ؟
في مرحلة مبكرة وأنا على مقاعد الدراسة؛ كنتُ أكتب الموضوعات المطلوبة في حصة التعبير أو الإنشاء كما كنا نسميها باهتمام واستمتاع وسلاسة، وبدأتُ خلال هذه المرحلة تجربة الكتابة الحرة بأن أكتب لنفسي وأعبر عمّا يجول في خاطري وأحتفظ بالأوراق مثل حرز ثمين، عندما أعود للقراءة تعجبني جملة هنا و أعدّل بأخرى هناك وأبحث بإلحاح عمن يستمع لي وغالبًا ما كانت أختي التي تكبرني بعام هي المستمعة المواظبة على سماع خواطري، وبدأت محبتي للكلمة وتعلقي بالكتاب أثناء العطل الصيفية للمدارس حين كانت وسائل الترفيه محدودة والشاشات محصورة بالتلفاز بقناتين اثنتين فكان الكتاب هو سفينة الإبحار نحوعوالم الخيال والمعرفة والحياة، وكانت القراءة هي بساط الريح الذي يكسر الأفق المغلق، ويزينه بشموس الأحلام، لكن الكتابة الناضجة بمعنى اتخاذ جنس أدبي والكتابة والنشر به بدأتْ في مرحلة الدراسة الجامعية حين بدأتُ في كتابة القصة القصيرة المتضمنة العناصر الفنية لهذا الفن الأدبي الأقرب إلى نفسي مستعينة بطبيعة دراستي وتخصصي في اللغة العربية وآدابها و في ظلّ وجود أساتذة رعوا إبداعي وآمنوا بموهبتي منذ البداية وقدّموا لي النقد والنصيحة القيّمة منهم أساتذتي: د. خالد الكركي ود.صلاح جرار .
كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟
إجابتي عن هذا السؤال المهم ستكون عبر إيراد فقرات مقتطعة من موضوع كتبتُه حول مرحلة الطفولة ودورها في تشكيل الوعي وتأثيثه: “لم تكن الطفلةُ التي أيقظها العطشُ ذات صباح عمر بعيد تدري أنَّ تلك الساعاتِ الفارغةَ والمكدسة في النهار هو نبع عمرها، وأنَّ الوقت الذي حدستْ أنه يتسرب من بين قبضتها الصغيرة هو عنوان لمستقبل حين هربتْ من ألعابها الصغيرة البسيطة مثل الحجلة والكمستير التي كانت نقيةً من ملوثات التكنولوجيا وسحر وأسر الشاشات إلا من نصف ساعة الأطفال التي كانت تبثها المحطة الوحيدة المتاحة آنذاك وهي شاشة التلفزيون الأردني التي بالكاد كانت تنجو بها من تسلط أخوتها الأكبر باعتبارها الصغرى في العائلة، لتنعم بمتابعة متقطعة ل “ساندي بل” و”الليدي أوسكار” وتسافر في الخيال مع” السندباد “و لتصطدم بوقت تمل فيه سريعا حيثُ لا خيارات متاحة، حين خطرَ ببالها أن تتسلق صعودا من “المجلى” واتكاء على نافذة المطبخ وتعلقا كبندول الساعة وصولا الى كوة في أعلى الجدار هي “السدة” والتي ستفتح نافذة فسيحة سيسرقها لألوانه وحروفه وعوالمه الى الأبد .
كنتُها تلك الصغيرة الحالمة حين تسلقتُ السدة، وعثرتُ على مخزن الكتب والمجلات التي كان الوالد -رحمه الله- يودعها هناك لضيق المكان وكثرة عدد أفراد الأسرة والاكتظاظ الجميل والحميم الزاخم بالتفاصيل الصغيرة والاحتفاء بالقليل وصنع الفرح من ظلال الخيال، فبدأتُ بالقراءة لاكتشفَ كيف تمضي الساعات كأنها ثوانٍ، وكيف يغيبُ المكان وكيف تتهجأني الحروف اذ أتهجأها،وتتعثر الحواس بأولى خطى المعرفة، كنت اقلِّبُ الكتبَ الادبيةَ ،وأصافح للمرة الأولى المجلات العريقة منها” العربي” و”المختار”، وأتابع الهروب من قعر الواقع إلى غنى الخيال، وآفاق الحلم، واجنحة البوح وسحر البلاغة ،وأحلقُ مثل ساحرة صغيرة على جناح مكنسة منسية عثرتُ عليها في زاويةٍ مغبرةٍ.
تلك حادثةٌ مفصليةٌ صغيرة وقتها لكنها باتت الأهم لأنها ساهمت في بناء بنية ثقافية خارج الكتب المدرسية وسطوة التلقين، وتحولتْ بعدها عادةُ التسلق والقراءة الى برنامج ممنهج أهربُ إليه من فراغ العطلة الصيفية الطويل،وأتابع القراءة والاطلاع ،لم أكن أدري أنَّ هذا الفراغ الفقير هو ثراء، ولعلي أتساءل الآن،:هل الآفاق الموصدة دون جيلنا والفرص الفقيرة لقضاء الوقت كان ثراءً آتياً؟ وهل الشاشات الفاغرة فاها للوقت مثل جائع في الزمن الحالي هي ثراء حقيقي أم فقر ملون أم ضجيج يسرق هدأة الحياة ؟”
من كان يدعم ويؤازرك حتى وصلت الى ما هي عليه الآن؟
داعمي الأول هو والدي” نجيب يوسف البيروتي” -رحمه الله – الّذي كان محبًا للأدب، قارئًا واسع الثقافة والإطلاع، يحفظ آياتٍ من الكتاب المقدس والشعر والنوادر الحكم ويرددها على مسامعنا في الجلسات العائلية، وحين بدأتُ الكتابة اعتاد أن ينثر فرحه حولي ويحيطني بأمنياتٍ دافئة، و كان يقتطع ما أ نشره في الصحف المحلية ويحتفظ به في سجلٍ خاص، وكان للمكتبة التي حرص على اقتنائها وللمجلات الثقافية التي يبتاعها شهريا دورٌ في إثراء قراءاتي و تشجيعي وصقل موهبتي .
ما المحرّك الأكبر في أعمالك؟
الرغبة في البوح بلوني الداخلي الحقيقي بعيدًا عن صدأ وتآكل الواقع. الكتابةُ شكلٌ للإحتجاج ورغبة في ترميم قبح العالم ،وصرخة بلا صوت، وهندسة للواقع وفق تشكيل جديد أكثر جمالا وإنسانية ، هي محاولة متواصلة لتأثيث الروح من خواء ثقل الوجود !
ما هو الحلم الذي يراودك؟
أحلم بألا أتوقف عن الحلم !
كيف ترين تداخل الأجناس الإبداعيّة في المنتج الإبداعيّ العربي؟
ثمة فوضى غير خلاقة وسيل من النتاج المتسرع لكن الزمن كفيل بغربلة المنتج الإبداعي وفصل الجواهر عن الحجارة. والتجريب أمرٌ صحي شرط ألا يشوبه الإستعجال واللهاث وراء الألقاب الأدبية .
لمن تقرأ الكاتبة حنان بيروتي؟
اقرأ النص الذي ينجح في إقناع ذائقتي بصرف النظر عن الكاتب .
ومن هم الكتّاب والرّوائيون الذين أثّروا في توجّهها الأدبيّ؟
تأثرتُ في بداياتي بكثيرين منهم :جبران خليل جبران وغادة السمان وغسان كنفاني والمنفلوطي وغيرهم .
ما هو الجديد القادم حنان بيروتي ؟
كتابة تشبهني دون مواربة .
كلمة أخيرة لقراء النشرة الدولية.
شكرًا على الإهتمام والمتابعة. أتمنى لكم التوفيق .