رسالة إلى مجلس الأمة الأردني… نواب وأعيان يفتقدون لجينات القوة والحق
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تصيبنا الدهشة مما يحصل في مجلس الأمة بشقية النواب والأعيان، ويصبنا الخذلان من قرارات تجانب الصواب والمنطق وحاجة المجتمع، وتصيبنا الصدمة من فقدان بعض الأعضاء لجينات القوة والحق بإعاقتهم للمشاريع الوطنية بالتسويف والمماطلة، ويصيبنا القهر وهم يُسارعون لتصنيع قرارات لا تتناسب مع قيمنا وحاجتنا، مستفيدين من موهبتهم في البلاغة والتمثيل، ليدعوا أنهم يعملون لحماية مستقبل الأجيال وفي ذات الوقت يغرقونهم بالديون بفضل قرارات لا تُفيد الوطن، متناسين أن المطلوب أفعال لا أقوال.

ان أهم واجبات مجلس الأمة الموازنة بين مصالح الشعب وخلفيتهم الحزبية وحاجاتهم الشخصية، ووجب عليهم أن يتمسكوا باستقلالية الفكر والخوف من فقدان المسلك الأخلاقي النابع من العمق الثقافي الأصيل، وأن يضعوا أنفسهم مكان المواطنين، لمعرفة حجم الفوائد والخسائر التي يتعرض لها محدودي الدخل والفقراء والأغنياء من كل قرار، وعليهم أن يتصفوا ويتجملوا بالصدق في السريرة والعلن، وعليهم وقف الثورات المتمردة التي يقودها مراهقو السياسة والتشريع، وأن يتمسكوا بالتفكير العميق العادل والأبتعاد عن سطحية الفكر وعشوائيته.

لقد ثبت أن العديد من أعضاء مجلس الأمة يعانون من ضعف التقمص العاطفي، الذي يساعدهم على معرفة هموم الشعب، في مجالات البطالة والصحة والتعليم والحياة الكريمة، لذا عليهم التخلص من مشاعر الرضا الذاتي والبحث عن تجاوز الرؤى المحدودة، وعليهم صناعة قوانين تتناسب مع الواقع الحالي والمستقبل لأن الحياة ستفرز مشكلات جديدة، وندرك أن هذه الصناعة عملية معقدة بسبب التوازنات المطلوبة، بالحفاظ على حقوق الأغنياء والفقراء على حد سواء، وعليهم عدم تميع القرارات والحد من تنفيذها، وهذه أخطاء كارثية تخلق الإرباك للشعب وحينها سيكون مجلس الأمة في مهب الريح، وسيقللون حينها من قيمتهم أمام أنفسهم وأمام الشعب في حال الفشل بصناعة الحاضر والمستقبل.

لقد كافح الشعب الأردني طويلاً وخاض المعارك الحربية والسياسية والإقتصادية، وتحمل خيبات الحكومات وصمت النواب والأعيان، والتزم بالقواعد الحكومية والأخلاقية والمجتمعية من أجل تقليل حجم الأضرار، والتي يدفعها الشعب دوماً بحفاظه على القوانين وتنفيذها، حتى غدا الشعب لا يشكو ولا يتألم، وإن تألم فبصمت حتى لا يظهر بصورة الضعيف فيشمت به الآخرون، فهذا الشعب يدرك عظمته وتاريخه ويعلم ان حاضره ومستقبله في خطر، وأن المتربصون به كُثر لذا على مجلس أُمته أن يكون درع متين بقوانين ناظمة وأن لا يكون كبيت العنكبوت.

Back to top button