أرامل الإنترنت* فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

يبدو هذا المصطلح غريبا جدا عند سماعه للمرة الأولى، فالأرملة هي من توفي زوجها في الواقع.. فكيف إذن تترمل المرأة بالإنترنت؟

إن برود المشاعر واختفاء العلاقات الزوجية والأسرية يؤديان إلى وفاة الزوج نفسيا أو معنويا أو حتى جسديا، حيث يبقى الزوج خلف شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة وغرف الدردشة المظلمة لفترات طويلة باحثا عن عالم افتراضي يعيش فيه واقعا آخر مع نساء افتراضيات يحكي همومه الحياتية ومشاكله مكونا له بيتا آخر وحياة أخرى تبعده عن أسرته وزوجته وأبنائه، فانشغال الزوج مع هذه الآلة الصماء التي لا روح لها يؤثر تأثيرا سلبيا على الأسرة كلها، فتموت العواطف أو تصاب بالبرود وتصبح الأسرة مفككة ويدفع الأبناء ثمن نزوات الآباء وتطغى العدوانية على الحياة الزوجية وقد تصل إلى تبادل الاتهامات والشتائم بين الطرفين.

وقد قام عالم النفس الأميركي في جامعة ستانفورد البروفيسور (فيليب زيمباردو) بدراسة المشاكل التي تنجم عن هذه الظاهرة في الحياة الأسرية لبعض العائلات التي زارته لمساعدتها في حل مشاكلها بسبب إدمان أحد الطرفين على الإنترنت فوجد أن هذه المشاكل قد تتسبب في وجود أبناء في هذه الأسر يعانون الفشل في حياتهم الاجتماعية، حيث تنقصهم أبسط مهارات التعامل الحياتية.

إن إدمان استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بطريقة سلبية يؤثر على الترابط الأسري ويؤدي إلى تفكك الأسر وموت المشاعر بين أفرادها وكذلك مع الأقارب والزيارات العائلية.

كما أن هذا الإدمان يؤدي الى الاضطرابات في السلوك لوجود هؤلاء الأشخاص في عالم افتراضي غير واقعي فينعزلون عن أفراد أسرهم ويظهر الجفاء وتتفشى الأمراض النفسية مثل الانطوائية والقلق النفسي.

ليس ذلك فقط بل إن إبحار الأبناء في هذا العالم الافتراضي والتعمق فيه وقضاء وقت أطول معه يجعلهم ينسون ويهملون المسلمات والثوابت الأساسية في المجتمع.

وقد يسبب العديد من مقاطع الفيديو التي يدمن عليها أفراد الأسرة سواء الأبناء أو الزوج أو الزوجة عنفا ومخدرات وسرقة وسلبيات أخرى تؤدي في الكثير من الأحيان إلى تقمص الأبناء لهذه الشخصيات والانحدار إلى الهاوية، وهناك العديد من حوادث القتل لمراهقين سببها إدمان الشبكة العنكبوتية.

إن للإنترنت أو الشبكة العنكبوتية أهمية كبيرة جدا في حياتنا وبكل المجالات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، التعليم والتجارة والبحث عن فرص وظيفية وهي وسيلة اتصال ممتازة تربط العالم كله كقرية صغيرة إذا أحسن استخدمها.

فلنخلق مساحات حوارية مع أفراد أسرنا ونخصص لهم الوقت الكافي للالتقاء بهم والاستماع إليهم وتربيتهم تربية صالحة وتنمية مهاراتهم الاجتمـاعية محافظين بذلك على روح الاسرة الواحدة السليمة.

عن الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى