حكومات وبنوك مركزية مرتبكة* زيان زوان
النشرة الدولية –
خلال الأسابيع الماضية أربك المركزي الأمريكي الأسواق بغموض نواياه حول سعر الفائدة على الدولار ما بين رفعها وعدمه ومتى . وبينما رفع المركزي البريطاني الفائدة على الإسترليني ، خفض المركزي الصيني الفائدة على عملته ، وأبقى المركزي الأوروبي على سعر فائدة اليورو دون تغيير ليحافظ على انطلاقة الإقتصاد الأوروبي ، ما عمّق إرباك الأسواق . لكل من هؤلاء بنوك مركزية وحكومات واقتصادات أوضاع خاصة ، أفقدتها قدرتها على الإجماع على سياسة محددة . فمثلا ، بينما يشهد سوق العقار الأمريكي والبريطاني نشاطا استثنائيا ، يتعثرمثيلهما الصيني ، بينما الأوروبي يسير بهدوء حذر. كذلك ، تؤثر الكورونا على جميع الإقتصادات ، باختلالات أسواق العمل وخطوط التجارة العالمية وسلاسل التزويد وارتفاع حاد لأسعار مصادر الطاقة وتراجع أرباح البنوك الكبرى ، وبينما يتعرض بوريس جونسون لضغوط زملائه المحافظين ومنافسيه العمال ، ويتعرض بايدن لتحديات ترامب والجمهوريين ، ومنافسة تيارات حزبه الديموقراطي ، ما أفشل خطط إنفاقه الضخمة وهوى بشعبيته ، ويخيف حزبه من خسارة الإنتخابات نصف السنوية نهاية هذا العام ، يتعرض ماكرون لمنافسة من كل الجهات ، وتتحسس الإدارة الألمانية الجديدة طريقها خروجا من عهد ميركل.
لذلك ، ستواصل أسعار النفط والذهب التحفز للإرتفاع ، ويستمر الدولار مقاوما التراجع ، وأي رفع قريب لسعر الفائدة عليه سيكون بضغط إدارة بايدن السياسي ، كلّ هذا يعطي القيادة الجديدة للبنك المركزي الأردني فرصة استثمار الإرتباك الحالي لتعزيز نشاط اقتصادنا ومتابعة برامجه التيسيرية التي نفذهّا ، وترتيب أوضاعه الداخليه ومساعدة الحكومة في مواجهة ارتفاع فاتورة النفط وتجنب أي إجهاض للنمو القلق.
https://www.facebook.com/100002170460402/posts/4725680014180967/?d=n