بومبيو.. واغتيال سليماني!* رجا طلب
النشرة الدولية –
يمكن القول ان مايك بومبيو هو الرئيس الفعلي للولايات المتحدة، فقد كان مديرا للمخابرات المركزية وهو الان وزيرا للخارجية وهو الاقرب لترمب والوحيد في ادارته القادر على قول «لا» للرئيس، كما ان بومبيو هو من رشح وزير الدفاع الحالي مارك اسبر، و بومبيو يملك خلفية عسكرية واستخبارية لا يستهان بها فهو المتدرب في الاكاديمية العسكرية الاميركية في «ويست بوينت» كما كان عضوا مهما في لجنة الاستخبارات في الكونغرس، وخلال تلك السنوات الطويلة كانت العقيدة الامنية لبومبيو تتمثل في (أن ايران هي العدو الاستراتيجي لواشنطن)، وحتى بعد اسقاط نظام صدام حسين وبلورة الاتفاق التاريخي بين واشنطن وطهران في عام 2003 عبر الفصائل الشيعية وقتذاك حزب الدعوة والمجلس الاعلى بزعامة باقر الحكيم والقائم على التقاسم الوظيفي بين البلدين، تمسك بومبيو بذات العقيدة وبدأ يصارع من أجل دفع واشنطن لتقليم اظافر ايران وهي محاولات تبناها الكثيرون في مفاصل المؤسسات الامنية الاميركية الا انها لم تجد القبول المفترض وتحديدا في فترة سطوة نظرية «الفوضى الخلاقة» لمستشارة الامن القومي كوندليزا رايس ونظرية (الشرق الاوسط الجديد) عام 2004 التي استمرت بعد ذلك متمسكة في نظريتها كوزيرة للخارجية خلال كامل الرئاسة الثانية لبوش الابن، وتبناها الرئيس اوباما لاحقا وان لم يعلن عن ذلك.
كان تشخيص بومبيو خلال تزايد موجة الارهاب في العراق والمنطقة ان ايران هي من تقف وراء القاعدة وبعدها داعش وكان يبحث دائما عن ذلك الرجل المسؤول المباشر عن ادارة اعمال تلك التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا، لاحقا توصل الى ذلك الشخص الذي كان يقرأ اسمه على ورق البنتاغون او الخارجية او الاستخبارات المركزية، انه قاسم سليماني ذلك الرجل الذي جرى التفاهم معه بعد 11 سبتمبر عام 2001 عبر نائب وزير الخارجية الاميركية وقتذاك «ريان كروكر» من اجل السيطرة على تنظيم طالبان بافغانستان وتم تشخيصه بانه «القنبلة الموقوتة» التي يمكن ان تقتل الاميركيين في العراق او في اي مكان اخر في الشرق الاوسط او العالم.
بومبيو الطموح وجد فرصته في الخلاص من سليماني بعد الهجوم الذي قام به الحشد الشعبي ضد السفارة الاميركية في نهاية العام الماضي، وحسب المعلومات فقد اقنع ترمب بالقرار الذي كانت ادارتا بوش الابن واوباما ترفضان اتخاذه خوفا من رد الفعل الايراني، حيث كان السبب الرئيسي في اقناع ترمب هو عدم تكرار ما جرى في القنصلية الاميركية في بنغازي عام 2012 والتى قتل فيها السفير كريستوفر ستيفنز، وعدم تكرار ما جرى بالسفارة في طهران عام 1997.