روسيا وضعت كاميرا بغرفة نوم ناشطة سياسية أشهراً عديدة
النشرة الدولية –
بعد عام من وضع الناشطة الروسية، أنستازيا شيفتشينكو، رهن الإقامة الجبرية في منزلها، اكتشفت أنه تم تثبيت كاميرا تجسس في غرفة نومها، وصورت كل شيء سرا طوال شهور.
وعرض عليها المحققون اللقطات.
وتتضمن اللقطات صورا لها بملابسها الداخلية، سُجلت أثناء سعي المحققين للحصول على أدلة تدينها بنشاط سياسي يجرمه القانون.
وقد أعربت عائلتها، التي سُجلت محادثاتهم أيضا، عن غضبهم إزاء ما سموه بـ”خطوة دنيئة للغاية” من جانب السلطات.
وشيفتشينكو، البالغة من العمر 40 عاما، ممنوعة من التواصل مع العالم الخارجي من شقتها السكنية، في مدينة روستوف الجنوبية على نهر الدون.
وتقول ابنة الناشطة، فلادا، إن والدتها عرفت من المحققين في الخريف الماضي أنهم تنصتوا على شقة الأسرة، عندما قدموا لها نسخا من تلك التسجيلات مصحوبة بتعليقات مكتوبة.
وكتبت فلادا إلى بي بي سي: “بعد ذلك، وفي الشهر الماضي، عرض عليها المحققون صورا، وأدركت أنهم كانوا يصورونها أيضا”.
وأضافت: “من الصور، أدركنا أنهم ثبتوا الكاميرا على جهاز تكييف الهواء، مقابل سرير أمي”.
وكتبت فلادا، التي تحتفظ بمدونة سجلت فيها تجربة عائلتها، على فيسبوك إن الكشف عن هذا التجسس “أمر مهين. نعم، بالنسبة للرجال الذين يحملون رتبا على أكتافهم”، في إشارة إلى قوات الأمن.
وأعربت تمارا غريزنوفا، والدة شيفتشينكو، التي تعيش مع ابنتها وطفليها، عن انزعاجها من عملية التجسس.
وقالت تمارا لبي بي سي: “هناك صور لها وهي ترتدي فقط حمالة الصدر، كما يظهر الأطفال في الصور أيضا. إنه أمر بغيض حقا”.
وتضيف: “هناك تسجيلات صوتية ومرئية لكل محادثاتنا. الآن يعرضها المحققون على أنستازيا، لكي تؤكد أنها صحيحة. لم نتوقع أبدا أن ينحدروا إلى هذا المستوى”.
أكد محامي العائلة، سيرغي بادامشين، أن الكاميرا قد تم تثبيتها سرا في منزل العائلة في خريف عام 2018 ، بتفويض من محكمة محلية.
كما وضعت الشرطة شيفتشينكو تحت المراقبة خارج شقتها.
واتُهمت في وقت لاحق بعضوية “منظمة غير مرغوب فيها”، بموجب قانون صدر عام 2015، بسبب صلتها بمجموعة أسسها رجل الأعمال ميخائيل خودوركوفسكي، وهو منتقد شرس للكرملين.
وسخر بادامشين من نتائج عملية التجسس، التي استمرت لخمسة أشهر، ووصفها بأنها “بلا جدوى”، بالنظر إلى كون الأدلة على أن نشاط موكلته يمثل “تهديدا للأمن القومي والنظام الدستوري” هي حضور مؤتمر لحقوق الإنسان، ومظاهرة مصرح بها في الشارع.
لكن التدخل في أكثر شؤون شيفتشينكو خصوصية هو ما أزعج أسرتها.
وأشارت تامارا إلى أنه “كان بإمكانهم وضع الكاميرا على الطاولة. لكنهم وضعوها فوق سرير أناستازيا”.
في هذه الحالة، كانت عملية المراقبة جزءا من تحقيق جنائي، تصل العقوبة، في حالة الإدانة بالاتهامات الناتجة عنه إلى السجن لفترة تصل إلى ست سنوات.
لكنها تعكس ملامح لحظات سابقة مزعجة في السياسة الروسية.
وتقول ناتاليا بيليفينا، من حزب بارناس المعارض، إن “اكتشافك وجود كاميرا في غرفة نومك لعدة أشهر أمر أكثر من صادم”.
في عام 2016، تم بث لقطات صورت بطريقة سرية لها في السرير مع رئيس الوزراء السابق، ميخائيل كاسيانوف، على التلفزيون الوطني كجزء من حملة تشويه.
وقالت لبي بي سي: “تشعر أنك منتهك وحقك مسلوب”، معتبرة أن القرار في قضية شيفتشينكو له دوافع أخرى، تتجاوز جمع الأدلة.
“إنها الضغوط النفسية التي يحاولون ممارستها، فضلاً عن الخوف من أن يحدث هذا الأمر، مع أعضاء آخرين في المعارضة”.
وانتقلت عائلة شيفتشينكو أخيرا من مكان إقامتها، لكن تمارا غريزنوفا تقول إنهم فعلوا ذلك مع شعور بعدم الارتياح.
وتضيف: “الآن نحن نفكر دائما، ربما تكون كاميرا مثبتة هناك. لقد تمكنوا من تثبيتها في السابق، فمن يدري؟ كيف يمكننا أن نكون مطمئنين؟”.