“عابرُ الدَّهشة” مجموعة شعرية جديدة للشاعرة اللبنانية “ندى الحاج”
النشرة الدولية –
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة اللبنانية ندى الحاج، بعنوان: “عابرُ الدَّهشة”، وفي مجموعتها التاسعة هذه، تمنحُ الشاعرة ندى الحاج الشعراءَ أحقيَّةَ إعادة صُنعِ العالم، بعد خرابه، أو ربما بعد طوفان قادم، تُصبح على إثره الأرض زرقاء، ويعود فيه الحب، بصفته عابراً للدَّهشة وصانعاً لها: سيُعيدُ الشعراء خَلْقَ العالم، وتفرحُ الأرضُ بالزُّرقة/ ويسيرُ الحبُّ في طريقِهِ من المنبعِ وإليه/ طائراً عابِراً للدَّهشة.
بالحروفِ، تلك الكائناتُ الصغيرة، بأرواحِها الكبيرة وقدرتها على تفكيك أسرار الكون، تكتبُ ندى الحاج، بالغموض الذي يفتح أبواباً عصية، في قصائد ومقولات المتصوِّفة، بما يُضيء العتمة، ويجعلُ اللَّيل ضميراً غائباً في كلامِ النَّهار، في الضمائر حين تتلبَّس ببعضها، كأجساد تستحيلُ أرواحاً شقيّة، وللجُمل حين تتقمّص معانيها أن تُمسي قصائد حيّة، نقرأ سيرورتَها على صفحات هذا الكتاب، كما نقرأ سيرورة النجوم في مجرًة أيامنا الفانيات.
تستند الشاعرة، على جدران صلبةٍ، لتدخل في دوامةٍ لذيذةٍ من البوح الصّافي، إذ تسبقُ قصائدَها عتباتٌ لمن سكنوا في قلبِ العاصفة، عاصفة السؤال واللغة، وحيرة الإنسان وكينونته، من شعراء يتقدّمهم طيفُ الأب في صورٍ شتّى، ومتصوِّفة وعشّاق وحيارى ودراويش ومجانين، كانت لهم ميزةُ الإصغاء لهذا الكون. جاء في إحدى العتبات، لأنسي الحاج “لم أرَ أوضح من أحلامي”، ولنا أن نتساءل، نحنُ الذين تعجننا الآلة كلَّ يوم، كيف للرِّقة أن تكون حلماً واضحَ الملامح، شرساً في طريقه إلى التحقّق؟
عن الشاعرة
ندى أُنسي الحاج شاعرة وصحافية، مواليد بيروت. صدر لها: “صلاةٌ في الرّيح” 1988، “أناملُ الرّوح” 1994، “رحلةُ الظِّلِّ” 1999، ّكلُّ هذا الحبّ” 2001، “غابةُ الضوء” 2002، بخِفَّةِ قمرٍ يهوي” 2006، “أثوابُ العشق” 2010 (تُرجِم إلى الإيطالية، وصدر عن دار النشر “إنترلينيا”، وإلى الفارسية)، “تحتَ المطرِ الأزرق” 2015.
تُرجمت بعض قصائدها إلى الإنكليزية، ونُشرت في أنطولوجيا شِعريّة بعنوان “شِعرُ نساءٍ عربيَّات” أعدَّتها الباحثة والشاعرة الفلسطينية ناتالي حنظل. أيضاً تُرجمت قصائدها إلى الفرنسية والإسبانية والألمانية.
مقتطفات من كتابها
في المنارةِ وتَد
وفي الوتَدِ مِشْكاة
وفي المِشْكاةِ زيت
في الزيتِ نقطةٌ تصلُني بالأكوانِ الذائبةِ فيكَ
عرفتُ أني سأعرفُكَ
ولمْ أعرفِ الصدقَ إلَّا في المعرفة
عرفتُ أني سأحِبّ
ولم أحبّ إلَّا في المعرفة
عرفتُ كلَّ ما عرفتُ، لأني صدَّقتُ
وفي الصدقِ تستوي المعرفةُ في الدائرة
ويستوي الحبُّ في النقطة.
نقلاً عن جريدة “النهار” اللبنانية