اوجعهم انسحاب الحريري؟
بقلم: الإعلامية أماني نشابة
النشرة الدولية –
بدا أن إعلان سعد الحريري، الوريث السياسي لرفيق الحريري، بخطاب مقتضب من بيروت٬ ينسحب هو وعائلته وتياره السياسي٫ تيار المستقبل٬ من الحياة السياسية.
ما فعله بسحب قيادة السُنّة السياسية من اللعبة أوجع بقية اللاعبين، لأنه وضع على الطاولة قضية ”الهوية الوطنية للبنان“ كما تأسست عام 1920 وبلورها الاستقلال عام 1943، وظلت طوال كل تلك العقود تستجرُّ حروباً أهلية تتوالد وهو يدير اليوم ظهره لتلك الزعامة.
وعلى الرغم من التمهيد له ومن توقع نوع من التراجع السياسي للحريري غير أنه أحدث، بأقل تقدير، خضة كبيرة بشكل أساسي لدى الطائفة السنية.
زعيم السنّة السياسية في لبنان، سعد الحريري، يعرف جيّداً المثل الذي يقوله أهل مدينة صيدا (حيث وُلد أبوه) بلهجتهم الخاصة، ويقصدون به ”إذا كان لا بدّ لكَ من توجيع أحد، فليكن ذلك بقسوةٍ تجعلُكَ لا تخشى انتقامه“.
عندما أراد الحريري إيذاء الذين ناهضوه أو خذلوه أو وشوا به، اكتفى بالانسحاب من اللعبة إيماناً واحتسابا بأنها في ذلك ستخرب؛ فخروج السُنّة السياسية الآن، ولو مؤقتاً، من التركيبة التي بُني عليها ”لبنان الكبير“ قبل مئة سنة، لن يهدم المعبد المحلي على رأس قاطنيه فقط.. تداعياته الإقليمية جاءت سريعة ومتزامنة.
بهاء الحريري، كان أكد على ان الحريرية مستمرة على نهج الشهيد رفيق الحريري، وهو في ذلك يؤكد على الاستمرارية، وانه اي تضليل او تخويف من فراغ على أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط اعداء الوطن فما بالكم التخويف بالفراغ في اكبر طاىفة في لبنان التي لي شرف الانتماء اليها.
أحد أكثر الباحثين الأكاديميين دراية وموضوعية، كان لخّص أزمة الهوية الوطنية اللبنانية بأنها سردياتٌ إرسالية أقنعت كثيراً من اللبنانيين بأنهم ضحايا الدين والمذاهب، وخلقت انقسامات ترسخت بحروب موسمية مدمرة.
الكثيرين من الطامحين بوراثة الشيخ، سعد الحريري، هم نفسهم من الذين يحاولون ملء فراع تركه للمشهد الانتخابي والسياسي، من أبرزهم الذين كان عقدة لهم قبل أن تفضي الخلافات مع نهج سعد إلى ابتعادهم والاشتباك السياسي،الحريرية هي قصة طويلة باقية سواء ان كانت سعد او بهاء فلاثنان على نهج الرفيق ابناء الشهيد رفيق الحريري ما بيترك لبنان موجودين معكم وسوف تستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري” الذي اغتيل في عام 2005.عائلة الشيهد لا ولن تتفكك، بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن المحتل.”بعد مش ماشي الحال لبنان منذ اغتيالك يا رفيق ” بعدك يا رفيق اصبح مشاهد الحياة اليومية في لبنان توحي للأسف بآفاق لا تسعد القلوب، فمحلات المجوهرات والمصارف باتت مقفلة، فيما اكتسحت الشوارع بالفقراء ومتسولون جدد، كانوا إلى وقت قريب منهمكين في عملهم وفي حياتهم الأسرية العادية. فقد انهارت الطبقة الموسطى ودفع العوز بالكثيرين إلى حافة المجتمع هذه الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد نحتاج قدرة الهية لانعاش روح الرفيق في كل سياسي لوعي الضمير لانقاذ لبنان من المستنقع الذي لا ينتهي من أفرز نظاما اقتصاديا غير قابل للحياة وبات على وشك لانهيار. فهل يتفكك لبنان؟ كابوس بات للأسف أقرب للواقع أكثر من أي وقت مضى “نحن بحاجة اليوم إلى الشهيد، خصوصا بظل هذه الأزمات (..) لا أحد قادر على إنقاذنا غيره”.
“لبنان كان بعز بسبب حكمته، وهو خسارة لنا ونحن لم نصل إلى ما نحن اليوم إلا بعد رحيله”.