حزب الله والانتخابات.. معضلات ثلاث
بقلم: هتاف دهام

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

لا يرى حزب الله سببا لتأجيل الانتخابات، فهي محطة ضرورية لإخراج لبنان من انسداد الأفق الذي وصل إليه. ولأنه لا يريد  تكرار أخطاء انتخابات العام 2018 وتقاطعا مع استراتيجيته الواضحة للمحافظة على الأكثرية النيابية، بدأ التحضيرات للاستحقاق أيار  منذ أشهر وعلى نار هادئة.

لا يعاني حزب الله من حيث المبدأ، من تعقيدات انتخابية تتصل ببيئته الحزبية أو المؤيدة، لكنه يواجه تعقيدات من ناحية العلاقة مع حلفائه، ومدى نجاحه في التوفيق بينهم.

المعضلة الأولى التي يوجهها الحزب مردها العلاقة المتوترة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر،  فكيف سيدير الحزب اللوائح التي من المفترض أن تضم الحليفين معا في الوقت الذي لا يتركان مجالا للمواجهة إلا ويخوضانه.  هذا هو حال اللوائح في دائرة بعبدا- عالية، دائرة بيروت الثانية، دائرة جزين – صيدا، دائرة زحلة، دائرة جبيل، ودائرة البقاع الغربي. ومن المتوقع أن يخوض حزب الله مفاوضات شاقة مع الحليفين للتوفيق ما أمكن بينهما وإذا تعذر ذلك في بعض الدوائر فسيكون الحزب أمام معضلة الاختيار لصالح أحد الحليفين، كما حصل في العام 2018 في دائرة جزين عندما اختار حركة أمل، وذاك المشهد قد يتكرر  في أيار العام2022.

المعضلة الثانية تتمثل بمناخ الاعتراض الشعبي الكبير الذي يتعرض له مرشحو حركة أمل وترجمة ذلك عبر اتساع دائرة الانكفاء بين الناخبين ونية شرائح واسعة العزوف عن التصويت لهذا التحالف، دون أن يعني ذلك أن هذه البيئات تأخد موقفا معاديا من المقاومة،  خاصة في ظل الأجواء التي تسربت في الأيام الماضية  وتعكس نية الحركة بعدم إجراء تغييرات ذات معنى في أسماء المرشحين.

المعضلة الثالثة تتصل بحالة التيار الوطني الحر في الأوساط الشعبية المسيحية والإسلامية على حد سواء،  والتي باتت تعاني من تراجع لا يمكن نكرانه وهو ما يدركه مسؤولو التيار البرتقالي جيدا رغم الخطاب الإعلامي المكابر، الأمر الذي يعني أن التيار يحتاج إلى رافعة حقيقية ومؤازرة في كل الدوائر التي يخوض فيها مرشحوه الإنتخابات، علما أن فعالية الحزب للمؤازرة معدومة في المتن الشمالي( الشيعة في المتن  الشمالي محسوبون على حركة أمل)،لكنها قادرة على أن تؤدي دورا ما في دائرتي زحلة، وجبيل – كسروان، علما أن الحزب لن يكرر خطأ العام 2018، وسوف يرشح شخصية تتوافق مع اعتبارات التيار البرتقالي ولا تشكل له حرصا في “مجتمعه المسيحي” في جبيل.

الأكيد، أن الاتصالات الانتخابية بين حزب الله وحلفائه تجري على قدم وساق وهي تناقش أصغر التفاصيل ومن المفترض أن تتبلور وجهة التحالفات كلها وأسماء المرشحين  قبل نهاية الشهر الجاري طالما أن مهلة إغلاق باب الترشيحات تنتهي في 15اذار المقبل، علما أن قرار الرئيس سعد الحريري وتياره الانكفاء شكل هدية غير منتظرة هبطت من السماء على شخصيات سنية عديدة محسوبة على فريق 8 اذار  وتدور في الفلك السوري، في بيروت والشمال، لأن القرار المستقبلي سيترك فراغا وارتباكا في دوائر عديدة سيتقدم هؤلاء(حلفاء الحزب في الوقت نفسه) لملئها والاستفادة منها، مع الإشارة في هذا السياق، إلى تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر امس أن الكلام عن أن انسحاب تيار المستقبل سيفتح الباب أمام التطرف مبالغٌ فيه”.

رغم تخوف حزب القوات اللبنانية من أن يفاجئ التيار الوطني الحر الجميع باقتراح قانون لاعتماد الدائرة 16 الخاصة بالمغتربين من خلال تعديل القانون النافذ، على أن يمهد لذلك بتسوية بين الحركة والتيار العوني، إلا أن المناخات العملية على الأرض وتحديدا عند الحزب تشير إلى أن التحضيرات  تجري على أن الانتخابات ستجري في موعدها وفق القانون الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى