مرزوق الغانم ابن لدولة لا تنجب إلا الرجال* مجيد عصفور
النشرة الدولية –
يعبر مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي في مواقفه العروبية عن الشعوب العربية كلها لا عن الشعب الكويتي الذي يمثله فقط، والذين يحيون مرزوق الغانم يحيون من خلاله الكويت واميرها وشعبها.
من يعرف مواقف الكويت التاريخية من قضايا الامة لا يستغرب مواقف مرزوق الغانم فهو وان كان له من اسمه نصيب فانه نتاج دولة انتهجت الفكر وحرية الانسان منذ نشأتها فكانت الصحافة الكويتية رائدة وقائدة على مستوى العالم العربي وكان البرلمان الكويتي في طليعة البرلمانات التي تمثل الشعوب تمثيلا حقيقيا وفوق ذلك وقبله كان حكام الكويت مع امتهم داعمين للعرب بسخاء ومدافعين عن الحق العربي دون حساب غير مكترثين لقيود المصالح التي تكبل كثيرين غيرهم ولم تكبلهم يوماً.
قبل ثورة التكنولوجيا التي اتاحت تواصل الشعوب اينما كانوا بسهولة ودون كلفة كبيرة، كنا نطل على العالم العربي من خلال مجلة العربي التي كانت تصدر من دولة الكويت، تلك المجلة التي لم تكن تمجد الكويت من الغلاف الى الغلاف كما تفعل كل المجلات والصحف التي تصدر عن الدول وبتمويل منها، كانت العربي مجلة المواطنين العرب وليس الحكام العرب، كانت تنشر الفكر والثقافة، تقرأ فيها مقالات وابحاثا باقلام مفكرين واعلاميين عرب من اقصى الشرق الى اقصى الغرب وكانت تنقل الينا بالصورة والتحقيق حياة مدن وبلدات عربية تعرفنا من خلال صورة وقلم اوسكار متري وسليم زبال على عادات وثقافات العرب في اماكن لم نكن نعرف عنها شيئا واحيانا لم نكن نعلم اين تقع.
وبعد ذلك جاءت عالم المعرفة التي كما هو اسمها حملت الينا اعلى المعارف والعلوم وحركت مداد الاقلام العربية عبر حوارات عميقة.
الكويت التي سامحت وتسامت على الجرح لانها تؤمن ان العروبة تستحق الغفران وانها مهما قست في لحظة طيش لا بد من العودة الى الحضن العربي.
حياك الله ايها الغانم فقد رزقك الله رجاحة عقل وسداد رأي رفعت بهما رأس امتك وشعبك الذي انجبك.
نقلاً عن جريدة “الرأي” الأردنية