ماذا أعددنا لـ كورونا؟* فاطمة ناصر العازمي
النشرة الدولية –
يختلف تصنيف الأزمات في العالم حسب طبيعتها أو نوعها، ولا شك أن العالم حاليا يواجه أزمة صحية عالمية بتفشي فيروس كورونا المستجد 2020/2019 والذي يسمى كذلك «فيروس ووهان»، وبداية انتشاره كانت في منتصف ديسمبر 2019 في هذه المدينة التي تقع في وسط الصين، وأطلق عليه اسم nCOV 2019.
ويصاب المريض به بالتهاب رئوي حاد قد يؤدي إلى وفاته، ومازال العلماء يطورون لقاحا مضادا لهذا الفيروس الشديد العدوى والانتشار، فالوفيات سوف تتجاوز الألف والإصابات تقترب من 40 ألفا، وقد أجلت العديد من دول العالم رعاياها المتواجدين في الصين وبعض الدول ومنعت السفر إليها لتفشي المرض هناك بسرعة كبيرة جدا.
إذن، نحن نواجه أزمة صحية حقيقية فهل تم التجهيز الصحيح والسريع لذلك؟
وماذا اتخذت دول مجلس التعاون (بشكل خاص) من إجراءات احترازية ووقائية حيال ذلك؟
هناك العديد من الجاليات الصينية التي تعمل بها ورجال الأعمال المرتبطين بأعمال كثيرة والمتواجدين بها، أضف إلى ذلك حجم التبادل التجاري الكبير بينها وبين الجمهورية الصينية من بواخر تجارية وغيرها.
ليس ذلك فحسب، بل هناك تبادل ثقافي وعلمي، فلدينا كدول مجلس تعاون طلبة علم مبتعثون إلى الصين ولدينا عمالة صينية بأعداد كبيرة، إضافة إلى الوفود الرسمية من تلك الدول إلى الصين.
لقد ظهرت حالات الإصابة بهذا الفيروس القاتل في بعض دول مجلس التعاون، فهل تم وضعنا بالصورة بشكل يومي؟
وهل تم بث رسائل إعلامية ويومية للتعريف بهذا الفيروس وطرق الوقاية منه بكل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء؟ وتزويدنا بالتطورات أولا بأول؟
لقد اقترب شهر رمضان الفضيل والذي اعتدنا أن نقوم أثناءه بزيارة بيت الله الحرام معتمرين كل عام، كما اقترب موسم الحج والذي يتوافد فيه الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء فريضتهم، فهل تمت مراعاة ذلك؟
إن هذه الأزمة العالمية الصحية لن تنتهي في غضون أيام أو أسابيع، فالوفيات تتزايد والإصابات مستمرة بشكل يومي، ونحن نواجه أزمة صحية حقيقية، ولو دخلت حالة واحدة الكويت (لا سمح الله) لانتشر الفزع والهلع بين الجميع، ناهيك عن الإشاعات الكثيرة والمخيفة.
أتمنى أن يتم اتخاذ إجراءات احترازية فعالة على المستويين الرسمي والشعبي في دول المجلس لمواجهة هذه الحالة من المعنيين سواء في القطاعات الصحية أو غيرها وأن يتم بحث كل المستجدات لهذا الفيروس القاتل وتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهته وبذل المزيد من الجهد لمنع وصوله لدول المجلس وتشديد الرقابة على منافذها، وضرورة تفعيل دور الإعلام الصحي في كل وزارات الصحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
نقلاً عن جريدة “الأنباء” الكويتية