مرزوق.. وغانم* رشاد ابو داود

النشرة الدولية –

لم تعد الطرق كما كانت. كل شيء تغير. كما الخرائط ستتغير. وان اردت شيئاً من واشنطن فعليك المرور بتل أبيب وأن تلتقي أو تستقبل نتنياهو حتى بدون «استخارة»!

ها هو نتنياهو بمباركة ترامب ينفذ صفقة القرن و يعد خارطة «اسرائيل الجديدة» لتشمل الأغوار والمستوطنات والقدس والجولان. ولن يستغرق الأمر طويلاً، كما قال في تجمع انتخابي في مستعمرة معاليه أدوميم.

ووفقاً لعقلية الرئيس الأميركي وصهره كوشنر ستمنح اسرائيل «جائزة « باعتبارها قبلت ونفذت الصفقة اما الفلسطينيون فلن يحصلوا على شيء طالما هم يرفضون وطالما أن بعض العرب صامتون مستسلمون وفي الخفاء موافقون.

السفير الأميركي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان جاء «يكحلها عور عينها» اي الصفقة. ففي محاولة اظهار حيادية واشنطن قال أمس إن اتخاذ تل أبيب خطوات أحادية لضم أراض بالضفة الغربية قد يؤدي إلى خسارتها دعم الولايات المتحدة لتلك الخطط.

وكتب فريدمان على «تويتر» «رؤية الرئيس ترمب للسلام هي نتاج أكثر من ثلاث سنوات من المشاورات الوثيقة بين الرئيس ورئيس الوزراء نتنياهو وكبار المسؤولين في البلدين».

وأضاف «على إسرائيل أن تستكمل عملية رسم الخرائط في إطار لجنة إسرائيلية أميركية مشتركة. أي إجراء من جانب واحد قبل استكمال العملية من خلال اللجنة سيهدد الخطة والاعتراف الأميركي».

أي أن أطراف الصفقة هما: أميركا و اسرائيل !! أين اذن الطرف المعني بالقضية، صاحب الارض؟؟

الصفقة كلها مبنية على مصلحة اسرائيل فهي تمسخر القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شعب فقير يريد أن يعيش، فقط يعيش. ومن هنا جاء عنوان خطة كوشنر «السلام من أجل الازدهار». ولم تتطرق الى الاحتلال أوالتهجير أو الاعتقالات، او المعتقلين والأسرى أو اللاجئين المهجرين منذ نكبة 1948.

كل ما يهم كوشنر و فريق ترامب أن يتم تجاوز القضية الفلسطينية التي يشهد أهلها أطول احتلال في التاريخ المعاصر، واعتبارها مسالة هامشية، الى اعتراف وتعاون المحيط العربي والاسلامي بالكيان الصهيوني. وللاسف يلقى هذا الطرح قبولاً من بعض العرب.

الخطوة التالية في صفقة القرن، وهي قريبة،عدوان على غزة لنزع سلاح حماس التي تعتبرها واشنطن وبعض العواصم «ارهابية»، وهو ما اعلن عنه صراحة أمس وزير الحرب الصهيوني نفتالي بينيت وتهديده بضربة «قاتلة» ضد قادة حماس. وكلمة قاتلة هنا تعني اغتيال عدد من قياديي الحركة في غزة.

أما الشعب العربي فقد تحدث باسمهم مرزوق الغانم رئيس مجلس الامة الكويتي في المؤتمر الاستثنائي للبرلمانيين العرب الذي عقد مؤخراً في العاصمة عمان. وكان أبلغ رد إلقاءه أوراق ما يسمى صفقة القرن في مزبلة التاريخ.

مرزوق الغانم الكويتي العربي الأصيل تحدث باسم كل عربي وطني شريف. وكما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات «مرزوق الغانم يمثلني» فانني اقول مثلهم «مرزوق الغانم يمثلني». ولن يضيع حق وراءه مُطالب. وليس أولئك الذين يطلبون ود نتنياهو وترامب!.

نقلاً عن جريدة “الدستور” الأردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button