الرياضة الأردنية من الإنتماء إلى المال.. السلة أنموذج!

النشرة الدولية –

صالح الراشد –

انتقلت الرياضة الاردنية من الواجب الوطني إلى البحث عن المال، لتتراجع الروح القتالية والرغبة بالفوز بعد إنتقالها من جيل البحث عن الإنجاز بأقل التكاليف إلى جيل المال، الباحث عن الظهور والإبهار في ظل نشاط إعلامي روج للباحثين عن المال على أنهم أبطال خارقين، وتناسى الإعلام الأجيال السابقة والتي سبقت دموع لاعبيها عرقهم في حالتي الفوز فرحاً والخسارة ألماً، ولم يبحث جيل العظماء والعطاء في شتى الألعاب الرياضية عن المال كنتيجة حتمية بل بحثوا عن صناعة البسمة على الشفاة العاشقة للوطن، ولا أقلل من وطنية الجيل الجديد، لكن الرغبة بالمال فاقت كل شيء.

وظهرت الصدمة الحقيقية في لعبة كرة السلة، فبعد جيل المقاتلين الذي ضم مراد بركات، سمير نصار، عماد السعيد، جمال البحيري، ينال قناش، هلال بركات، ناصر بشناق، مروان معتوق وغيرهم الكثير، وتبعهم جيل الوسط من اللاعبين الذين ارتضوا بالقليل لأرتداء قميض الوطن، ثم جاء جيل البحث عن المال بعد إدخال الإحتراف على اللعبة، لتتغير المفاهيم حتى ان بعض اللاعبين كما وصفهم عضو اللجنة المؤقتة عمر شقم في مقابلة تلفزيونية لا يلعبون بإسم الوطن، ويشترطون ويتفاوضون مع اللجنة المؤقتة للحصول على مبالغ مالية كبيرة للعب بإسم وطنهم أو لن يشاركوا وسيظلون مع أنديتهم، ورغم قساوة الكلمات وصعوبتها إلا اننا لم نجد رد فعل مناسب من اللجنة المؤقتة أو اللجنة الأولمبية تجاه تجار الوطنية.

وأتذكر هنا حين أراد أحد الأندية التنمر على إتحاد كرة القدم بسحب لاعبيه من المنتخب، جاء الرد الصاعق من الأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد، ليصدر قرار بشطب أي لاعب يرفض أن يُمثل المنتخب، وهذه الحادثة كنت شاهداً عليها في تدريب المنتخب على ملعب كلية التربية الرياضية، وبعدها لم يجرؤ أي ناد أو لاعب على التنمر وممارسة الضغط على الإتحاد، وهذا يعني ان على اللجنة المؤقتة لكرة السلة أن تكون واضحة وتعلن اسماء من يتفاوضوا معها لتمثيل المنتخب، وأن تفرض عليهم أقسى العقوبات حتى تستعيد كرة السلة طريقها الصحيح وتعود لعبة الإنتماء لا لعبة البحث عن المال.

لقد ساهم اتحاد سلة سابق واللجنة المؤقتة بمساعدة اللاعبين على التنمر لمجرد قبولها بالتفاوض معهم، وهي حالة ليست بالجديدة حين طالب أحد اللاعبين بالحصول على خمسة وعشرين ألف دينار لأجل المشاركة في بطولة الملك عبدالله، ونشاهد التنقل بين الأندية حسب المبالغ المدفوعة، مما يُشير إلى أن الولاء أصبح يقاس بقيمة الشيك الذي يصدره النادي للاعب، وهنا نشعر بأن اللعبة فقدت جزء كبير من قيمتها كواجهة مشرفة للرياضة الاردنية بوصولها لكأس العالم مرتين، فهل نجد قانون ثابت تصدره اللجنة الأولمبية بمحاسبة من يرفض إرتداء قميص الوطن، أم سيبقى الحال كما هو عليه.؟

زر الذهاب إلى الأعلى