ماذا يريد مقتدى الصدر من المتظاهرين العراقيين؟
النشرة الدولية –
في ظرف قرابة شهر واحد، أصدر مقتدى الصدر، أربعة قرارات متتالية لأتباعه تجاه المظاهرين، كل منها يناقض ما يليه. ما دفع مراقبين بنعته بـ”محب المتناقظات”.
في منتصف يناير الماضي، كتب الصدر، رسالة إلى المتظاهرين في العراق، يطالبهم فيها بالاستمرار في “محاربة الفساد والاحتلال”، وهي رسالة كانت صريحة منه لتأييد المظاهرات في قراية 10 مدن عراقية.
لكن “سند” الصدر للمتظاهرين لم يدم طويلا، فبمجرد تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة، سارع في الثاني من فبراير الجاري، لمطالبة ميليشياته المعروفة باسم “القبعات الزرق”، إلى الوقوف مع القوات الأمنية ضد المتظاهرين ومنع أشكالهم الاحتجاجية.
لكن عقب سقوط ضحايا وقتلى في صفوف المتظاهرين بسبب اعتداءات مسلحة لميليشيا الصدر “القبعات الزرق” وضغط إعلامي صاحب ذلك، قرر الصدر في الـ 11 فبرابر حل ميليشياته “القبعات الزرق”. التي كان يستقوي بها ضد المتظاهرين.
وقراره الرابع، دعوته السبت، مرة أخرى لدعوة أتباعه إلى المشاركة في التظاهرات وتقديم الدعم للمواكب الخدمية في سبيل “استمرار الثورة بمسارها السلمي”.
هذه التقلبات السريعة في دعوات الصدر إزاء المتظاهرين، تارة معهم، وتارة أخرى ضدهم، بل وقتلهم على يد ميليشياته، تطرح تساؤلاً واحداً وهو: ماذا يريد الصدر من المتظاهرين؟
المحلل السياسي العراقي، باسل الكاظمي، يجيب على السؤال في حديث مع موقع “الحرة”، بكون كل ما يريده الصدر من المتظاهرين، هو “استعمالهم” بشتى الأوجه، تارة معهم وتارة ضدهم، لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بتياره.
وقال: “ما يريده الصدر من المتظاهرين، هو الحصول على مكاسب في حصته الوزارية المقبلة، ورفع عدد حقائبه الوزارية والمناصب الخاصة، عبر استغلال المتظاهرين، مرة بترهيبهم ومرة بترغيبهم”.
ولفت الناشط السياسي إلى أن الصدر “خسر الجزء الأكبر من شعبيته وجماهيريته إبان انتفاضة أكتوبر، وهو يحاول قدر الإمكان ان يستعيد جزءاً من هذه الشعبية، لكنه مخطئ لأن الوعي الجماهيري تجاوز الصدر وأمثاله”.
وتفسيرا للتناقضات الحاصلة في تعامله مع الحراك، قال: “ليس غريبا على الصدر هذه المواقف فقد تعودنا على تصريحات وبياناته المتناقضة والتي تعبر عن عمق الأزمة التي تعيشها تيارات الاسلام السياسي، واليوم في ظل الصراع على تشكيل حكومة علاوي وإصرار جميع الأطراف على أخذ حصة في هذه الحكومة”.