انتهى البيان
وفاء أخضر
النشرة الدولية –
انتهى البيان
أحمل حزنا.. عديدةٌ أسبابُه، عظيمةٌ أسبابه، تافهةٌ أسبابه…
كيف أنجبْتُ في عالمٍ كهذا ولعالمٍ كهذا؟!
رغم كلّ شيء تجزعني جدّا فكرة الانفصال عن هنا
وتحملني على السّكون والسّكينة…
أعدو إلى حدائق المقابر وأرفع قدمي وأرفع يدي
وأرفع رأسي
وأقهقه دون خجل أو وجل
فلتنزلقْ منّي الحياة
ولتقبِضْ يدَك
وليفرّ منّي أولادي
ولينعتني زوجي بالرعناء
ولأمت في قلب كلّ هذي الحشود
لستُ وحدي… مات ذاك الشاعر
بعد أن تيقنّ أنّ لا أحد يراه
ما القصد؟ ما الغاية؟
ما المعنى؟ ما المغزى؟
خبز حرّية حب
قبلة وأغنية وسفر…
٠ليتك حلما أو بعض حقيقة أو مجرّد عابر جسد…
قل شيئا ما تشعر به
حتّى أكرهك أو أحبّك
حتّى لا أتحوّل مجرّد امرأة عادية لا تفكّر بالرّقص عارية، ولا بالتمرّد حتّى الانتحار…
اتتهى البيان
انتهى الهذيان
لا تبكي أو ابكي طويلا
واحملي طاحونة هواء
وابني لكِ سقفا من شمسٍ ومن لامبالاة
كلُّّ الغباء يتأتّى من التوقّعات
انتهى… البيان
انتهى… الانتظار والسؤدد والخجل
أثنان ثمّ اثنان…
واحد أحد
واحدٌ الله
واحدٌ إبليس
واحد حزني
واحد موتي
واحد عمري
واحد
قلبي
انتهى البيان
انتهى أوان السّلام
يا عقلي ويا أمسي ويا حاضري
ويا أنا
يا صخرةً على قلب آسيا
وفي حضن سيزيف
يا تعاستي المؤجّلة منذ أولّ العمر
لن أتثاءب أو أصرخ
لن أثور ، لن أعترض ولن أهدأ
هذا العالم غبيٌّ كثور
عليّ أن أفعل شيئا ما حتّى لا أبكي… أو لا أتصدّع…
لا أستطيع أن أحبّك…
اغمرني من خلف
وقل: ” انا أحبّك جدا…”
“العالم مكان جميل ويستحقّ الدفاع عنه”
أَغمضْ عينيّ وارمِِ فوق جسدي غير البضّ
رغبةً بيضاء…
لا أنسى ذاك الضوء الذي غمر عينَ أبي لحظة غاب…
