سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل أعمال الحفر أسفل القدس المحتلة لبناء مدينة متكاملة (مرفق صور)

النشرة الدولية –

بهدف “بناء مدينة كاملة متكاملة أسفل البلدة القديمة للقدس المحتلة”، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود أعمال الحفر التي لا تنتهي.

فمنذ احتلالها للقدس الشرقية عام1967 ، تسعى إسرائيل إلى العثور على رابط تاريخي لها في المدينة، يعزز روايتها القائلة بـ”أحقيتها بالسيطرة على المدينة التاريخية”.

ويقول الفلسطينيون إن الحفريات التي تتم بشكل سري، مستمرة في كل مكان أسفل البلدة القديمة، تهدف إلى اقامة مدينة تحت الأرض “بحيث تمشي فيها ولا ترى عربياً ولا حتى أشعة الشمس”.

ويرمي الإسرائيليون من وراء تلك المدينة إلى تقديمها كمعلَم يهودي تاريخي يعود إلى آلاف السنين ويضمّ المتاحف والكنس اليهودية والقاعات.

ويمتد أحد الأنفاق التي أنشأتها سلطات الاحتلال من الشرق حيث باب السلسلة (أحد الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى) حتى الغرب حيث باب الخليل (أحد أبواب البلدة القديمة).

وتتركز تلك الحفريات في الفترة الحالية بحسب مراقبين، في منطقة باب السلسلة، القريب من حائط البراق الذي يعتبره الإسرائيليون أحد أجزاء هيكل سليمان.

وقال خليل التفكجي، مدير مركز الخرائط في بيت الشرق إن “البلدة القديمة للقدس تشهد حفريات في أسفلها بهدف تهويدها وطمس الطابع العربي والإسلامي فيها”.

وتبلغ مساحة البلدة القديمة للقدس نحو900  دونم، يعيش فيها 30 ألف فلسطيني ونحو 4 آلاف إسرائيلي، وتضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وتحتضن الجزء الأكبر والأهم من معالم ورموز وآثار القدس التاريخية.

ومع بداية فصل الشتاء الحالي، أخطرت تل أبيب 22 عائلة بإخلاء منازلها في حوش النيرسات في باب السلسلة إثر التشققات والتصدعات فيها بسبب الحفريات الإسرائيلية أسفلها. ورفض أفراد تلك العائلات إخلاء منازلهم بسبب تخوفهم من منعهم من العودة إليها وإسكان المستوطنين مكانهم.

ويطالب الفلسطينيون بوضع حد للأسباب التي تؤدي إلى التشققات في منازلهم بسبب الحفريات بدل دعوتهم إلى إخلائها في ظل ما يصفونه بـ”سياسية الطرد” التي تتبعها إسرائيل ضدهم. لكن عائلتين اضطرتا خلال الأسابيع الماضية إلى إخلاء منزليهما في قناطر خضير بسبب الانهيارات الأرضية فيهما جراء الحفريات.

​​​​​​​من جانبه، قال المختص في شؤون القدس فخري أبو ذياب إن “منازل حوش النيرسات تعود إلى العهد المملوكي”، مضيفاً أن “تلك المنازل أصبحت معلقة بالهواء”.

وأشار إلى أن “آلاف الأطنان من الأتربة والصخور أُخرجت من أسفل تلك المنازل”، مضيفاً أن “إسرائيل ترفض السماح لمنظمة اليونسكو والحكومة الأردنية بتفقد تلك الأنفاق”.

ويملك عماد اسحق أبو خليل محلاً تجارياً في باب السلسلة يعمل حالياً على تحويله إلى مطعم بعد توسيعه من ستة أمتار إلى ثلاثمئة متر، لافتاً إلى أن إسرائيل تمارس معه أسلوب الترغيب والترهيب لطرده من محله. فبعد فشلها في إقناعه ببيعه بمبلغ31  مليون دولار أميركي، باتت تفرض عليه معوقات شتى لمحاولة إفشاله في فتح مشروعه الجديد. وأضاف أن منزله الذي ورثه عن والده الذي اشتراه قبل 80 سنة وقف إسلامي يُحرَّم بيعه.

ويشكو أبو خليل من قلة دعم السلطة الفلسطينية للمقدسيين، قائلاً إنه لا يرى منها سوى الشعارات التي تدّعي المحافظة على القدس وتعزيز صمود أهلها فيها.

ويقع محل أبو خليل التجاري على بعد ثلاثة أمتار من حائط البراق الذي يعتبره اليهود أحد أقدس الأماكن الدينية لديهم.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى