الإنتخابات درزياً: جنبلاط يتراجع… أرسلان في خطر وحظوظ وهاب معقولة
بقلم: غادة حلاوي
النشرة الدولية –
نداء الوطن –
كل الأحزاب من دون استثناء مأزومة انتخابياً، ان في ما يتعلق بالتحالفات او الترشيحات او الاثنين معاً. وخلافاً للعادة لم يبادر اي حزب بعد الى تسجيل أسماء مرشحيه رغم ضيق الفترة المتبقية لمهل تقديم الترشيحات والتي لا تتجاوز الشهر تقريباً. ولا يشكل الحزب «الاشتراكي» استثناء. أوضاعه الانتخابية لم ترسُ على صيغة نهائية بعد. المعلومات الاولية تفيد ان تغيّراً سيطرأ على أسماء ممثلي الحزب، بحيث سيعاد ترشيح النائب المستقيل مروان حمادة، والنائبين الحاليين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، فيما لا نية للنائب المستقيل هنري حلو في الترشح مجدداً، وفي نية وليد جنبلاط ترشيح السيدة حبوبة عون من الدامور.
وليس أفضل حالاً رئيس الحزب «الديمقراطي» طلال أرسلان الذي لم تبلغ مباحثاته مع رئيس حزب «التوحيد» وئام وهاب و»التيار الوطني الحر» النتيجة المرجوة بعد بخوض المعركة في تحالف واحد. تواجه القوى الحزبية الدرزية التقليدية مخاضاً صعباً انتخابياً حيث التنافس في ما بينها سيكون قاسياً. في معقله الرئيسي في الشوف تكمن معركة جنبلاط الانتخابية في عدم السماح بخرق محتمل لرئيس «حزب التوحيد» وئام وهاب أو أي مرشح حزبي آخر. يريد خوض المعركة للفوز بالمقعدين الدرزيين وتحسين حظوظ حزبه درزياً، فيما لا يشكل الاقليم همّاً ثقيلاً عليه، لوجود ذاك الامتداد الدرزي مع السنة. النائب الكاثوليكي في الشوف نعمة طعمة يرفض الترشّح مجدداً او ترشيح نجله يوسف ما يعني غياب اي مرشح كاثوليكي، ما يعزز احتمال ان يضحّي جنبلاط بهذا المقعد فيتدرّج باهتمامه انتخابياً لتأمين المقعدين الدرزيين ثم المقعد السني ويترك المقعد الكاثوليكي للقوات لرغبته في الفوز بكتلة متنوعة.
في عاليه لدى «الاشتراكي» حاصلان وكسر. بالنسبة للمرشح المسيحي لم يحسم بعد «الاشتراكي» بالتوافق مع حليفه القواتي مرشحه. فهل يمنحه الماروني مقابل الارثوذكسي ام العكس؟ بسهولة يمكن لـ»الاشتراكي» ان يؤمن الفوز بالمقعد الدرزي واذا اراد التركيز على المرشحين الدرزيين فيشكل ذلك خطراً على رئيس «الديمقراطي» طلال ارسلان. هذه المرة ورغم ان جنبلاط ينوي ترك المقعد الدرزي الثاني شاغراً لارسلان الا ان المعركة ستكون على المقعد الدرزي الثاني في عاليه لسبب وهو ان لـ»الاشتراكي» حاصلين ولـ»القوات» حاصلاً (مرشح القوات نال المرة الماضية اصواتاً تفوق الاصوات التي نالها أرسلان) فضلاً عن كون النائب سيزار ابي خليل، مرشح «التيار»، قادراً على تأمين الحاصل ولذا فان ارسلان يشكل الحلقة الأضعف في لائحة هو رئيسها.
بالإضافة الى ذلك ان وضع «الديمقراطي» الذي يرأسه ارسلان يشهد استقالات في صفوف المحازبين وتململاً داخلياً، ما يهدد مقعده من قبل مرشح المجتمع المدني الذي يعني نيله حاصلاً انتخابياً تهديداً لوضع ارسلان، ولذا فهو يلوح بمرشحه الارثوذكسي أملاً في ان يترك «الاشتراكي» المقعدين الدرزيين شاغرين لضمان نجاحه وهذا صعب لأن «الاشتراكي» هو من اكبر القواعد الدرزية في عاليه. تعد بعبدا دائرة الثقل المسيحي، لـ»الاشتراكي» فيها 11 الف صوت ولكن المشكلة ان الثنائي لديه مقعدان ومقعد ماروني مضمون الى ألان عون، وهناك المرشح كميل دوري شمعون على لائحة «القوات» التي أعادت ترشيح النائب بيار بو عاصي. اذا فاز حزب «القوات» بمرشحه واعاد حزب «الاحرار» الى الحياة السياسية فالخوف على ترشيح هادي ابو الحسن من مرشح ارسلان او مرشح المجتمع المدني رغم الكتلة الدرزية التي يحظى بها.
في بيروت مقيّد «الاشتراكي» وهامش تحركه ضيّق لوجود غالبية سنية وشيعية. لكن لمقعد بيروت العاصمة رمزيته التي تحتم الفوز به. هنا ايضاً الوضع صعب وهو محور نقاش بين الثنائي الشيعي لرغبة «حزب الله» في عدم ترك المقعد شاغراً لجنبلاط، بينما يصر رئيس مجلس النواب على الاحتفاظ به لحليفه الاقرب. المعلومات المتداولة تقول ان الاتفاق حسم لصالح ترك المقعد شاغراً لـ»الاشتراكي» مقابل مرونته في المقعد الدرزي في حاصبيا، مصادر الثنائي تجزم ان الاتفاق لم يحصل بعد مع استبعاد مراعاة مصلحة جنبلاط. يحاول وائل ابو فاعور الذي يحظى بـ 0.8 لان يكمل حاصله في منطقة راشيا بحليف قوي ولذا يكثف جولاته في المناطق السنية على امل وراثة نسبة من اصوات «المستقبل»، خاصة وان الحليف انطوان سعد لا يعد في خانة الاقوياء او الضعفاء. لا يمكن لابو فاعور التحالف مع حسن عبد الرحيم مراد، وبالكاد يسعى ايلي الفرزلي الى تأمين فوزه لذا ستكون المعركة على مقعد واحد.
طلال ارسلان
بالنسبة لارسلان فهو يسعى الى تبني مرشح من آل الاعور يتأكد فوزه في حال لم يفز هادي ابو الحسن. يعاني ارسلان في بيروت الثانية. يناور بترشيح الوزير السابق صالح الغريب في بيروت كما فعل عام 2018 حين رشح بداية نسيب الجوهري ثم سحبه لاحقاً، لكن، هناك امتعاض حزبي ممن يعتبرون أن الغريب لم يعد الى جانب ارسلان كسابق عهده وباتت له حيثيته وخدماته… ليست المرة الاولى التي تبتعد شخصيات بدأت مشوارها السياسي من دارة خلدة، وتبوأت مناصب وزارية ونيابية وتنتهي على تباعد عنه. وليس معلوماً ما اذا كان القصد من ترشيح الغريب في بيروت المساومة على ترشيح مروان خير الدين في حاصبيا. في راشيا لا مرشح مباشراً لأرسلان وانما هناك مرشح حليف هو طارق الداوود ومعركته اسقاط ابو فاعور لتحقيق فوزه. والنقطة المهمة المتعلقة بترشيحات ارسلان استفادته السابقة من اصوات الحزب «القومي» والتي لم تعد على سابق وضعها بالنظر الى الخلافات التي تعتري البيت «القومي» الداخلي، بحيث لم يعد صوتاً واحداً في الانتخابات خصوصاً اذا امتنع ارسلان عن ترشيح درزي قومي في عاليه. وضع ارسلان لا يحسد عليه فيما تراجع عدد كتلة جنبلاط متوقع اما وهاب فأمامه فرصة الا اذا…
إرباكات انتخابية واشكاليات لا يضع حدّاً لها سوى اعلان الترشيحات التي لا يزال عددها قليلاً جداً ما يشي وكأن الجميع لم ينخرط بالاجواء كما هو مفترض بعد.