تبون: رؤانا والكويت متطابقة عربياً وإقليمياً ودولياً

الرئيس الجزائري أكد لـ «النهار» استعداد بلاده لتطوير علاقاتها مع دول الخليج

النشرة الدولية –

النهار الكويتية –  سميرة فريمش –

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عمق العلاقة التاريخية بين الكويت وبلاده. وقال لـ «النهار» عند لقائه بالجالية الجزائرية المقيمة في البلاد: منذ تسلمي مهامي كرئيس للجزائر تمنيت زيارة الكويت ولقاء الأشقاء هنا، وزيارتي هذه تعبير عن علاقتنا الاخوية العميقة والتاريخية، معربا عن سعادته لاستقبال سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد واستقبال ولي العهد له سمو الشيخ مشعل الأحمد وجميع المسؤولين في الكويت.

واعرب عن سعادته بهذه الزيارة التي أكد أنها ستدفع بالعلاقات إلى الأمام من أجل تنمية العلاقات الاقتصادية منها، مشيرا الى أن العلاقات السياسية بين البلدين متميزة.

يذكر ان هذه المرة الأولى التي يزور فيها تبون الكويت منذ تسلم مهامه في بلده وتعد ثالث دولة خليجية يزورها بعد المملكة العربية السعودية وقطر.

واستذكر الرئيس تبون ما تعرضت له الكويت من ظلم أثناء الغزو ورفضه له وتألمه لما اصاب الشعب الكويتي الشقيق.

كما لفت إلى وقوف الشعب الكويتي مع اشقائهم في الجزائر إبان الثورة التحضيرية، وحث أبناء الجالية على احترام قوانين البلد والالتزام بها.

كما أكد ان السفارة الجزائرية تقف مع كل أبناء الجالية في حال تعرضهم لأي موقف.

تطابق رؤى

واشاد بما طرحته «النهار» من إعلان الكويت وعن لسان وزير خارجيتها الشيخ الدكتور أحمد الناصر عن توجيهات صاحب السمو بدعم قمة الجزائر العربية التي ستعود قبل نهاية هذا العام، والذي يؤكد عمق العلاقات بين البلدين وتطابق الرؤى فيما بينها في العديد من الملفات العربية والاقليمية والدولية.

وكشف انه بصدد طرح مشروع اتفاق مع الكويت لفتح خط تجاري بحري بين البلدين وذلك لتنمية التجارة البينية وايضا تسهيل عودة المسافرين، كما أكد ان فتح خط مباشر بين البلدين يحتاج الى دراسة لأنه يخضع لعملية تجارية بحتة.

وقال قد تمر العلاقات بين الدول بفترة فتور لكن الجزائر مستعدة لتطوير علاقتها مع دول الخليج ومنها الكويت وترحب بالسياح الكويتيين الذين يعرفون تماما الصحراء الجزائرية وكرم أهلها.

وثمن دعم الكويت للجزائر ووجود رؤى متطابقة بين البلدين في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أعرب عن سعادته لحفاوة الاستقبال والتي تنم على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وعن دعوة المستثمرين الكويتيين والخليجيين إلى الاستثمار في بلاده رحب الرئيس تبون بالمستثمرين الكويتيين والعرب وقال الباب مفتوح لهم للاستثمار في الجزائر في جميع المجالات خصوصا منها الصحية والزراعية والصناعية وحتى السياحية والفندقة كاشفاً ان قانون الاستثمار الجديد سيصدر في غضون شهر والذي سيحدد التسهيلات التي تقدم إلى المستثمر العربي والمحلي والأجنبي.

السياحة

ولفت إلى أن قطاع السياحة لا يقتصر فقط على المناظر الجميلة والسلامة التي حبا الله الجزائر بها وإنما يعتمد على إقامة بنى تحتية للسياحة خصوصا العائلية منها.

ورحب تبون بالسياح الكويتيين مؤكدا ان الجزائر بلدهم الثاني وسيكونون بين أهلهم واشقائهم.

وعن سياسة بلده الخارجية قال نحن بلد سياسته الخارجية متوازنة ولا نجنح إلى الحرب مع احد لكن من يعتدي علينا سنكون له بالمرصاد.

وأضاف نحن نريد لمّ الشمل، مشيرا الى أن بلاده وأثناء الأزمة الخليجية وقفت على مسافة واحدة بين الأشقاء ودعمت الوساطة الكويتية وابقت على علاقتها المتميزة مع جميع الدول الخليجية التي وصفها بالشقيقة.

إصلاح

وعلى الصعيد المحلي تحدث تبون عن خطته للإصلاح الاقتصادي، مشيرا الى أن الجزائر البلد الافريقي الوحيد الذي ليس لديه ديون خارجية، مشيرا الى أن طموحه الانتقال من الاقتصاد الريعي للاقتصاد المنتج.

وأكد أن لفئة الشباب والذي يبلغ نسبة 75%من السكان الفرصة الان للقيادة، قائلا انا سلمت الراية للشباب وذلك عن طريق تمثيلهم الجيد في البرلمان، وايضا في المجالس البلدية واتمنى ان يعملوا لصالح البلاد وأن تكون لديهم المصداقية لدى الشارع الجزائري. وأشار إلى أن التضخم الذي تعاني منه البلد نتيجة لارتفاع الأسعار عالميا الا ان الحكومة تحاول توفير ودعم السلع للمواطنين وأن منحة دعم «البطالين» ستكون دعما حكوميا، لافتا الى أن بلاده البلد الافريقي الوحيد على البحر المتوسط من سن هذه المنحة.

واشاد بالدستور الجديد لبلاده واهتمام الحكومة بالمواطن وايضا بالجالية الجزائرية المقيمة خارج البلاد، خصوصا في المناطق التي تكون فيها الجالية موجودة بكثرة، مشيرا الى أن جميع التسهيلات تقدم لأي مستثمر من الخارج وفق القوانين الموجودة.

كما تطرق إلى زيارته إلى الدوحة والتي وصفها بالناجحة جدا داعيا الجميع إلى زيارة بلاده التي ترحب باشقائها العرب، لافتا الى أن الجزائر منفتحة على الجميع.

وكان الرئيس الجزائري قد وصل الى الكويت الثلاثاء وكان في استقباله سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حيث أجرى مباحثات مع سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد امس الأربعاء وبعدها غادر البلاد.

كما التقى أبناء الجالية في قصر بيان حيث دام اللقاء أكثر من 3 ساعات وتبادل الرئيس أطراف الحديث معهم واستمع لانشغالاتهم ومقترحاتهم.

وكانت «النهار» حاضرة اثناء اللقاء وطرحت على الرئيس مقترحات وفرصة اللقاء مرة أخرى حيث رحب الرئيس بذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى