كيف تراجع الأسد عن الاستقالة وما سر الرسالة التي عمقت جراح السوريين.. علاقة سليماني بذلك؟
النشرة الدولية –
كشفت حسن فلارك مستشار قاسم سليماني ومساعده الخاص، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد فكر في التخلي عن السلطة وطلب اللجوء السياسي من أي بلد آخر، لكن رسالة من سليماني أثنته عن هذا الموضوع، وفقاً لما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
تصريحات فلارك هذه جاءت خلال ذكرى مرور 40 يوما على مقتل سليماني في غارة أميركية في العراق، وكشف خلالها أن سليماني أقنع الأسد بالتراجع عن رأيه والاستمرار في الحرب.
وإذ أوضح فلارك أن الأسد كان يتجه لطلب اللجوء الى روسيا، أكد أن سليماني لعب دوراً كبيراً في عدول الأسد عن قراره بحجة أن “خيار إيران الوحيد في سوريا هو الانتصار”، بحسب تعبيره.
مستشار سليماني، وفي ذكرى الأربعين، أعاد التذكير بدور الحرس الثوري الإيراني في العواصم العربية، ولك يخف دعم طهران لميليشياتها، حيث أشار الى أن قوات تابعة لفيلق القدس متواجدة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان ودول في آسيا الوسطى.
ورغم أن فلارك لم يكشف بشكل دقيق عن توقيت هذه الحادثة مقارنة بالأزمة السورية التي استمرت لحوالي 9 سنوات، إلا أن المرجح أن تكون خلال فترة خسارة النظام السوري أمام المعارضة التي سيطرت بداية الأزمة على حوالي 80% من مجمل الأراضي السورية، قبل التوسع الهائل للوجود العسكري الإيراني مطلع العام 2012 عبر الحرس الثوري أو ميليشياته، حيث قدرت منظمة معارضة مجمل قوات النظام الإيراني في سوريا بما يزيد عن 70 ألف شخص، بينهم 20 ألفا من الميليشيات العراقية ومثلهم من الأفغان، إلى جانب 7 آلاف من باكستان، ونحو عشرة آلاف مسلح من ميليشيات حزب الله.
وتشكيل أول ميليشيا عراقية في سوريا كان عام 2012 تحت اسم لواء أبو الفضل العباس بحجة حماية المراقد المقدسة في البلاد، ولاحقاً انضمت أعداد كبيرة من الميليشيات العراقية التي تشكّلت بعد تأسيس الحشد الشعبي في العراق، الميليشيات العراقية لم تكن الوحيدة، فقد تم توثيق مشاركة ميليشيا حزب الله اللبناني في مساعدة النظام على اقتحام المدن والبلدات منذ بداية 2012، ليتحول هذا الوجود إلى العلن في العام التالي، ويتسلم حزب الله قيادة عمليات عسكرية كبيرة في البلاد مثل الحملة على مدينة القصير جنوب غرب حمص، والعمليات العسكرية التي استهدفت منطقة القلمون على الحدود مع لبنان.
وخلال الأعوام التالية، خاصةً مع ارتفاع التوتر حول حلب، برزت جماعات مسلحة شكلّها الحرس الثوري الإيراني من اللاجئين الأفغان في إيران، الذين تم تحويلهم إلى ميليشيا تحمل اسم “فاطميون”.
رغم أن فلارك تحدث عن ثني سليماني للأسد بالانسحاب من المعركة وطلب اللجوء الى روسيا، ولكنه لم يذكر دور سليماني الفعلي الذي لعبه في سوريا، صحيفة واشنطن تايمز، كتبت مطلع السنة الجارية، في تقرير حول دور سليماني في سوريا أن صورا التطقت له وهو يتفقد المدينة التي اشتد حصارها في ذلك الشهر أظهرت إلى أي مدى كانت تريد إيران تمديد قبضتها في الشرق الأوسط.
ساعد “فيلق القدس” بقيادة سليماني القوات الروسية التي كانت تقصف المدنيين في الأحياء الشرقية من حلب “بلا تمييز”.
في الشهر التالي، تحدث المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين عن “مجزرة” ارتكبتها روسيا وإيران والحكومة السورية في المدينة وشبهها بـ”المسلخ”، مشيرا إلى الأطفال الذين قضوا تحت الأنقاض والحوامل اللواتي استهدفهن القصف عن عمد.
اتهم الحسين حلفاء الأسد بارتكاب جرائم حرب، وبالطبع كان “فيلق القدس” ضمن هذ التحالف.
وكذلك، بعد مقتل سليماني اعترف وزير الدفاع السوري علي أيوب بمشاركة فيلق القدس وقائده في مجزرة باب عمرو بحمص.
فيديو مسرب لأيوب اثناء تقديمه العزاء بسليماني في طهران كشف تورط الأخير في قتل السوريين منذ اندلاع الثورة عام 2011 وفقا لتأكيدات أيوب، حيث تم تسوية حي “باب عمرو” بالأرض وارتكبت فيه فظائع ضد السكان لم يسبق لها مثيل.