الرندي: لا بد الاهتمام التربوي بميول الطفل

النشرة الدولية –

شاركت الكاتبة أمل الرندي في المؤتمر العلمي الخامس عشر لأدب الأطفال العالمي، الذي أقيم في جامعة حلوان بمصر، متحدثة عن جهود مختلف المؤسسات الثقافية الكويتية الفاعلة في تشجيع أدب الطفل وجذب الأطفال للقراءة.

وأقيم المؤتمر تحت رعاية د. ماجد نجم رئيس جامعة حلوان، ومساهمة د. منى عطية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وبتنظيم معمل توثيق بحوث أدب الطفل بالمكتبة المركزية لجامعة حلوان، بعنوان: «أدب الأطفال وتعدد الثقافات (محلياً وعربياً ودولياً)».

وتناولت الرندي في مداخلة لها الحديث عن الفضاء الثقافي لأدب الطفل في الكويت، وقد أسست بحثها على البدايات الأولى لنهضة الثقافة بالكويت، ثم استعرضت التطور الثقافي المهم في الكويت، وريادة الدولة على مستويات ثقافية عدة في منطقة الخليج العربي، وتناولت التجارب الرائدة على مستوى المؤسسات الرسمية والخاصة، من أجل خلق فضاء ثقافي ترك أثره المهم في بزوغ أدب الطفل بالكويت.

Image may contain: 2 people, people sitting

Image may contain: 5 people, people sitting, crowd and indoor

وتطرقت للتجارب الأولى لنشوء رياض الأطفال التي تشكل المهد الأول لثقافة الطفل، ولاهتمام وزارة التربية بتطوير هذه الرياض، حتى بلغت اليوم أكثر من مئتي روضة.

وتوسعت الرندي في حديثها حول دور المكتبات العامة في تأسيس عادة القراءة، منذ البدايات الأولى لها مع «المكتبة الأهلية» عام 1923، وصولا إلى مكتبة الكويت الوطنية، إضافة إلى 23 مكتبة عامة في المحافظات، وقد زاد اهتمام المكتبات العامة بكتاب الطفل بشكل متدرج، إلى جانب مكتبات الروضات والمدارس التي تحرص وزارة التربية على دعمها بالكتب والخبرات.

وعرضت الرندي دور المؤسسات الثقافية؛ الحكومية والخاصة، المعنيَّة بأدب الطفل، مفصلة دور كل مؤسسة وأهميتها، والأنشطة التي تقوم بها، في إطار رفع مستوى ثقافة الطفل. كما توقفت عند الدور الذي لعبته مجلات الأطفال بالكويت، ولا تزال تلعبه في تأسيس ثقافة الطفل، ومده بالأفكار والقيم والفضائل، وتشكيل ذوقه الجمالي والأدبي، وتكوين شخصيته.

 

وتطرقت إلى انطلاق مسرح الطفل بالكويت مع رائدة مسرح الطفل في الكويت عواطف البدر، التي كوَّنت أول فرقة مسرحية متخصصة تقدم مسرحيات للأطفال في الكويت والمنطقة، بدءاً من عام 1972، وصولا إلى التجربة التي يقدمها علاء الجابر.

وحول رؤاها حول مستقبل أدب الطفل في الكويت، في ظل اهتمامات الطفل الجديدة بالألعاب الالكترونية التي تستحوذ على اهتمامه، قالت: أتمنى الاهتمام بميول وهوايات الطفل مبكراً، وتعامل الكتّاب مع هذه الميول في مؤلفاتهم، بالإضافة إلى الاهتمام، في كتابة أدب الأطفال، بما يستجد من حياة جديدة للطفل، خصوصاً ما يتعلق بالأجهزة الالكترونية والألعاب التي يمارسها الأطفال، والتركيز على مسألة التوازن في الوقت بين استخدام هذه الوسائل والاهتمام بأمور ثانية مثل القراءة والرياضة والخروج إلى الطبيعة والرحلات، وسوى ذلك من اهتمامات تحفز الطفل على الخروج من الغرف المقفلة، كذلك الوصول بالطفل إلى فهم الطريقة الصحيحة في التعامل مع الألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى يحصد نتائج إيجابية هامة، ونساعده كي يكتشف موهبته ويمارسها ويطورها مبكراً، فلا تضيع أجمل وأهم أعوام عمره هباء.

وتابعت :لا يمكننا في الكلام عن التطلعات إلا أن نتذكر مشروع «تحدي القراءة العربي»، كنموذج يحتذى به في الكويت وسواها من دول المنطقة التي من واجبها أن تقيم مشاريع ثقافية كبرى، حتى لو لم تكن على المستوى العربي، فالكويت تحتاج إلى مشاريع تعزيز القراءة لدى الأطفال الكويتيين والتشارك مع الكتَّاب في خطة شاملة من شأنها أن تنعش القراءة والاهتمام بالطفل واجب محتّم على كل مسؤول يطمح إلى بناء مواطنين صالحين ووطن عزيز وعندما نكتب للطفل كأنما نختار شخصيته، وتلك مسؤولية كبرى علينا أن نكون في مستواها. فقد قال فولتير: «سُئلت عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجبت: الذين يعرفون كيف يقرؤون».

وختمت الرندي لا بد من القول إن الاهتمام التربوي بميول وهوايات الطفل مبكراً، وحرص الجميع على توفير البيئة المناسبة للطفل في البيت ورياض الأطفال والمدرسة، ودعم مجلات الأطفال وورش العمل ومشاريع القراءة وحتى الألعاب الالكترونية الهادفة كلها عناصر تساهم في إغناء أدب الطفل ورفع مستواه فالطفل هو العنوان الأول والأخير للمستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى