بالصور عباس داخل حسن في مجاورة ثقافيّة في العاصمة الأردنية
النشرة الدولية –
جاور الأديب العراقيّ المهجريّ عباس داخل حسن الأديبة الأردنيّة د. سناء الشّعلان في العاصمة الأردنيّة عمان في مجاورة ثقافيّة تفاعليّة لمدّة شهر بدعوة رسميّة من مكتب الشّعلان لحسن لهذه المجاورة.
وهي مجاورة ثقافيّة إبداعيّة إعلاميّة لها تمخّضتْ عن سلسلة من النّشّاطات والاستضافات الثّقافيّة والفكريّة المشتركة للشعلان وحسن لتبادل خبرات تجربتهما المختلفة في تفاصيلها وخصائصها وإحداثيّاتها.
وقد قدّم عباس في مجاورته هذه شهادات إبداعيّة ونقديّة من تجربته الخاصّة، كما قدّم رؤيته الخاصّة للتّجربة الإبداعيّة للسّناء الشّعلان. إلى جانتب استضافته من قِبَل الكثير من المحافل الإبداعيّة والعلميّة والأكاديميّة والإعلاميّة الأردنيّة والعراقيّة في استضافات إبداعيّة وفكريّة وسياسيّة، والتقى بالكثير من المبدعين والأكاديميين والإعلاميين الأردنيين والعراقيين.
وقدّم كلّ من الشّعلان وحسن للجمهور العربيّ لقاءات إعلاميّة تكرّس تجربتهما وآراء كلّ منهما، وعبّرا فيها عن رؤيتهما للحياة والأدب والإنسان والحياة.
وعن هذه المجاورة الثّقافيّة قالت د. سناء الشّعلان: “تهدف هذه المجاورة إلى خلق جو إبداعيّ تشاركيّ في بيئة واحدة لمدّة من الوقت ضمن فعاليات ثقافيّة وإعلاميّة وفكريّة واجتماعيّة مشتركة لأجل خلق تجربة إبداعيّة تبادليّة قادرة على إنتاج عمل إبداعيّ بخصائص مشبّعة بتجربة الآخر وأفكاره وأدواته الإبداعيّة، كما هي إطلالة على المشترك بيني وبين عباس داخل حسن في تقاطعات الزّمان والمكان والظّروف والذّاكرة والحاضر.
وهي مزيج متناقض من أشياء مختلفة؛ فهي متعبة ومضنية من جهة، كما فيها دهشة الاكتشاف الكبير وتبادل الأصدقاء والشّركات والمواقف من جهة ثانية، وهي إغراق في تجربة الحياة بكلّ تفاصيلها ومجاهيلها وأسرارها من جهة ثالثة. وهناك مخطّط مشروع لتوثيق هذه المجاورة في كتاب مشترك بيني وبين الأديب عباس داخل حسن، وأتمنى أن يرى النّور في القريب المتاح.
وقال عباس داخل حسن عن هذه المجاورة الثّقافيّة: “أقول وبصراحة وموضوعيّة أنّ الأردن قفز قفزة كبيرة ومهولة في مجال العمران والبُنى التّحتيّة واستخدام التّكنولوجيا. عدتُ إلى الأردن بعد 28 عام من مغادرته، وكان التّغيير الحاصل صادماً بالنّسبة لي على الأصعد كافّة، ومنها الثّقافيّة، فلم يمرّ يوم دون نشاط ثقافيّ وإبداعيّ إضافة إلى ذلك زيارتي لبعض الجامعات التي تُعدّ الرّافعات الحقّيقيّة لتطوّر أيّ مجتمع، والأردن باتْ مركز استقطاب للتّعليم الجامعيّ بكلّ فروع المعرفة العلميّة والإنسانيّة.
وعمان مدينة كوزوموبوليتانية يعيش بها الجميع بحبّ وسلام وأمان بائن للعيان، ولاتخطؤه عين أيّ زائر أو مقيم من خارج الأردن ومن كلّ أقطار المعمورة.
حاولتُ جاهداً أن أكون متواجدّاً قدر الإمكان في المناسبات الثّقافيّة والاجتماعيّة كلّها، وأنا أسلّط الضّوء، وأتحدّث عن الحياة الثقافيّة في العراق لاسيما ما بعد الاحتلال الأمريكيّ للعراق عام 2003م. وأعتقد من خلال التّغطيات الإعلاميّة بات جليّاً ما قمنا به والدّكتورة سناء الشّعلان من نشاط واضح لكلّ المهتمين بالشّأن الثّقافيّ العربيّ مما دفع البعض أن يحسدنا أو يغبطنا على ذلك. ولكلّ امرئ على دهره ما تعود في قراءة تجارب ومغامرات الآخرين من منطلق التّقييم والرّصد.
وأجزم أنّ البعض مصاب بالعنّة الفكريّة والإنسانيّة، وجلّهم من أتباع السّلطة، ويحاولون تجميل تخادمهم الفجّ، وهؤلاء كمن يطلق الرّصاص على قدميه بتفاهاته وتركيزه على الأمور الشّخصيّة بعيداً عن المنجز الإبداعيّ.
أنا شديد القلق من الأدلجة والشّخصنة المهيمنة على الثّقافة والإبداع. أؤمن بمقولة مايثو أرنولد: “ما عادت الثّقافة نقداً للحياة، بل هي نقد يوجّهه الشّكل الهامشيّ من الحياة للشّكل المهيمن”.
من هذا المنظور أرى يجب على المجاورات الثقافيّة “أنْ تتحوّل من حالة فرديّة هامشيّة إلى حالة تطّور فكريّ للمجتمع ككلّ بما تنتجه من حراك ثقافيّ وتلاقح إبداعيّ”.
بلا أدنى شك هذه المجاورة الثقافيّة عرفتني على الكثير من القامات الأكاديميّة والإبداعيّة الأردنية المشهود لها عربيّاً وعالميّاً، وأعادتني من جديد إلى مقاعد الدّراسة مع طلبة الجامعة الأردنية التي تحاضر الشعلان فيها أستاذة للأدب الحديث. كما حالفني الحظّ للتعرّف على جوانب أخرى من اهتمامات الشّعلان بوصفها ناشطة حقوقيّة وإنسانيّة.
لقد تبلورتْ عندي معرفة عميقة ودقيقة للدّكتورة سناء الشعلان عن كثب عبر معرفتي لتفاصيل كلّها، ويومياتها جميعها، وليس عبر منجزها الكبير في الرّواية والقصّة والمسرح والنّقد فقط. وهناك جانب إنسانيّ عظيم في شخصيتها لا يمكن معرفتها إلاّ بالمعايشة كاهتمامها بالطّفولة والمرأة والإنسان والغرباء والمستضعفين، وشهدتُ بعض نشاطاتها في هذا الجانب الذي لا تفصح عنه لخصوصيته عندها، والأمر متروك لمن عرفها عن كثب، وشاركها ببعض هذه النّشاطات الإنسانيّة للحديث عنه بالتّفصيل.
مستقبلاً لدينا الكثير من المشاريع المشتركة التي سترى النّور قريباً، بعضها منجز، والبعض الآخر ربما يصدر –في القريب- في كتاب عن هذه التّجربة التي أعدّها رياديّة في الوطن العربيّ لما لاقت من زخم إعلاميّ واهتمام غير مسبوق.
أعتقد أنّ المجاورة ليس رحلة سياحيّة، أو التقاء كاتبين، أو صديقين مبدعين كما يتصوّر البعض، بل هي معرفة على المستوى الإبداعيّ والثقافيّ بمعنى آخر “هي دينامية علاقات الذّات والآخر مركزيّة؛ لأنّها تمكّننا من معرفة أحدنا للآخر، فلا بدّ من شجية تربطنا كبشر وأداء يرسخ هويتنا الإنسانيّة كلّ هذا يعتمد على الثّقافة والإبداع”.
وأتمنى على من يريد خوض هذه التّجربة أنْ يبتكر أسلوبه الخاصّ كما فعلت الدّكتورة الشّعلان التي صنعتْ من هذه الفعاليّة تجربة متفرّدة بامتياز، وبذلتْ جهداً شاقّاً وملحوظاً أستطيع أنْ أجزم وأقول سيستفيد منها كلّ من يريد خوض التّجربة مستقبلاً لتكونَ أكثر إمتاعاً وغنى”.