د. جنان الحربي: باحثون من بريطانيا وأميركا أكدوا أنه لا دليل مطلقاً على أن فيروس «كورونا المستجد» تم تصنيعه أو احتمالية نشره

النشرة الدولية –

أكدت خبيرة علم الحشرات والاستاذ المساعد في «التطبيقي» د. جنان الحربي ان نظرية انتقال فيروس كورونا المستجد من الحيوان للانسان تمت بواسطة عائل وهو حيوان البانجولين، والتي تستخدم كثيرا في العلاجات الشعبية الصينية.

د. جنان الحربي

واشارت الى ان حرارة الصيف قد تقتل هذا الفيروس وتحد من انتشاره، وفيما يلي التفاصيل:

مع تسابق دول العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، يسعى العلماء إلى حل لغز مصدر الفيروس.

أصبح مصدر الفيروس منطلقا للكثير من الأقاويل والمزاعم والنظريات، فهناك من زعم أن الفيروس الصيني هو من عمل العلماء في مختبر ووهان السري للحرب البيولوجية، وأخرى تشير إلى أن الفيروس لم ينشأ في سوق الحيوانات في منطقة ووهان.

وتوصل الباحثون في بريطانيا وأميركا بعد الكشف عن السلسلة الجينية لهذا الفيروس أنه لا يوجد دليل على الإطلاق في تسلسل الجينوم لهذا الفيروس يشير الى أن الفيروس تم تصنيعه وأن احتمالية نشره عن غير قصد هي خرافة خارجة عن المنطق.

ولكن ما أثار الشك هو ما نشرته «سي.ان.ان» في تاريخ 28 يناير 2020 والعديد من الصحف العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي أنه تم القبض على البروفيسور تشالز ليبر من جامعة هارفارد (60 عاما) رئيس قسم الكيمياء والكيمياء البيولوجية، وهو عالم كيميائي بارز من رواد تكنولوجيا النانو والمرشح كحائز جائزة نوبل في عام 2008 من قبل طومسون رويترز، بتهمة الخيانة والتضليل والإدلاء بتصريحات كاذبة للسلطات الفيدرالية الأميركية ولتعاونه مع العديد من المنظمات الصينية وتلقيه تمويل لمشاريع بحثية حساسة جدا ومساهمته في تأسيس مختبر ووهان، بالإضافة لعلاقته ببرنامج WUT للتكنولوجيا برعاية الحكومة الصينية بغرض توظيف المواهب الصينية (WUT) لجذب العلماء رفيعي المستوى إلى أميركا.

أثار خبر اعتقال ليبر صدمة في الأوساط الأكاديمية، وخاصة بعدما لاحظ زملاؤه بعد تقصي الحقائق أن التمويل المزعوم كان قادما من جامعة ووهان في الصين، وهي مركز تفشي فيروس كورونا (كوفيد ـ 19).

تظل الحقيقة غامضة والشكوك تدور حول بروفيسور ليبر وخاصة بعد أن قررت جامعة هارفارد بمراجعة سوء سلوكه المزعوم ووضعه في إجازة إدارية لأجل غير مسمى.

تزعم الدعوى الجنائية المرفوعة أن ليبر قد كذب بشأن انتمائه إلى جامعة ووهان للتكنولوجيا في الصين وكذلك بشأن تورطه بعقود لراتب يصل إلى 5 آلاف دولار شهريا بالإضافة إلى 150 ألف دولار سنويا لتغطية نفقات المعيشة و 1.5 مليون دولار سنويا مقابل أبحاث يجريها في المختبر الوطني البيولوجي للسلامة البيولوجية في الأكاديمية الصينية للعلوم في ووهان.

ولم ينته الأمر عند ذلك، ووفقا للتحقيقات الفيدرالية تم إلقاء القبض على مشتبه صيني وهو زاوسونغ تشنغ (30 عاما) الذي رعته جامعة هارفارد وتم القبض عليه في مطار لوغان أثناء محاولته تهريب 21 أنبوبة من العينات البيولوجية الحساسة إلى الصين في جواربه.

وفي خضم هذه التهم والشكوك وبناء على ما صرح به باحون صينيون وكذلك جريدة «ميرور» البريطانية وجريدة Ming Pao الصينية أن هناك توقعات كبيرة أن الفيروس جاء من مختبر ووهان التكنولوجي الذي ساهم الدكتور الأميركي في إعداده والذي يحتوي على أكثر من 600 خفاش استخدمت للدراسات الأولية، ومن المحتمل ان الفيروس تسرب أثناء نقل الخفافيش من المختبر إلى مختبر الفيروسات في جامعة ووهان القريبة منه لعمل المزيد من التجارب.

وصرحت بروفيسورة الأحياء الخلوي تشير كارولين ماتشامر، البروفيسورة بمستشفى جونز هوبكنز التعليمي في بالتيمور الأميركية بأن جميع الفيروسات التي تصيب الخفافيش غير قادرة على الارتباط في الخلية البشرية ولابد من وجود وسيط ناقل بينهما. وأوضحت أن هذا الفيروس أثناء تكاثره في جسم الوسيط طرأت عليه طفرات عديدة مما رفعت من احتمالية إصابته للإنسان.

سيناريو انتقال وتحور الفيروسات وانتقالها من الحيوان إلى الانسان حدث من قبل في سارس وميرس، وتكرر بالتأكيد في كورونا (كوفيد ـ 19)، وكشف البروفيسور إيان جونز المتخصص في علم الفيروسات في جامعة ريدنغ البريطانية والعديد من أبحاث الصينيين أن الخفافيش هي مصدر الفيروس الأساسي وهذا ما أثبتته الصين في دراساتها حيث وجدوا تشابها بينهما في التركيب الجيني بنسبة 96.3%.

ولكنهم رغم كل هذا أشاروا إلى وجود عائل وسيط ناقل لهذا الفيروس، حيث وجد العلماء في 71% من عينات المصابين في كورونا تشابها جينيا بنسبة 79.5% لفيروس سارس وهناك أيضا 89% تشابه في الأعرض المرضية.

وصرح علماء جامعة الصين الجنوبية للزراعة بوجود تشابه صادم بنسبة 99% في التركيب الجيني بين فيروس كورونا وحيوان البانجولين الذي يتوقع أن يكون هو العائل الوسيط، وهذا الحيوان الحرشفي من الثدييات التي تأكل النمل ويستخدم بشكل كبير في الكثير من العلاجات الشعبية الصينية. ووجد الصينيون أن نظرية البانجولين هي أقرب نظرية تفسر إصابة الانسان بالكورونا وهم في طور تطويرها.

وبغض النظر عن المصدر صرحت منظمة الصحة العالمية بأن سرعة انتشار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) وامتيازه بفترة حضانة طويلة تصل إلى 15 يوما أو أكثر وقدرته على البقاء حيا لفترة طويلة تصل إلى أسبوع من أهم الأسباب التي عززت انتشاره على نطاق واسع.

ومن ضمن تصريحات منظمة الصحة أن أغلب الفيروسات القاتلة ظهرت واختفت فجأة، وخاصة فيروسات الكورونا التي تمتاز بنسبة الطفرات العالية مما يجعلها تتكيف مع عائلة، وبالتالي يصبح المرض أقل شدة وأعراضه خفيفة. وهناك احتمالية كبيرة بأن حرارة الصيف قد تقتل هذا الفيروس وتحد من انتشاره مثلما تتأثر الميكروبات والبكتيريا والعديد من الفيروسات بدرجات الحرارة العالية.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي جميع مرضانا ويحفظ الكويت وشعبها وكل من يقيم على أرضها الطيبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button