الكاتبة والشاعرة اللبنانية سيليا حماده: أنا ذاتي في معظم ما أفعله وما أكتبه

النشرة الدولية  – حوار طلال السكر –

تقول الكاتبة والشاعرة اللبنانية، سيليا حماده، أنها لا تفكر من هي ولطالما تساءلت عن سبب ولادتها في هذه البقعة وهذا المحيط المعين، وعن غربتها عن أهلها ووطنها.

وجدت أن وعي الإنسان الانسان يتشكل ويرتقي مع الوقت وقد يجد بعض الأجوبة.

تضيف، سيليا، أنها تكون هي ذاتها.

وصفها الناقد الأردني حموده زلوم بأنها شاعرة تجيد صياغة الحب بمعناه الواسع. حب الكتابة، والحب بين الذكر والأنثى، هي شاعرة تمتلك موهبة، بحرها ثقافة واعية وحـس مرهف ومقدرة على التعبير عما يجول في خاطرها.

وقال عنها كرم الأعرجي فيها من الوعي  ما تدوّره رحى الحياة، لتفرز الصراعات بطاقاتها الفاعلة في الكشف، من اجل أن تخضل واحاتها بالسحر الجميل والأمل، وما هذه الشعرية إلا صوت مميز بتراتيل هائمة، عاشقة، حالمة.

أما صافي الياسري فقال: ما وجدته لدى سيليا واحسب انه صفحة جادة من صفحات – ثورة الشعر العربي – وسيكتشف قارئي وانا اترسم خطوط لوحات سيليا مصداقية توصيفي – اضافة اخيره لهذه المقدمة التي احسب انها طالت كثيرا عما يلزم – اشعر بالاسى والاسف للشعر في لبنان.

لأن سيليا لم تاخذ حقها من اهله اللبنانيين  كما تستحق ولم تتوج كما يجب اميرة لابدع ريشة رسمت ابدع اللوحات فهل فقدت العين اللبنانية قدرتها على الابصار الذي عرفت به ؟؟  وعزاء سيليا في انها ستجد حتما  تاجها لديهم اخيرا انما بعد ان يكتمل صقل مجوهراته لدى الصاغة العرب.

النشرة الدولية أجرت معها هذا الحوار:

من هي الكاتبة والشاعرة اللبنانية سيليا حماده؟

لا أفكر من أنا ولكن طالما تساءلت عن سبب ولادتي في هذه البقة الجغرافية تحديدا وفي محيط معين ، ومن ثم غربتي عن اهلي ووطني لاحقا وماهية دوري في هذه الحياة. ووجدت أن وعي الانسان يتشكل ويرتقي مع الوقت وقد يجد بعض الأجوبة.

بالنسبة لي  أكون أنا ذاتي في معظم ما أفعله وما أكتبه. صادقة، شفافة، مرهفة الحس، وجريئة في طرح أفكاري في الحياة كما في القضايا الوطنية الانسانية و السياسية من منطلق قوق الانسان وحقوق المرأة. بشكل عام انا انسانة هادئة مبتسمة مفعمة بالحياة. أثق بنفسي وأثق بالناس لكن اذا تزعزعت هذ الثقة من الصعب جدا استعادتها لكن لا احقد . هادئة مبتسمة ومتزنة لكن اذا اثار غضبي امر جاد قد اثور كبركان. أتعامل ببساطة وعفوية وود مع كل الناس. أعشق التحديات من صغري. عملت في مجالات عدة مع صعوبة عمل المرأة وتحديات المجالات التي خضتها حيث كنت أقيم لفترة طويلة في السعودية مع زوجي واولادي. لأننا ممن هاجروا من لبنان بسبب الحرب . أشكر الله دائما على نعمه الكثيرة وخاصة نعمة العائلة والأمان

كامرأة، أرفض وضع المرأة في إطار ارضاء الرجل وبذل المجهود للحفاظ عليه مهما فعل. ودائما كنت أستاء من تلك المقالات التي تروج للخنوع لأنني على قناعة تامة انه  في الزواج وفي الحب، المجهود يجب ان يكون من الشريكين وليس فقط من المرأة وأحيانا المطلوب مجهود أكبر من الرجل  للحفاظ على المرأة التي يحب. عبرت عن كل ذلك وأكثر من خلال قصائدي ومقالاتي.

متى بدأت كتابة الشعر؟

بدأت كتابة الشعر منتصف التسعينيات تقريبا ولكن نشرت مجموعتي الشعرية لأولى “امراة كل العصور” نهاية 2010 . كنت منذ سنين المراهقة اكتب الخواطر النثرية والوجدانية .  قبل ذلك ومنذ أيام الدراسة كنت اكتب الخواطر والنصوص التي لم احتفظ بمعظمها. رغم انني كنت في الفرع العلمي في المرحلة  الثانوية ومتفوقة في الرياضيات كنت  أحب مادة الأدب العربي  واحصل على علامات ممتازة وكنت  احب الشعر وأُلقي قصائد من المنهج الدراسي   في مناسبات مدرسية.

كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟

والدي  رحمه الله كان إنسانا مثقفا يقرأ ويستمع الى البرامج  الإذاعية الثقافية على محطة بي بي سي، وكان يحب ام كلثوم وفريد الأطرش وعبد الوهاب وكل عمالقة الزمن الماضي  الذين غنوا أجمل الإشعار. وكان يكتب الشعر الزجلي ويلقيه وكان صوته حلو حين يغني في اجواء عائلية وانا كنت اغني معه وكنت احفظ كلمات أغاني  فيروز خاصة.  شجعني كثيرا كما شجع اخوتي على التعلم ونيل الشهادات  . رغم انني حرمت من وجوده باكرا بقربي بسبب سفره الا ان اكتاب بقي  رفيقي الدائم كما توصياته المستمرة اضافة الى دعم والدتي الدائم.

بيت جدي لوالدي عمّق احساسي بالطبيعة وطبع ذاكرة طفولتي بجمالها، حيث كنت من سطيحته ارى الحقول الممتدة حتى النهر. كما اسمع صوت الماء وزقزقة العصافير. وعندما ااتقلنا الى المدينة كنت استمتع  بالعطلات المدرسية وفصل الصيف في ربوع قريتي الجبلية الجميلة.

لا شك ان دراستي في الجامعة الاميركية ساهمت في توسيع آفاق تفكيري واتاحت حضور الندوات والامسيات الشعرية لشعراء بارزين منهم نزار قباني اضافة الى المسرحيات.

تكتبي المقالات وتكتبين الشعر أليس المزج بينهما غريبا بعض الشيء؟               

قيل لي مرات عديدة  اليس من الأفضل ان تهتمي بكتابة  الشعر فقط بعيدا عن السياسة  وكنت اجيب انه ليس باستطاعي الفصل بين شخصيتي كانسانة رافضة لسياسة الامر الواقع وتهميش دور المرأة وحقوقها وحقوق المواطن وبين رومانسية الشعر اضافة الى تمرده على التقاليد. علما انني عبرت في العديد من القصائد الوطنية عن وجع الناس وأنانية رجال السياسة كما عن معاناة وحنين المغتربين ومعضلة انتمائهم، حيث أقول في مطلع قصيدة “الوطن الصعب”:

ما أصعب أن يكون لك

وطن يسكنك

وصعب عليك أن تسكن فيه

لذلك حين اكتب، سواء مقال او قصيدة،  فانا اكتب بشغف وصدق وأعبر عن رأيي ونظرتي الخاصة للأمور الحياتية والوطنية، كما أعبر عن احاسيسي بطريقتي الخاصة شعرا.

من كان يدعم ويؤازرك حتى وصلت الى ما هي عليه الآن؟

بالواقع ان لم تؤازر المرأة نفسها لا احد يستطيع فعل شيء لها كنت اكتب واحتفظ بما اكتبه كتعليق على حدث معين او خواطر نثرية وجدانية.

ثم وخلال عملي في السفارة البريطانية في الرياض قررت أحد الآيام إرسال اول مساهمة لي الى جريدة الحياة بالفاكس على حسابي الخاص. حين أخبرت زوجي انني أرسلت ما كتبته قال لي حينها: انتظري ربما ينشروه بعد شهر. ولكنني عدت بعد يومين من العمل والجريدة في يدي وابتسامة على وجهي. وحين ساهمت في مداخلة مكتوبة في حوار بين الكاتب عبدالله الجفري والكاتبة المبدعة غادة السمان حول الرجل الشرقي، من خلال عاموده اليومي حينها” نقطة حوار” كنت أتوقع ان ينشر لي مقطع من مساهمتي لكنه أعطاني مساحة عاموده كاملة، لأن أسلوبي أعجبه. كان ذلك في اوائل التسعينيات وبعد مساهمات عدة في الحياة صرت ارسل مقالات الى جريدة النهار الدولية وينشرون لي دوما ما ارسله بالفاكس من الرياض وأحيانا بالإيميل. وصار زوجي يشارك مقالاتي مع أصدقائه وكذلك قصائدي خاصة الوطنية منها وهو الذي ارسل قصيدتي “ما سرك بيروت” الى دار الصياد ونلت حينها عليها جائزة سعيد فريحة. كذلك أولادي فرحو بانتاجي الأدبي رغم عدم اتقانهم اللغة العربية بسبب درستهم في مدارس وجامعات أميركية.

خلاصة القول يجب على الانسان الإيمان بنفسه اولا ومؤازرة نفسه مهما كانت التحديات وهي اكثر للمرأة في عالمنا رغم ان ثورة الإنترنت قلبت موا زبن كثيرة. فكل من ساهم نشر كتاباتي وشجعها اعتبره داعما لي. وقد حظيت اصداراتي الشعرية باهتمام الاعلام المراي والمسموع والمقروء واضاءت المقابلات التلفزيزنية والاذاعية  والصحفية العديدة على شعري. وأخص بالذكر اصحفي الكبير جهاذ الخازن الذي ذكركتبي عدة مرات من خلال زاويته في جريدة الحياة وأيضا.

ولا بد من أن اذكر دعم الأصدقاء من خلال موقع فيسبوك وكل من شاركني توقيع كتبي ومشاركتي بأمسيات شعرية  وتشجيعي على إصدار كتابي الأول  وكل من اجرى معي مقابلة او نوه باعمالي وهم كثيرون وكثيرات. ثم انتباه نقاد وكتاب عراقيين لي من خلال موقع فيسبوك وتخصيص دراسات عن اشعاري وكتاباتي بمبادرة ذاتية منهم تقديرا للابداع وأخص بالذكر كرم الاعرجي وصافي الياسري. وقد ترجمت قصائد لي الى الايطالية والاسبانية  بمبادرة خاصة من شعراء اصدقاء على موقع فيسبووك ونشر البعض الأخر قصائد لي بالانجليزية على مواقع خاصة بهم.

هل ترى سيليا حماده بأن للصالونات الثقافية أهيمة في زمننا الحالي؟

لم يعد لهذه الصالونات أهميتها كما في القديم نظرا لمواقع التواصل والمواقع الإلكترونية العديدة والمحطات الفضائية والمهرجانات الشعرية، الخ. ولانها صارت برأيي تأخذ طابع علاقات عامة اكثر من مراعاة مستوى الانتاج والابداع ، ولكن لا يمكن التعميم طبعا. ولكن لها دور إيجابي في ابقاء اهتمام الناس بالشعر وتشجيع القراءة والكتابة الأدبية وان  في إطار محدود.

هل تعترضين على نجومية بعض الشعراء والكتاب؟

لا اعترض على نجومية احد في اَي مجال واثق ان الشعر والأدب  الجيد  يميز نفسه في النهاية. فأنا إنسانة  واقعية في هذا الاتجاه واعلم ان القصائد المغناة ساهمت في شهرة بعض  الشعراء وكذلك الاعلام والمهرجانات  والتلفزيون اضافة الى العلاقات العامة . ثم ان عمل  بعض الأشخاص  في قطاعات معينة تسهل عليهم الوصول الى القارئ والمشاهد بسهولة اكثر. ولكن في النهاية تذوق الشعر وأنواعه يختلف بين مجتمع ومجتمع  وكذلك النجومية.

كم تمنحكِ أو منحتكِ الحريّة في صوغ نصّ الشعر؟

لا ابداع بدون حرية. حرية التعبير كالهواء الذي أتنفسه. والحرية لا تمنح من احد بل نكتسبها بالثقة بانفسنا وبحقنا بها. أنا أكتب بعفوية دون وضع أطر فتأتي الاشعار منسجمة مع  شخصيتي وتفكيري.

هل فكرتِ في الكتابة بغير العربية للتواصل مع قارئ من ثقافة مغايرة؟

بالواقع قد أعدت كتابة بعض قصائدي باللغة الإنجليزية التي اجيد لتسهيل قرائتها من قبل بعض اصدقاء فيسبوك وبناء على طلب اصدقاء احبوا ترجمتها الى الايطالية والاسبانية ونشرها على مواقع خاصة . اكتب بالإنجليزية احيانا  على فيسبوك وكذلك مقالات عند الطلب. وعندي مدونة باللغتين لم أواصل العمل عليها كما يجب.

ما المحرّك الأكبر في أعمالك؟

إحساسي ورغبتي بالتعبير عن نفسي تفاعلا مع  مواقف وطنية او إنسانية او حالات مزاج عاطفي، الطبيعة من حولي والحنين الى الوطن خلال سنوات الغربة، اضافة الى رغبتي بالمساهمة في التوعية وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وحقوق المواطن.

ما هو الحلم الذي يراود الكاتبة والشاعرة سيليا حماده؟

أن تنتهي الحروب وان تسود العدالة وان ارى بلدي خاصة والمنطقة حولنا والعالم ينعم بسلام دائم وازدهار. فقد عانينا من الحروب طويلا  وتغربنا كفاية ككثيرين من ابناء هذا الوطن العربي وكذلك اولادنا تغربوا  فتفرقت العائلات. احلم بمجتمع يسود فيه الوعي حول تقبل الاخر المختلف انتماء وفكرا ودينا. وان يكون البشر أكثر رفقا  بالحيوان واكثر اهتماما بالطبيعة ومكوناتها، والتوقف عن  صيد العصافير. وانا مقتنعة ان ظلم الحيوان والطبيعة ينعكس دوما على البشر جمعيا بشكل سلبي وعنفي

ما رأيك بخارطة الجوائز الإبداعية العربيّة؟

قد تستغرب اذا قلت لك انني لست على اطلاع على كل الجوائز  آلتي تمنح الا من خلال ما تتناقله وسائل الإعلام المختلفة أحيانا. هناك جوائز قيمة وهامة في العالم العربي،  ولكن انا شخصيا لم أتقدم ولا مرة لنيل جائزة عن اَي من كتبي او أشعاري.  هناك مهرجانات ادبية مهمة خاصة في الخليج. أتمنى وجود لجان أدبية حيادية تمولها الدولة للبحث عن الإبداع وتدرسه وترشح على اساسه أشخاص لنيل جوائز, دعم الإبداع مهم جدا  ويشجع استمرا ر الاهتمام بالأدب والشعرخصة لدى الجيل الصاعد.

لمن تقرأ الشاعرة سيليا حماده ؟

اقرأ باللغة الإنجليزية اكثر وفي مجال الفلسفة والروحانيات وممن قرات لهم عدة كتب:  براين وايس، ايكارت تول، باولو كويلو، واين داير وكثيرين سوهم  ومن الشعر بعض القديم والحديث ايليا ابو ماضي والبياتي والسياب، نازك الملائة وسواهم . كما اقرا    لشعراء  يكتبون بالعامية.

قرات العديد من كتب ميخائيل نعيمة وهو بنظري أحد أهم الأدباء العرب قرأت خليل جبران بالتاكيد. أنسي الحاج وأدونيس ونزار قباني ومحمود درويش. نجيب محفوظ، أمين معلوف، نوال السعداوي  غادة السمان و أحلام مستغانمي. قرأت لطاغور وجلال الدين الرومي  وكافكا  ولكتاب وروائيين  معاصرين وفي مواضيع عدة حول الحياة والعلوم والتاريخ.. الخ.

ومن هم الكتّاب والرّوائيون الذين أثّروا في توجّهها الأدبيّ؟

كما ذكرت سابقا دراستي كانت علمية اكثر منها ادبية ولكن الأدب والكتابة والشعر هم شغف بالنبة لي . لا اعتقد انني تأثرت بأسلوب احد رغم إعجابي بالعديد من الأدباء، فلي أسلوبي الخاص

وقد اعتبر الأديب والشعر الصحفي الكبير صافي الياسري أشعاري ثورة في الشعر العربي الحديث  وأعتبر أن قصائدي تنتمي الى شعر اللوحة. الأديب والشاعروالناقد كرم الأعرجي أفرد بابا لي بعنوان “الحب والحرب في امرأة كل العصور” في كتابه” فلسفة الشعر حلول المتخيل” الذي تناول فيه شعراء عراقيين بارزين ا. الكل  اجمع ان أسلوبي لا يشبه اسلوب احد وانا لم احاول يوما تقليد احد او صناعة قصيدة، فانا اكتب بعفوية وسلاسة بدون اَي هدف في المنافسة او المقارنة مع احد. بل كنت  دائما محظوظة بالأشخاص الذين أعجبوا بقصائدي  وأحبوها وساهموا في نشرها.

ما هو الجديد القادم سيليا حماده؟

اتمنى ان انشر قريبا مجموعتي الشعرية الأولى باللغة الإنجليزية وقد ترجمتها بنفسي وكذلك  ان أضع اللمسات الأخيرة على روايتي الجاهزة من سنتين تقريبا. كما ان مجموعة شعرية ثالثة جاهزة للنشر لكن لم اقرر نشرها بعد.

 ما هي امنياتك

أن يكون هناك دعم أكبر للكتاب والشعراء المبدعين من خلال تولي طباعة اعمالهم وتسويقها. فهم يتحملون كلفة اصدار كتبهم، ولا يجنون مالا يغطي وقتهم في الاتاج الفكري والأدبي

كما أتمنى وأن تزيد نسبة القراء في العالم العربي وكذلك البرمج التي تضيء على الأدب والشعر

كلمة أخيرة لقراء النشرة الدولية

احبوا انفسكم ولا تدعوا اَي شيء يثبط من همتكم. اتخذوا المبادرات  لتحقيق احلامكم ولا تنتظروها من سواكم. تفاءلوا دوما بغد أفضلا و اعملوا لتساهمو يا ن يكون  كذلك.

إقراو كثيرا وخاصة في الشعر والأدب. جفاف هذا العالم المادي لا ينقذنا منه سوى الآداب والفنون.

كما اتمنى دوام الانتشار للنشرة الدولية. احييكم للاهتمام بالإضاءة على الكلمة الحرة المبدعة في شتى المجالات. شكرًا لاستضافتي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نبذة عن سيليا قرضاب حمادة

هي سيليا قرضاب حمادة

لبنانية

حاصلة على بكالوريوس ادارة عامة من الجامعة الاميركية في بيروت

حاصلة على جائزة سعيد فريحة من دار الصياد عن قصيدتها:

ما سرّك بيروت

صدر لها  ديوانين شعر: امرأة كل العصور، ورسائل الى آدم.

ترجمت قصائد عدة لها الى الايطالية والاسبانية من قبل شعراء اجانب ونشرت في مواقع متخصصة اضافة للانجليزية.

نشر لها عشرات المقالات في الصحف، خاصة في جريدة النهار، والمواقع الالكترونية، حول الوطن و المواطن وحقوق لمرأة، فهي تعتبر ناشطة في هذا المجال

أقامت سنوات طويلة في الخليج مع عائلتها حيث عملت في عدة مجالاات منها:

الادارة والتسويق والدعاية والاعلان والعلاقات العامة ، اضافة الى بداية عملها في الترجمة والقسم الاعلامي في السفارة البريطانية في الرياض.

أجريت دراسات متخصصة حول اشعارها وكتاباتها من قبل نقاد لامعين.

حصلت اشعارها وكتبها على تغطية اعلامية واسعة، اضافة الى مشاركتها في العديد من المهرجانات.

متزوجة هي أم لشابين وفتاة.

في الكتابة

بداياتها في النشر كانت أوائل التسعينات في جريدة «الحياة» حيث كان ينشر كتاباتها باستمرار الكاتب المبدع الراحل عبدالله الجفري الذي وصفها حينها بأنها «في كتاباتها الإبداعية تكتب وكأنها تترنم».

هي ناشطة في متابعة الحياة السياسية وحقوق المرأة. تعبر عن رأيها دوماً وتحث المرأة على مشاركة أكبر، وأبرز ما كتبته في هذا المجال:«يا نساء لبنان تكلّمن»، نُشرت في صحيفة «النهار» اللبنانية عام 2007، وآخرها «الكوتا والمرأة اللبنانية».

عن قصيدتها «ما سرُك بيروت»، نالت عام 2008 جائزة سعيد فريحة من دار الصياد، والتي نُظّمت بمناسبة مرور 30 عاما على رحيله.

في ربيع العام 2010 شاركت بمهرجان أدباء الجامعة الأميركية الأول الذي توّج فعالياته بأُمسية شعرية جمعتها وأربعة شعراء. ولاقت الندوة تغطية إعلامية واسعة في معظم الصحف اللبنانية وبعض المواقع الإلكترونية. وبعد هذه الأمسية الشعرية كتب عنها الكاتب والمحامي شادي خليل أبو عيسى أنها «نسمة من عالم الجمال الإبداعي المنعش للروح وراية ترفرف على قمم الشعر والابداع»، وذلك في موقع «ديوان العرب» تحت عنوان «سيليا حمادة راية العشق والحب الجمال».

لاقت قصائدها صدى باهراً وتُرجم بعضها إلى الإنكليزية والإيطالية.

ديوانها «إمرأة كلّ العُصور» هو مجموعة قصائد تضجّ بتجربتها الناضجة، أرادته تتويجا للأنوثة، وضمّنته نظرة فلسفية جديدة لعلاقة حواء بآدم وذلك ضمن فصل «رسائل الى آدم».

 

مقتطفات من قصائد من ” امرأة كل العصور” و من “رسائل الى آدم”

الشاعرة سيليا حماده

امرأة كل العصور

امرأة  كل  العصور

أنا

لا تتوّهم  أنّك  تحيا

بلا  دفء  نجوم  حبي

واعصار  ثوراتي

وجنوني

وأنّك تملك القرار

 

تفاحة لا أكثر

كانت تفاحة واحدة

لا أكثر

وأنت

منذ  أبد الدهر

تأكل كل يوم

تفاحة جديدة

وتلومني أكثر

وأكثر

 

اكتبني لؤلؤا

اكتبني لؤلؤا

في مجرى دمع كواكب

اكتبني

ورقة خريف

تؤرق طيف الأزمان

اكتبني

غيمة

تمطر زهر

عشقا

اكتبني

صمتا

تعب من صمت هذياني

لا ترسم حدا لحدودي

وزما لحود أزماني

واكتبني أيقونة عشق

آية حب أبدية

ليل

يسهر الليل

على جفنيّ

تضيء نجومه عيناك

يعلن الصبح

انبهاره بنا

غناء عصافير

 

قد تعشقك كل النساء

قد تعشقك كل النساء

وتبقى تبحث عني

عقلك يحار في سرّ سحري

وبالك مشغول ببال فكري

توغل في الشهوات

وتعلم

أنك بين ذراعي

تموت وتحيا

الوطن الصعب

ما أصعب

أن يكون لك  وطن يسكنك

وصعب عليك أن تسكن فيه

وطن تنتمي اليه في البعد

وفي الرب تبقى كغريب

وطن عائلاته شرد ت

وزعت على كل المطارات

وطن يكبر بك عندما تغيب

ولا يحضنك وانت قريب

(ابيات من قصيدة طويلة)

قهوة مرّة

أرتشف قهوتي المرّة

وأعجب

كيف ندمن

حتى الطعم المرّ

للأشياء

قررت ان أن أتمرّد قليلا

وأضيف بعض السكّر

وربما أتمرد أكثر

وأترك الفناجين

على راسها تتكسّر

(سيليا حماده)

مقتطفات اعلامية حول كتب وأشعار سيليا حماده

قراءة شخصية في كتاب الشعر العربي صفحة المبدعة – سيليا حماده –

صافي الياسري

تقديم

ابتداءا أود أن أقول اني عندما كتبت هذه القراءة وكل كلمة فيها انما نقلت الصور التي ارتسمت في داخلي دون مبالغة او افتعال او مجاملة وهي معنية بالواقع لا المتخيل مهما جنحته الصورة التي رسمت معادلا موضوعيا للوحات سيليا.

وعبارة – ثورة الشعر العربي – توصيف حقيقي لما اوحت به نصوص  سيليا الشاعرية وكتاباتها واسلوبها المجدد، فالشعر العربي على فخامته وروعته بقي يتنقل على مسارين الاول هو مساره الايقاعي – العروضي  – والثاني هوالموسيقى واقول الموسيقي واقصد الشعر الذي اصطلح عليه بتسمية الشعر الحر والقصيدة النثرية والنص الشاعري – وكما ترى عزيزي القاريء فان ما قيل عن التجديد والتحديث في الشعر لم يكن بهذا الحال الا تغييرا شكليا أو مظهريا، وحتى حين خرج بعضهم على موسيقى الشعر فقد نظروا لما اسموه الموسيقى الداخلية ويمكن وضع اسماء كثيرة ابدعت في المسارين  لكنهما لم يُخرجا – المساران – الى فضاءات اخرى خارج الوعاء العروضي والموسيقي الذي يمكنني ان اطلق عليه هنا – الفالت –أي غير الخاضع لاي ايقاع، مع اننا نعرف في الموسيقى انه حتى السكته زمن ايقاعي، ويمكن ان تدخل عند المبدعين في التريوله حين يكتبون نوتتهم مبتكرين اداءا خارجا على المألوف، ويمكننا القول انه كان هناك شعراء  انما لم يكن هناك شعر يقفز على قول عنترة – هل غادر الشعراء من متردم – بمعنى ان الشعراء انما يكررون ما قاله من سبقهم ولا جديد لديهم . وفي الحقيقة فان قول عنترة في حسابي هو اول شعر نقد الشعر  – فقد كان شعراء العرب الاوائل لا يعدون الخروج على الابتداء الموروث بالنحيب على الاطلال شعرا حتى ابدل الموقف عمر بن ابي ربيعه فغادر الاطلال وابتدأ بالغزل وعندها جن جنون الشعراء قافلة من خلفه حتى يومنا هذا وان غادروا هذا الابتداء فانما غادروا محلا الى محل ، وكنت بكل صراحة انظر ان ياتي  الغيث من نبعين ثرين ثريين لطالما رفدا الشعر العربي بالتجديد والاسماء البهية وهما العراق ولبنان ، لكن العراق بدى لاسباب معروفة كمضيف انطفأت نيران موقده وقلبت دلال قهوته وغادره اصحابه في قطارات محطمة الى ما لا ادري وما ادري ، ولبنان شغلته مشاغل العيش والصراعات الداخلية وتطاحن ابنائه عن وردة الشعر ولولا الاسماء السماوية

في الفن لانطفات سماوات فنه ايضا ، على وفق هذه القناعات كنت ابحث عن الجديد في الشعر العربي ما يمكنني ان اسميه فعلا  – ثورة الشعر العربي – واعترف اني وجدته لدى قليلين  ممن

شقوا مسارا يمكن عده النهر الثالث او المسار الثالث للمسارن الذين ذكرت  كما وجدته اكثر وضوحا في شاعرية سيليا ونصوصها، ذلك انها قلبت الطاولة على العروض وخرجت عنه

كما خرجت عن الموسيقى الراقصة او موسيقى الفالت – او الفالس- او الداخليه بموسيقى المعادل الموضوعي المتماهي والفكرة وفلسفتها المضمرة – المكشوفة – ما يترك للمتلقي حرية اكمال الابداع وليس قراءته وحسب  – المشاركة في  تشكيل اللوحة والمشهد المسرحي وليس الفرجة

وحسب ،  – شعر اللوحة – هذا هو ما كنت أبحث عنه وانتظره وهو ما وجدته لدى سيليا واحسب انه صفحة جادة من صفحات – ثورة الشعر العربي – وسيكتشف قارئي وانا اترسم خطوط لوحات سيليا مصداقية توصيفي – اضافة اخيره لهذه المقدمة التي احسب انها طالت كثيرا عما يلزم – اشعر بالاسى والاسف للشعر في لبنان لان سيليا لم تاخذ حقها من اهله اللبنانيين  كما تستحق ولم تتوج كما يجب اميرة لابدع ريشة رسمت ابدع اللوحات فهل فقدت العين اللبنانية قدرتها على الابصار الذي عرفت به؟؟ وعزاء سيليا في انها ستجد حتما  تاجها لديهم اخيرا انما بعد ان يكتمل صقل مجوهراته لدى الصاغة العرب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم هي امرأة كل العصور (بقلم كرم الأعرجي)

فيها من الوعي  ما تدوّره رحى الحياة، لتفرز الصراعات بطاقاتها الفاعلة في الكشف، من اجل أن تخضل واحاتها بالسحر الجميل والأمل ،وما هذه الشعرية إلا صوت مميز بتراتيل هائمة ، عاشقة ، حالمة، مسكونة بحب الإنسان بمعناه الجمالي في الحياة ، إنها ترمي خلف ظهرها كل مرايا الألم لتستبدلها ،ولا تذرف دموعا عليها من خلال  خيّلائها  المحلّق في سماء هذا البعد الشعري الأنثوي المتفائل مع نرجسية الحس بفضاء

الدهشة وحرارة الإيقاع الداخلي الموغل ،بما  كتمت من سر عبرتها

إنها جرأة الأنثى في المجتمع العربي الذكوري

لذا يتجلى منجزها الإبداعي الأنثوي الذي تحلت به، هو التنقيب بطين الجسد والخلق والجمال

من اجل كشف عورة كل مستور من الجمال في التعامل مع المرأة ، جاءت محمولة على براق المحبة والسلام  وفيض الأماني  للإنسان

حرفها مسار للبحث الدائم عن الأبيض، في عالم يفيض مسوخا ودماء ،لتهدي الجمال  كصورة للمعنى بنسيج فني يؤسطر شاعريتها التي تتوسد فيه حيوية الكتابة المدركة للمحسوسات الجمالية بكل ما فيها من دلالات،

هي حوار الباطن المتخيّل بين سكون المرأة وخلودها في الحب..  إنها  المرأة التي تحب

يالها من نبض منشغل بحريقها الذي يئن مع النبض، كل نساء الدنيا لاتفهم هذا العشق

(سيليا حمادة) هي بمثابة رقصة سامبا  طائرة على ضفاف البحر  السرّي  من نرجسيتها..

هذا الإشعاع الفيضي المشاع في مخيلة الشاعرة جاء من خلال هذا الوصف الذي يغري المتخيّل بأن يتخيّل ،ألا وهو الإنسان

ينسج  الاختيار من الصدق لتشكيل الفن الجمالي للصور المخلصة للأدب  الحقيقي

لذا قصائدها دائما تتنفس من خلاله  طعم الحرية وبأمل مستمر

كرم الأعرجي  (شاعر وكاتب وقاص وناقد عراقي)

امرأة كل العصور  الحب والحرب تحت الشمس * كرم الاعرجي

اعتبر الشاعر والأديب والنقاد العرقي كرم الأعرجي أن ” شعرية سيليا هي صوت مميز بتراتيل هائمة ، عاشقة ، حالمة، مسكونة بحب الإنسان بمعناه الجمالي في الحياة . إنها جرأة الأنثى في المجتمع العربي الذكوري . لذا يتجلى منجزها الإبداعي الأنثوي الذي تحلت به، هو التنقيب بطين الجسد والخلق والجمال من أجل كشف عورة كل مستور من الجمال في التعامل مع المرأة. سيليا حمادة هي بمثابة رقصة  سامبا  طائرة على ضفاف البحر  السرّي  من نرجسيتها” . وقد أفرد  بابا لدراسة عن اشعرها في كتابه” فلسفة الشعر حلول المتخيّل”

صافي الياسري:

أما الأديب، الشاعر، الناقد والصحفي العراقي صافي الياسري فقد اعتبر اشعارها ثورة في صفحات  الشعر العربي وأطلق على سيليا لقب” سيدة شعر اللوحة” في العالم العربي.

ضمن دراسة مطولة عن اشعارها ومقالاتها،  اعتبر  انها قلبت الطاولة على العروض وخرجت عنه، كما خرجت عن الموسيقى الراقصة او موسيقى الفالت – او الفالس- او الداخليه بموسيقى المعادل الموضوعي المتماهي والفكرة وفلسفتها المضمرة – المكشوفة – ما يترك للمتلقي حرية اكمال الابداع وليس قراءته وحسب  – المشاركة في  تشكيل اللوحة والمشهد المسرحي وليس الفرجة.

حموده زلّوم

أما الشاعر والناقد الأردني حموده زلّوم فقد كتب ان  سيليا حماده شاعرة تجيد صياغة الحب بمعناه الواسع . حب الكتابة، والحب بين الذكر والأنثى، وحب الوطن والانتماء وحب الحياة هذا الحب الذي يجعل للحياة معنى وقيمة.

وهي شاعرة تمتلك موهبة، بحرها ثقافة واعية وحـس مرهف ومقدرة على التعبير عما يجول في خاطرها من مشاعر وأحاسيس بألفاظ رقيقة رشيقة ذات ايحاءات  دافئة.

كتب كثيرون عن أشعارها ونشرت لها العديد من المقالات وظهرت في عدة مقابلات تلفزيونية كما اجريت معها عدة حوارات مكتوبة. يسعدنا ان نستضيفها على هذ الصفحات .

سيليا حماده شاعرة تجيد صياغة الحب بمعناه الواسع . حب الكتابة، والحب بين الذكر والأنثى، وحب الوطن والانتماء وحب الحياة هذا الحب الذي يجعل للحياة معنى وقيمة.

وهي شاعرة تمتلك موهبة، بحرها ثقافة واعية وحـس مرهف ومقدرة على التعبير عما يجول في خاطرها من مشاعر وأحاسيس بألفاظ رقيقة رشيقة ذات ايحاءات  دافئة.

تحت عنوان كتب جديدة كتب الأستاذ جهاد الخازن في ختام مقالته (عموده اليومي)  بتاريخ 31 أيار 2013

أختتم بكتاب جميل كمؤلفته، هو مجموعة شعرية عنوانها «امرأة لكل العصور» للشاعرة سيليا حمادة، التي ساهمت في «الحياة» يوماً

كنت حصلت على الكتاب في بيروت، وعندما عدت وجدت نسخة منه بانتظاري مع إهداء من الشاعرة سيليا. كل قارئ يحب الشعر والحياة سيحب كتابها، وأختار منه أول قصيدة، ومنها عنوان الكتاب:

امرأة كل العصور أنا / لا تتوهم أنك تحيا دون / دفء نجوم حبي وإعصار ثوراتي وجنوني / وأنك تملك القرار.

الأستاذ جهاد الخازن كتب  أيضا عن “رسائل الى آدم” مرتين بعد  صدور الكتاب اواخر عام 2014

سيليا حماده شاعرة تجيد صياغة الحب

زر الذهاب إلى الأعلى