ازدواجية المعاير مابين المعتقد والتطبيق
بقلم: د. وفاء العساف
النشرة الدولية –
الإحترام المطلق من مفهومه الضيق سلوك يستخدمه البعض عندما تحضر المصالح، فيذكرك بثوابت أخلاقية يدعي انها راسخة واصيلة وهو من مدة كان بعيدًا كل البعد عن كل هذه الصفات لكن عندما تأتي المصالح يأتي إليك البعض وهو مُفلس فكريًا يذكرك بمسميات وضعت زورًا تحت مفهوم الأخلاق كلها مفاهيم لتحقيق مصالح شخصية للأسف العادات والتقاليد (وثقافة العيب) الذي ينتقدها الكثير وكلٌ له وجهة نظر مختلفة ما بين الرفض والقبول.
التقاليد والعادات سلوكيات استمر بتطبيقها مجموعة من الأشخاص فترات زمنية طويلة تبنى على اساس العرف الحاجات السلطة الدين لذلك تختلف بين المجتمعات
بالنسبة لمجتمعاتنا للأسف نعم فقد فقدنا مفهوم (ثقافة العيب) البعض يراها كلمة متخلفة وهنا يأتي تفسير البعض يريد ان يستخدم هذه الكلمه مثلا بمنعك من حق التفكير ممنوع ان تبدي رأيك حتى لو بطريقة مهذبة لان التفكير قد يهدم ثوابت وضعها البعض ليس على اساس ديني او أخلاقي بل لتخدم سيطرتهم هذه التقاليد فالتذهب مع الريح .
لكن للأسف فقدنا الايجابية من مفهوم ثقافة العيب التي تميزنا فيها قديما فقدناها كان من العيب ان تهان المرأة فبالتالي كانت المرأة تحترم الرجل ليس خوفًا بل إعجاب وفخر كان من العيب إيذاء الجار بل الكل يتعايش بطريقة سلمّية بعيدا عن التميز يبن أصول او أديان.
أصبحنا اليوم بعدما زدنا علمًا أكثر عنصرية وتخلف. لماذا عندما اتذكر سلوكيات جدي الغير متعلم هو واغلب أبناء جيله من الرجال أجدهم بأخلاق وعقلية وفطنة وتوسع أفق، كانوا يملكونها من غير ادراك اصلا بامتلاكهم لتلك الصفات لأنها الأصل والعكس هو الشاذ عن الاصل.
لماذا زدنا علمًا وانحدرنا خلقًا والأمر لاعلاقة له بالدين لان التطور وتوفر المراجع تتيح لك ان تتثقف أكثر بأي مجال لم تتوفر عند القدماء فليس البعد عن الدين هو السبب لان الشخص الذي يريد أن يبتعد بتصرفاته واخلاقه عن ثوابت الأخلاق قد وجدت نماذج منهم عبر العصور، لقد وصلنا لهذه المرحلة عندما جعلنا المصالح الشخصية تحدد أخلاقنا فوضعنا عاداتنا الجميلة في كتاب يركن في زاوية ما، عندما تأتي المصلحة تنفض عنه الغبار ثم يفتح ليتم تذكيرنا به واستغلاله لتنفيذ غايات شخصية.
يرى البعض للأسف وليومنا هذا هناك فئات مستضعفة تمنع من التعبير لمجرد كونها لاتمتلك اجتماعيًا بعض المقومات والمعاير السطحية.
نحن ننافق للقوي نمجد الغني مجتمع مادي بحت لااحد منا يدعي المثالية كلنا نحب ان نحسن وضعنا الاقتصادي لكن لماذا تحول تلك الرغبة البعض إلى قمة الانحدار الخلقي للوصول لها.
ايضا فأن العادات يجب ان لا تكون إلا لإنسانية وكرامة الإنسان ولسنا مجبرين على ان نتبع افكار في عقولنا أصبحت ثوابت لتحقيق مصالح البعض الشخصية فنصبح كالقطيع
نحن لسنا قطيعا نحن بشر نخطئ ونصيب لكننا ايضا نمتلك القدرة على التميز.
انا احب عاداتنا الأصيلة ان تعود اشتاق للسلام الداخلي والهدوء والصفاء في التعامل احترام الآخر بالفطرة.
اليوم أرى من مضاهر التخلف الفكري ليس لها علاقة بموروثنا الثقافي فكيف ترى أن ابداء رأيي كأمرأة عيب وليس لي الحق في الاختيار بمواضيع وشؤون انا جزء منها
بينما ليس من العيب أن تأخذ قرض على عاتق هذه المسكينه قمة التناقض.
بالمقابل لماذا تطلب المرأه من الزوج مهر مرتفع وحفلة زفاف وكماليات وتثقل كاهله بالديون تحت ثقافة العيب أيضا لأنها ليست اقل من اي فتاة اخرى بالعائلة وبعد الزواج تطالبه بالالتزام بكل المصاريف في ظل وضع اقتصادي صعب فأنتي كنت مدركة لظرفه المادي واغرقتيه بالديون والان في حالة انه قصر لو بالقليل لانه مازال يسدد ديون و كماليات وتبعيات الزواج فتنظر له او حتى قد تصرح ببعض العبارات التي تحاول أن تنقص من رجولته.
لا ياسيدتي انت التي افتقدتي انسانيتك ونضج العقل بالمقارنة السخيفة بين تلك وذاك وخوفك من انتقادات سخيفة لكماليات اسخف.
العادات السلبية او الأفكار الدخيلة من أسلوب المقارنات بالغير او الإحترام المبني على اساس ما املك ،مظهري ،اصلي فلا يجب أن تحظى هذه المعايير على القبول المطلق لأنها ثقافة تطلب حصانة لثوابت مستفزه، فطالما هي فى إطار الأفكار فعليها أن تتحمل النقد الموضوعى أو حتى الصارخ لانه مجرد فكر غير ملزم .
قانون “ساك سونيا ” الذي نطبقه اليوم بمعايرنا المزدوجة مابين القوي والضعيف ندعي اننا لانميز بين الأشخاص على اساس مادي.
كذب لأننا حتى عندما نتعامل بأدب مع من هم اقل ماديا فنحن داخليا نشعر اننا على خلق لتواضعنا معهم منتهى السطحية.
حتى بعض المهن البسيطة فنحن امام الناس نمجد من قدرها بشكل مبالغ حتى لانوصف بالطبقية لاياعزيزي المهنه مهنه فحتى تمجيدك الزائد لها سيشعر صاحبها بالنقص وانك تحاول تجميل ماهو قبيح وهو ليس كذلك.
بينما على النقيض جلستك نبرة صوتك تختلف مع من هو صاحب نفوذ مال سلطة أيضا منتهى السطحية.
الأخلاق هي واحده المهذب مهذب مع الجميع وغير ذلك انت انسان منافق نقطة انتهى
بعيدا عن الشعارات نحن بأمس الحاجة للتوقف للحظات والتفكير العميق لنواجه ،نغير الكثير من ما نرفضه داخليا ونخشى ان نعكس هذا الرفض إلى سلوك في حياتنا لأننا أضعف من ان نواجه النقد.