ثلات أخطاء شائعة في الترجمة.. ترتب عليها مواقف محرجة ومكلفة.. *فاطمة أبوسرير

السعودية – فاطمة أبوسرير / صحافية ومترجمة –

تتضح أهمية الترجمة الجيدة عندما نقرأ نصاً مليئاً بأخطاء واضحة، ورغم أن أخطاء الترجمة تصنف أمراً طبيعياً ويمكن إيعازها إلى استحالة الكمال البشري،  لكن السؤال الذي يجب طرحه قبل دعم هذه الفرضية هل كان الخطأ يعود إلى قلة خبرة المترجم، وكنتيجة لذلك يرتكب عدداً بسيطاً من الأخطاء أثناء عملية الترجمة ويمكن أن تتراوح بين المشاكل النحوية والاملائية وبين مشاكل التوطين والتي تعتبر الأسوأ، والتي عادة تفسر على أن القائم على ترجمة النص دخيل متطفل على المجال يفترض وجود ارتباط راسخ بين المصطلحات في اللغات المختلفة، ويعتمد كلياً على استخدام قاموس ثنائي اللغة فيصعب عليه تفادي الخطأ.

وتعتبر أخطاء الترجمة في الوقت الحاضر أسهل في الملاحظة وحتى أبسطها يمكن أن يتسبب في أصداء وخيمة وبعيدة المدى، وبسبب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واتجاه البشرية نحو العولمة، برزت الحاجة إلى ترجمة العديد من القواعد والإرشادات والإعلانات وغيرها من المواد إلى لغات عديدة، ولعبت الترجمة الدور الهام في تطوير الشركات عبر التوطين، وترجمة محتواها إلى مئات اللغات المختلفة كشرط أساسي للنمو السريع والتوسع العالمي، مما استحدث العديد من التحديات غير المتوقعة للوصول إلى أسواق أكبر أو وجهات سياحية أو مستخدمي الإنترنت أو عملاء آخرين.

ولضمان أن لا تكلفك عملية الترجمة في النهاية أكثر مما تفيدك، تتضح ضرورة الاهتمام بالسياق والفوارق الثقافية لتفادي المخاطر الكبيرة عند ترجمة أي نوع من  أنواع المحتوى.

الأخطاء الفادحة في الترجمة

في مجال الترجمة، برزت ثلاثة أخطاء فادحة حتى أصبحت ذائعة الصيت نظراً للنتائج الكبيرة التي ترتبت عليها، مما يظهر أهمية الاستعانة بمترجمين محترفين، وتمثلت هذه الخطاء بـ :

قائمة المطالب الفرنسية

ترجمت سكرتيرة رسالة في عام 1830 إلى البيت الأبيض بدأت بجملة “الحكومة الفرنسية تسأل” على أنها “الحكومة الفرنسية تطلب”، فما كان من الرئيس الأمريكي إلا أن تعامل مع الرسالة على أنها تحتوي على قائمة من المطالب، لكن الجانبين استأنفا المفاوضات بعد تصحيح ذلك الخطأ.

دليل تعليمات الاستخدام 

أدى دليل التعليمات المترجم بشكل غير دقيق  إلى فشل جراحات استبدال الركبة لما يقرب من 47 حالة خلال الفترة 2006-2007 في ألمانيا، في اللغة الإنجليزية كان من المفترض أنها أطراف اصطناعية غير نمطية، ولم يتم شرح ذلك في الترجمة إلى الألمانية، فزرع الأطباء الأطراف الاصطناعية تبعاً للوصفة في الدليل المترجم، وبعد فترة ليست طويلة من العملية، اشتكى ثلث المرضى الذين تلقوا زراعة الطرف الاصطناعي من أنهم يعانون من مشكلات في تلك الأطراف، وعلى هذا اضطر المرضى إلى إعادة الزراعة لإصلاح الخلل.

الكيان الصهيوني

نص قرار مجلس الأمن الصادر عام 1967 -بحسب الترجمة الفرنسية- على “انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية”، في حين نصّ القرار في نسخته الإنجليزية على “انسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية” دون الألف واللام في كلمةِ “أراضٍ”، وهو ما اتخذه الكيان الصهيوني ذريعةً للانسحاب من بعض الأراضي العربية وليست كلها.

ومن المهم الوعي بأنه سيتلاشى عدد كبير من الأخطاء عندما يأخذ المترجم مهنته على محمل الجد ويفتح عينيه جيداً ويتأكد من استعداده لتقديم العمل على أرض الواقع بعد التأكد من خلوه من أخطاء الترجمة الصغيرة التي ربما تسبب أزمات دبلوماسية أو انسانية، وهكذا يكون المترجم نجح في التوطين، ويكون المحتوى المترجم في طريقه إلى الانتشار حول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى